أعلنت إدارات ولاية الخرطوم خلال الفترة التي سبقت الإحتفال بمناسبة الذكرى السابعة والخمسين لاستقلال السودان، في انها ستفعل العديد من الخدمات التي حددتها في مجالات الصحة والبيئة من نظافة وتنظيم للشوارع، والمواقع القائمة بوسط المدن وجوانبها المختلفة، من أسواق وسكن وصحة وتعليم وصرف صحي ومواصلات وغيرها الكثير، مما يهم الناس في شتى مساراتهم الحياتية اليومية، ومن بين هذا وذاك تأهيل شارع النيل وتنظيم الحدائق والميادين والمنتزهات التي يرتادونها عند حالات فراغهم للترويح مع عائلاتهم وأسرهم بمرافقة اطفالهم المحتاجين لذلك الترويح واللعب في الفضاء والهواء الطلق على النجيلة وسط الزهور وانسياب المياه، وتغريد العصافير ومشاهدة بعض ما تبقى من الحيوانات التي رحلت إلى حدائق ابريل ، حيث بقت بها نادمة غاضبة على فقدها لمكانها السابق، «حديقة الحيوانات» السابقة التي كانت مزاراً للناس الزائرين من العاصمة الخرطوم، ومختلف اقاليم هذا السودان الذي أصبح دويلات الآن. افتقدت تلك الحيوانات المسكينة مكانها ذلك الذي تربع عليه برج الفاتح الذي لا أدري بماذا سميت الآن بعد ذهاب الفاتح وقائده الذي شملته ثورات الربيع العربي وازالته. وياليتنا نستطيع إزالة برجه لتعاد تلك الحيوانات إلى مقرها ، وهذا بالطبع لم يكن ممكناً أو متاحاً في هذا الوقت، ولكن على الأقل يصبح بامكاننا ايجاد مكان مناسب لتلك الحيوانات المحتارة بأمرها والقابعة في حدائق ابريل تندب حظها العاثر. قد يكون ذلك بالإمكان إذا ماعدنا لنذكر قرار كان قد سبق إصداره لايجاد مكان لها بغابة السنط الواقعة على حافة البحر الابيض لكي يؤهل لها بدلا من ترحيلها، أخيراً إلى الخرطوم بشرق النيل الأزرق، ذلك المكان البعيد على الكثيرين الذين يرغبون في زيارتها وقد قلت بالفعل تلك الزيارات لمواقع الحيوانات لنقل او لنسأل عن لماذا استبدل المقر الذي كان مقرراً لمكان حديقة الحيوانات بغابة السنط المتوسطة لمدن ولاية الخرطوم والقائمة على شواطىء النيل الابيض الجميل. ولنعود إلى ما نحن بصدده من قرارات أصدرتها حكومة الولاية إبان تلك الفترة التي ذكرت والموجهة لتأهيل شارع النيل وهذا قد تم بالفعل شاملا مساراته بالخرطوم وامدرمان ، وهذا عمل جميل تحمد عليه ادارات ولاية الخرطوم ، ولكن السؤال هنا لماذا لم يحدث تأهيل ملموس للحدائق العامة حتى الآن. تلك الحدائق التي يرتادها عامة الفقراء والمساكين الذين ليس في مقدورهم الذهاب لتلك المتخصصة للمقتدرين منهم، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أين مسؤول التنظيمات والخدمات المقررة على الاسواق والشوارع ومواقع السكن القائمة بالمدن الطرفية والقرى والريف التابع لولاية الخرطوم حول ما ذكرنا من خدمات لازمة لها، لم يحدث في ذلك الشأن مايساوي القليل ما الذي قيل عنها وعن تفعيلها على الوجه المطلوب لترقيتها وتفعيلها والحاقها بما صدر حولها من قرارات وأحاديث صابة في تنظيم وتأهيل هذه الولاية التي تمثل عاصمة البلاد. فان الاسواق لا زالت تمارس عشوائيتها والشوارع تزدحم بالاكشاك والباعة الفارشين والمتجولين على الطرقات ومواقف النقل العام، وبايعات الشاي والمأكولات اللائي تمتلىء وتضيق بهن كل المواقع المشوهة لها والعامة واجهة البلاد واولئك البايعات للشاي الجامعات كوماً من العطالة أو المتعطلين حولهن من رجال كبار وشباب، وهن اللائي سبق أن كتبنا وتحدثنا عنهن الكثير منبهين أن غالبيتهن ليست سودانيات، وحتى السودانيات منهن قلنا يجب أن يخدعن لدراسات ومتابعات لمسارات احوالهن الاجتماعية الحقيقية لمعرفة مدى حاجتهن لهذا العمل الذي يتسببن او بعضهن الشماعات يختلقنها لمثول احتايجاتهن. وهذه إن ثبت تواجدها لدى كل ذلك الكم الهائل من النساء بايعات الشاي والمأكولات بالاسواق. فما علينا سوى أن نقول « يادنيا عليك السلام « ولكن ذلك قطعاً لم يحدث من حاجة لتلك الكميات الماثلة منهن، إذن لابد من المراجعة الاجتماعية لهن، اما عن الخدمات العديدة التي لم يتم بشأنها شيئاً حتى الآن، فنرجو أن يحدث ذلك عاجلا كما تم لشارع النيل.