يحتفل العالم في الخامس عشر من مارس كل عام باليوم العالمي للمستهلك ويأتي إحتفال هذا العام تحت شعار «المستهلك العدل الآن»، وهو شعار يحمل مضامين مهمة لحماية المستهلك الذي يشكل الحلقة الأضعف في العملية الإقتصادية وخاصة في البلاد النامية كما هو واقع الحال في السودان، حيث يعيش المستهلك السوداني أو بالأحرى المواطن السوداني في ظروف إقتصادية صعبة وبالغة التعقيد مما يتطلب جهوداً مكثفة في إتجاه حمايته. ٭ إن الإحتفال باليوم العالمي للمستهلك يعني الإهتمام بمبادىء حقوق المستهلك التي أقرتها المنظمات الدولية والتي تفرض على الدول وضح سياسات وقوانين تحمي المستهلك ووضع الآليات لتنفيذ هذه القوانين ومتابعتها وأن تتسق هذه القوانين بالحد الأدنى لمطلوبات المعايير الدولية وتطبيقها على كل السلع والخدمات المحلية والمستوردة. ٭ كما أنه من الضروري أن تعمل الدولة من أجل إعتماد تدابير قانونية وأنظمة سلامة ومعايير ومواصفات وطنية من أجل إنتاج سلع آمنة لوضع حد للخداع والغش التجاري الذي أصبح متفشياً في الأسواق وهذا واضح في ما تشهده الأسواق من سلع مغشوشة أو مقلدة مثل الأجهزة الكهربائية والإلكترونية أو سلع غذائية فاسدة ومنتهية الصلاحية أو خدمات متدنية من أبرزها خدمات الصحة والمياه والمواصلات على سبيل المثال. ٭ إن حماية المستهلك السوداني تتطلب تضافر الجهود والمشاركة النزيهة والصادقة بين كل الأطراف المعنية في المجالات المختلفة المطلوبة للحماية من أجهزة تشريع أو سلطات تنفيذ ومتابعة أو منظمات توعية ومن خلال عمل مؤسس ومنظم تتوزع فيه الأدوار حسب القدرات والإمكانيات والتخصصات ولكن تتكامل فيه المهام وتتسق الأدوار وبذلك نكون قد حددنا إطاراً فاعلاً لحماية المستهلك السوداني. إن القوانين والتشريعات وحدها لا تكفي إذ لم يسبقها حراك فاعل ليشمل كل مواقع المجتمع السوداني في العاصمة والولايات وأن يستهدف هذا الحِراك عملية توعوية شاملة تجعل من المواطن حائط الصد الأول لحماية نفسه. ٭ السودان كغيره من دول العالم يحتفل في هذا اليوم تحت مظلة واسعة من الفعاليات التي تنظمها الجهات المعنية في شراكة واسعة تتمثل في الهيئة السودانية للمواصفات والجمعية السودانية لحماية المستهلك والمنظمات والجهات الأُخرى ذات الصلة بهذه الفعاليات. يشتمل البرنامج على حملات توعوية في العاصمة والولايات وعلى ندوات علمية وورش عمل حول بعض القضايا المهمة التي تهم المستهلك بالإضافة الى فعالية خطابية يشارك فيها رئيس الإتحاد العربي لجمعيات حماية المستهلك بمحاضرة حول هذا الموضوع.. ٭ نأمل أن يكون هذا الإحتفال بداية لتأسيس شراكة منظمة بين كل المهتمين بشأن المستهلك وأن حماية المستهلك تحتاج لجهود كل الفاعلين في هذا المجال.