الشعب السوداني مشهود بإكرام الضيف.. وثقافتنا في اكرام الضيف افرزت أدبًا شعبيًا منه الطريف .. لدرجة انه قد تسمي أعز الأبناء «عشا الضيفان، ولنا في الضيفان أمثال طريفة فالمثل الذي يقول: «الضيف الملخوم ياكل ويقوم»
هذا يؤكد أن المضيف يستمتع بإكرام ضيفه ربما يكون ذلك في زمن ولى، الناس كانت «فايقة» وحبل المهلة يربط ويفضل.. وما تقوم بي خاطر زول.. لذلك فالضيف الملخوم عندنا الذي يأكل ويقوم، ضيف غير محبوب ولكن هنالك ضيفًا أخطر خصص المجتمع له مثلاً عامًا يقول: «الضيف المستعجل بطلق المرة» والسبب لأن المضيف صاحب الدار عادة ما يحلف بالطلاق على الضيف بأن ينتظر الغداء أو الفطور إلان أن الضيف قد يكون في ظرف حرج لا يستطيع الانتظار لأنه مربوط بمواعيد هي أهم من الوجبة التي حلف المضيف بالطلاق حتى لو ضبح ليهو «عمبلوق».. والمشكلة تكمن في أن الزوجة قد تكون بطيئة فيضطر الضيف إلى الذهاب دون الانتظار فتصبح الزوجة طالق ويقال: «الضيف المستعجل بيطلق المرة» أما الضيف الثالث فهو الضيف الثقيل. ومعلوم مثل هذا الضيف في كثير من المجتمعات ولأحدهم حكاية مشهورة أن ضيفاً حضر في وقت غير مناسب.. فاجأ أهل الدار في وقت الغداء ولم يكن بالمنزل أي طعام.. وخلا المنزل إلا من «قرد» يملكه أهل الدار أخيراً اهتدت زوجة صاحب الدار لحيلة ماكرة أن يذبحوا هذا القرد ويكرموا به الضيف.. والزوج راقت له الفكرة الماكرة «فعملوها» وجلسوا ينظرون للضيف وهو يأكل اللحم في شراهة وهو لا يدري أي لحم هو .. فكان كلما يشرب جرعة ماء بعد كل لقمة يمسك حلقه.. وأخيراً سأل صاحب الدار وزوجته الذين فضلوا أن يأكل الضيف لوحده فقال الضيف: يا أخوانا والله لحمكم ده بيطلع لي في حلقي مع كل لقمة. فردت عليه المرأة الماكرة: - هي يا أخونا هوي.. هو بيطلع فوق الشجرة.. لمن حلقك القريب ده!!