العلاقة بين الأخوات هي من أسمى العلاقات الإنسانية، لأنها مبنية على حُب فطري صادق لا يحمل شيئاً من شوائب الحياة المليئة بالسلبيات، لذلك من النادر أن نجد العلاقة بين الأخوات سواءً شقيقات أو غير ذلك بها بعض الإشكاليات، ومع كل ما يحدث من متغيرات في هذا العصر، وما أخذته هذه الأجيال من المؤثرات الخارجية نجد أن كثيراً من الأشياء قد تغيرت فتخللت تلك العلاقات الحميمة، الغيرة والحسد وغيرها من الصفات السيئة، فهددت الغيرة تلك العلاقة السامية بين الأخوات لأسباب لا تستحق سواء زيادة الجمال أو النجاح وغيره. فهل تظهّر الأخت غيرتها من أُختها لها وهل تحسه من غيرة يحطم العلاقة الأخوية بينهما؟؟ ٭ عزة أنور تقول: من المفترض أن لا تنمو ذرة حقد أو غيرة بين الأخوات لأن الأخوة سواء بين الأولاد أو البنات علاقة عظيمة لا تستحق مثل هذه الأساليب، وللأسف كثرت الغيرة بين الأخوات وصارت الخلافات والدغائن حتى تفككت روابط العلاقة بين الأخوات وضاعت الصلة الحميمة التي من المفترض أن تكون أعمق من ذلك لأن الأنانية والغيرة تقود إلى أساليب سيئة بعيدة عن سلوك الأخت مع أختها، فنشأت الآن بين الأخوات غيرة ولدت داخلهن الكره حتى صرن أعداء وتكيد كل واحدة للأخرى وتحطم كل ماهو يمكن أن ينفعها وتستفيد منه في مستقبلها ، لذلك نعتبر أن مثل هذه الغيرة هي مرض لأن المرأة من المفترض إذا غارت أن تغير من إمرأة غريبة عنها وليست أختها. ٭ وليد عز الدين يرى إنه المرأة عموماً تعرف بغيرتها من بنات جنسها في كل الإتجاه سواءً أجمل منها أو التي تكون ناجحة في دراستها أو عملها أو محبوبة من داخل الأسرة أكثر سواءً من أمها أو أبوها أو باقي إخواتها، لذلك مثل هذه المسائل تولد الغيرة في نفوس الأخوات فيما بينهن ويتطور الأمر إلى مشاكل وحقد وأنانية ثم تأتي الدسائس والمؤامرات التي تكون قمة الغيرة العمياء مابين الأخوات التي لا معنى لها. ٭ الأستاذة آمال عبد اللطيف باحثة إجتماعية تضيف بأن طبيعة المرأة تجعلها تسعى دوماً بأن تكون الأفضل خصوصاً داخل أسرتها الصغيرة وعندما تكون إحدى البنات مميزة في المنزل يصبح ذلك أساساً ليولد غيرة عمياء من الأخت تجاه أختها سواءً أكانت أكبر منها أو أصغر ، فتأخذ تلك الغيرة الأخت بعيداً عن أختها وتتبدل تلك المشاعر الجميلة بين الأخوات إلى مشاعر سالبة تخلو من المحبة الأخوية الصادقة.