الأسر السودانية بطبعها أصيلة ومضيافة وكريمة (تعزم على المافي) (نحن كرمنا نيرانو بتولع قج... ونحن سعنا بلبن الطيور بنخج).. هكذا يشهد النماي والدوبيت على الكرم السوداني الأصيل، وكذلك تشهد لنا الشعوب العربية بان السودان بلد مضياف (يكرم ضيفو هجعة ليل). «الجود من الموجود» مقولة مطبوعة على لسان أهلنا الطيبين يتبارى فيها الجميع من أجل إكرام الضيف وتسبقها الحليفة التي تصل أحياناً إلى مرحلة (عليّ الطلاق) و (حرّم)، ولكن طرأت متغيرات على بعض الأسر السودانية كانت ورائها الظروف الإقتصادية السيئة جعلتها تتراجع عن إكرام الضيف وتحسه عبء إضافي يرهق كاهل محدودي الدخل خاصة في ظل إرتفاع الأسعار المتزايدة، ولكنها تعمل المستحيل لإكرام الضيف ليس بمقولة «الجود من الموجود» ولكن بسياسة قطعاً من الجلود. (الوطن) أجرت استطلاعاً مع بعض الأسر عن إكرام الضيف، هل لا زال موجوداً كما علمنا الإسلام؟ أم توارى أمام مقولة الزمن بقى صعب، الظروف الإقتصادية قاهرة..؟؟ ٭ عيب الزاد ولا عيب سيدو -الطالبة عفاف - ترى أن إكرام الضيف يجلب الخير والبركة، وإن ديننا الحنيف يوصي بإكرام الضيف، وكذلك عاداتنا وتقاليدنا السمحة تحسنا على إكرامه، ويقولون (عيب الزاد ولا عيب سيدو)، حتى إن كنت لا أملك شيئاً، فالضيف بجيء بخيرو، وربنا بفتح علينا بمجيئه، والضيوف أصناف وعند أهلنا بقولوا ليك (الضيف دا بطنو بخيتة) يعني كلما يجيء يكون خيرنا راقد. ٭ الضيف خير وبركة: اما المواطن أيمن أبو حسن يؤكد أن إكرام الضيف شيء أساسي لابد منه حتى وإن كان بالموجود، وفي بعض الأحيان تجبرك الظروف للإستدانة لكي تكرمه بصورة تليق بمقامه، وبتوفيق من الله يجعل لك الله مخرجاً من هذا ويقضي عنك الدين. وفي كثير من الأحيان لا يوجد في المنزل ما تأكله الفئران، ولكن عندما يحل عليك ضيفاً يتنزل عليك الخير الوفير ببركة هذا الضيف ويرزقك الله من حيث لا تحتسب. ٭ هروب من الواقع: لم يخف الموظف النذير عمر تهربه الواضح من الضيف، وقال إن مرتبي محدود لا يكفي ناس البيت ناهيك عن تحمل عبء إضافي، وضيوف الزمن دا ناس مصالح يعني ما يجيك ضيف لصلة رحم، ولكن يجيء كايس مصلحتو عشان كدا أنا ما عندي شغلة مع الضيوف وبعدين، (نعزم عزومة مراكبية) يعني أداء واجب وبس وفي قرارة نفسي لا أريده أن يسامرني ثانية واحدة. ٭ الفينا مشهودة: اما الحاجة بتول الحاج- امرأة من الزمن الجميل (ناس الكرم ذاتو) تقول هناك أسماء معروفة ومشهود لها بالكرم ذي ناس (عوج الدرب) ديل بغيرو مسار البصات عشان تجيء جنب البيت ويقوموا بإكرامهم بنحر الذبائح عشان الضيف يزيد الخير، ولكن ناس الزمن دا اتغيروا ولكن (الإسلام ما بيتغير يابتي) والضيف مهما قعد معاك مصيرو يمشي وتفضل سيرتك بين الناس، والضيف بجيب البركة والكلام دا عن تجارب وكل ما أكرمتي ضيفك ربنا بوسع ليك في رزقك.. والناس إذا ختت الرحمن في قلبها ما في عوجة والفينا مشهودة.. عارفانا المكارم انحنا بنقودها.. ٭ زيارة خفيفة: ابتدر عثمان عوض الله حديثه عن إكرام الضيف بمقولة «بارك الله فيمن زار وخفّ»، فالضيف زائر لذلك من الواجب أن نكرمه، فالضيافة (3) أيام ومن تعداها فليس بالضيف، ويعامل معاملة (ناس البيت) وبالرغم من الظروف الاقتصادية الحرجة التي تمر بها البلاد، إلا أن إكرام الضيف عادة لا فكاك منها. ٭ من المحررة: يظل إكرام الضيف واجب تحتمه علينا الشريعة الإسلامية ثم العادات والتقاليد، وإكرامه يقوي أواصر المحبة والمودة بين الناس، ويفتح أبواب الرزق ويجعل للانسان مخرجاً من كل ضيق وهم. فإكرام الضيف مجلبة الخير وعنوان التعاون وجسر لتقوية الصلات، وهو ما يدعو إليه الإسلام.