لكل إنسان قصة أو قصص متعددة مثلت ماضيه ورسمت خطوط حاضره، وجاء المستقبل مبنياً على أثرها فإذا كانت قصص حزينة أثر ذلك الحزن على حياة الإنسان، وكم من البشر لم يستطيعوا أن يجتازوا أحزانهم رغم مرور السنوات عليها، ولكل إنسان قصة تختلف سواء كانت قصة اختلاف مع الأسرة أو قصة ظلم أو خيانة أو فراق أو غيرها من قصص الحياة. ولكن كما في حياة البعض قصص محزنة توجد ايضاً قصص مفرحة، لحظات سعادة ونجاح وأشياء كثيرة رسمت الفرحة على ماضي الكثيرين. فهل قصص الماضي تموت مع الأيام؟ أم أن بعضاً منها تكون ناراً تحرق تحت الرماد مهما مرت عليها السنوات وتجاوزها القدر.! ليس كل القصص يمكن أن تنسى وإن كانت ماض بعيد ومهما مرّ عليها الزمن وتوالت السنوات، فرغم مرور أكثر من عشر سنوات ما زالت قصتي التي حدثت في الماضي كابوس يدق على رأسي، وأدرك تماماً إنه مهما حدث في حياتي من متغيرات لن تمسح تلك القصة التي حدثت لي يوماً ما، فقد تعرضت إلى الاغتصاب وأنا طفلة صغيرة لم أتجاوز العاشرة من عمري، ورغم إنه كتب لي النجاة من ذلك الموقف الوحشي المخيف الذي علق في ذهني حتى الآن وأثر على مجرى حياتي تماماً، ولكن لم أنسه لحظة واحدة، خصوصاً عندما أغمض عيني أو أسمع بموقف مشابه لحالتي حتى أصبحت لدي عقدة نفسية تجاه كل الرجال وكره اكتسبته من تلك الحادثة، التي أنقذتني العناية الإلهية منها في آخر لحظة، ولكن مثل هذه القصص لا تنسى ليس لأنها حزينة، بل لأن لها تأثير نفسي كبير من الصعب على المرأة تجاوزه مهما مرت بمواقف قد تغطي على تلك القصة، وربما يأتي يوم يمسح سيناريو تلك القصة المخيفة والمؤلمة . وليد يصف الأمر قائلاً : ليس بالضرورة أن تكون القصة القديمة مؤلمة حتى تظل بذاكرتنا فهنالك قصص رغم أنها تحمل في طابعها طيف جميل من ماضي كان يرسم البهجة والسعادة في حياتنا ثم حدث الكثير من المتغيرات التى قلبت موازين البهجة والسعادة التى كانت بمنحها لنا من ملأوا حياتنا في الماضي وغادرونا دون رجوع فتظل قصص الماضي تلك ناراً تؤجج ذكريات مؤلمة ورغم ما بها من أيام مليئة بالفرح والسعادة، ولكن حتى اللحظات السعيدة قد توجع أحياناً خصوصاً إذا صارت ذكرى بعيدة من الماضي. أما الباحثة الاجتماعية نوال عبد اللطيف تضيف: لكل إنسان قصص تسيطر على أحاسيسه وعواطفه سواء كانت مؤلمة أو مفرحة وتظل عالقة بذهنه، وقد يتعرض الإنسان لمواقف ربما تكون موجبة فتمسح كل قصة حزينة من ذاكرته مهما كانت قسوتها، وأحياناً لا يحدث ذلك فيجد الإنسان نفسه يحمل عبئاً ثقيلاً بداخله هو قصص من ماضي بعيد ولكن موجود بداخله عبر السنين، وحتى المواقف الأخرى من قصص الماضي تظل هوساً عند البعض حتى وإن كانت معاملة قاسية أو خيانة صديق أو حبيب أو موت عزيز، شخصية الإنسان إذا كانت قوية يمكن أن تسيطر على قصص الماضي وتقلل من تأثيرها.