لماذا تغير حال الصحف الآن مما كانت عليه في السابق؟ حيث المهنية المسؤولة والخبر الصادق والتحليل المبني على معطيات واقعية، وظل الرواد الأوائل ينتهجون منهجاً يعطي الصحافة قيمتها ومكانتها، لأن الصدق والأمانة سمتان من سمات هؤلاء الرواد لا يكتبون إلا من واقع الحقيقة أي يتناولون الخبر من مصدره الأصلي ويعملون مليار حساب حتى لا يسيئوا لاحد ولا يجرحوا أحد أو يأخذوا موقفاً من أحد، ما لم تثبت الدلائل والوقائع إدانة الشخص المعني هكذا حال الصحافة في السابق وحال أصحابها، اما الآن حدث ولا حرج بأن بعض الصحف تسعى للكسب الرخيص والسريع ، وذلك عبر أخبار في معظمها غير صحيح حتى لو كانت صحيحة فتعمل من الحبة قبة، وهذه لعمري صحف غير مسؤولة ، وبالتالي غير مهنية. تناولت عدة صحف خبر المدرس الذي تحرش ببعض الأطفال في مدرسة، وهذا حدث فردي من شخص شاذ والشاذ لا حكم له، والوزير قادر على معاقبة مثل هؤلاء الشذاذ، فلماذا تسيء هذه الصحف بكل المعلمين بعمل كراكتيرات لا تليق بالتعليم والمعلمين؟ فإذا كانت هذه الصحف تسيء للمعلم والتعليم من تصرف واحد شاذ، فنقول بالصوت العالي يا قادة الدولة أغلقوا دور هذه الصحف لأنها تسعى لهدم المجتمع وذلك بإهانة المعلم. نريد أن تكون الصحافة والصحافيين عاملان مهمان من عوامل بناء المجتمع وذلك عبر تقدير المعلم واحترامه وتشجيعه لمزيد من البذل والعطاء لأن المعلم هو الذي يربي فلذات الأكباد وهم بدورهم يبنون هذا الوطن العزيز. كذلك نريد أن يكون الصحفي انساناً مسؤولا، وليس ثرثاراً أو غمازاً أو همازاً ، ولا نريد صحفياً يثير الفتن ويوقع العداوة والبغضاء بين الناس ولا نريده أن يبالغ في الأمور. قال تعالى : (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون) «19» سورة النور عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال «هلك المتنطعون» قالها ثلاثة رواه مسلم : والمتنطعون هم المبالغون في الأمور وقال جابر رضي الله عنه أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال أبعدكم مني يوم القيامة «الثرثارون والمتشدقون والمتفيقهون». والحمد لله تولى ملف وزارة التربية والتعليم رجل لا يجامل أحد في الأمور التي تتعلق بالأخلاقيات والسلوك وقد عقد العزم بأن يضرب بيد من حديد كل من يسلك طريقا معوجاً أو ينحرف عن المسار التربوي، ولا أريد أن أتحدث عن الوزير سيتحدث هو عبر جولاته والأتيام التي كونها لتفقد الأحوال في المدارس الحكومية والخاصة. أخيراً أيها الصحافيون أعطوا المعلم حقه من التقدير والإحترام ولا تعملوا العكس، فتهدموا المجتمع بحاله نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم ويسدد على طريق الخير خطاكم ، ويجعل أقلامكم مسخرة لكل عمل يؤدي إلى رفعة التعليم وتقدير المعلم.