لفت نظري خبراً صغيراً في الإعلام مفاده أن واشنطن تقيم ركناً أمريكياً في بورتسودان باحدى المكتبات العامة أي عبارة عن ركن مكتبي، وبالفعل أهدى القائم بالأعمال الامريكي جوزيف ستافورد كتاباً كبداية تدشين للمكتبة، وأن شراكة ستقوم بينهم والولاية. وبموجب الإتفاق ستوفر المؤسّسة الشريكة المكان والموظفين فيما توفر السفارة الأمريكية أوعية المعلومات والمعدّات و التدريب و الدعم الفني. إضافة للبرامج التعليمية ...والحقيقة أن هذا الإهتمام الأمريكي بالتنمية البشرية والثقافة والتعليم جعلها اليوم في الريادة وقيادة العالم بإنسان متعلم ومثقف ومدرك، والغريب أن السيد والي الخرطوم قد دشن من قبل أسبوع أو ما يزيد ما سمى بالموسم الثقافي ولم نسمع أو نرى حتى تاريخ اليوم أي فعالية ولو صغيرة عن هذا الموسم الذي لم تهلّ بشائره.. وهذا الفرق بيننا وبين حكومات الدول الأخرى التي تفعل ما تقول ونحن نقول ما لا نفعل ، وبالرغم من إطلاعنا من مصادر خاصة أن ما سمي بالموسم الثقافي قد رصدت له ميزانية مليارية.. أين ذهبت وأين صُرفت، هذا يعلمه المسؤولون والحاشية التي تتبع له ..وبما أن الثقافة ونشرها لا تتطلب تلك الميزانيات المليارية، فقد تتم بأبسط الجهود.. فلماذا لا يؤهل الوالي مكتبات صغيرة داخل النوادي التي تتبع للأحياء ويمدها بأجهزة كمبيوتر وكتب كما ستفعل السفارة الأمريكية في الشراكة الثقافية مع ولاية البحر الأحمر..