لست بصدد الدفاع عن المعارضة السودانية، فلدي مآخذ كبيرة وكثيرة عليها. بيد أن حزب الأمة، وتردد قائده الإمام الصادق المهدي .. وضعف الحزب التاريخي الغريم، ونزاعات مرشده مولانا الميرغني.. وعدم صدقية الدكتور حسن الترابي في الموقف المبدئي من قيم الحريات وحقوق الإنسان.. يجعلني أحمِّل هؤلاء الزعماء أخطاء كبيرة وأدت بالديمقراطية ، وجعلت إلتهامها سهلاً ، والإنقضاض عليها يسيراً بيد الإنقلابيين..!. وقلمي ظل- وسيبقى- مدافعاً ومنافحاً عن الفكر الإسلامي المعتدل والحر، وضرورة القبول بتوجهات أكثرية أهل السودان، نحو التطلعات الإسلامية المشروعة. ٭٭٭ ولكني أختلف مع د. نافع علي نافع في عدة أوجه: - الأدب الإسلامي أطر للخلافات، حتى مع أصحاب الديانات الأخرى، وتعامل معهم في ظل دولة المدينة .. ولم يجنح الرسول الكريم ، عليه الصلاة والسلام، للكلام الحاد أو النعوت الجارحة.. متأدباً بقوله تعالى: ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ). والفظاظة التي ينتهجها الدكتور نافع علي نافع ، ليست من الإسلام في شيء .. وهي ممقوتة ومرفوضة (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ) . ورحمة الإسلام، ومنطقه وحجته جعلت من الكلمة الطيبة إصابة حميدة، تنفذ إلى القلب مباشرة (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ). مالك يا دكتور نافع تتجاوز أدب الإسلام تجاه بني جلدتك ، والذين ينطقون بالشهادتين مثلك.. فتصفهم بأنهم «بغاث الطير وتحت مركوبك.. »، وغيرها من الكلمات الحادة ؟!. ٭٭٭ ثم أن الوجدان السوداني متسامح ومتصالح.. وأهلنا يتحلون بروح الدين «الكلمة الطيبة صدقة».. ويعشقون الأمثال الجميلة المعبرة: «الكلمة الطيبة، بخور الباطن». ٭٭٭ و أنتم - يا دكتور نافع - جربتم إحضار الخصوم ب«المال والسلطة».. وقبلتم بالوضع الرمادي في الشأن العام، فلم نسمع ب«الشريعة» طيلة ال20 عاماً الماضية، وتزيد..!. ولئن جربتم «السلطة والثروة» مقابل أشرس الخصوم، فكراً ومواجهةً .. فلماذا لم تسعوا جادين في إستقطاب «أهل الملة الواحدة» بمفتاح بسيط وهو الأمتثال لقول المصطفى، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم :(إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم).. ٭٭٭ والأخلاق- يا دكتور نافع - في معناها العريض هي أن تتخلى عن النزعة الديكتاتورية، و أن تقيم دولة العدل بإشراك كل أبناء السودان في السلطة، وأن تحارب الفساد المستشري. ٭٭٭ د. نافع.. الرسول «المعصوم» كان لا يتضايق أبداً من الرأي الأخر.. إذ وافق عليه مع الشيخين الصديق والفاروق «لو إتفقتما على أمر لما خالفتكما». وقبله مع النصارى واليهود ( لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) .. ولم يمنع حتى المنافقين من الصلاة مع حضرته..!. ٭٭٭ د. نافع.. الحكاية ليست الشريعة.. وإنما صراع محموم حول السلطة. والحل بسيط جداً، وهو الرجوع للشعب السوداني عبر ديمقراطية رابعة. ٭٭٭ الأندلس - يا دكتور نافع - ضيعها الذين تاجروا بالدين.. واختصروه في مصالحهم الضيقة.. وركنوا للموشحات والراقصات والليالي الحمراء. تركيا والأندلس ضيعهما بقايا الملك العضوض، والإستبداد والفساد. ٭٭٭ د. نافع.. عليك الله، تخلى عن عبارات «لحس الكوع، والمركوب».. فإنها توغر الصدور وتشعل النفوس وتزرع بذور الإقتتال..!. ودم المسلم على المسلم حرام..!. رئيس التحرير [email protected] 0912364904