دموع التماسيح .. كفارة أم ندم..؟ «دموعك لما فاضت ضيعت صبري الشوية» كتب /الرشيد ادم هنالك مثل شائع في وسط مجتمعنا السوداني يقول:( دموع تماسيح) واكيد بمجرد سماعك لهذا المثل يخطر ببالك انه يعني الخداع او (التمسحة) بعينها فعندما يقول لك ان فلان هذا (تمساح) هذا يعني عليك ان تحزر منه وتبتعد قليلا ...لانه سوف يبتلعك في اقرب فرصة , ونجد ان الاكثر زرفا لدموع التماسيح هم ضعاف النفوس من الجنسين فالمرأة تستخدمه لاستدرار العطف وتعبر به عندما تنفذ جميع مقدراتها وحيلها بعض النساء اما علي الصعيد الرجالي فدموع الرجل وخاصة السوداني تعتبر من الاشياء النادرة الحدوث الا في حالات ...مثل فقد عزيز ام ، اب ، اخ ، زوجة ، صاحب ، حبيبه ...ألخ ، فالدموع التي تخرج للمزكوره اخيرا (الحبيبة) تعتبر سرية للغاية قد لا تراها هي ذاتها فمن الطبيعي ان تجد شخص تدمع عينيه لفراق امه ...فالدموع في المجتمع السوداني (غالية) لا تصرف الا لشخص عزيز..!ولكن لا يمكنك ان تجد شخص يبكي فيقال لك هذا فقد حبيبته..؟ الا في المسلسل التركي ...! فالدموع وجدت طريقها في الغناء الشعبي واصبح متنفس لكل من يريد ان يبكي .. فمحمود عبدالعزيزالملقب ( بالحوت) له الرحمة يقول في رائعته :العجب حبيبي اداني تحيه دموعي سالت والمنام ابي لي انا « وحتي الان لم اعرف من هو العجب المقصود ...ولكن علي حد تخميناتي الخاصة انه يقصد المثل القائل (عجب عيني) وهذه ايضا لا اعرف لها تفسير الا عن طريق قول الوالد لاختي التي تأتي وتشتكي زوجها باستمرار..فيقول لها وهو غاضب انتي الاخترتي الزول دا ..؟! اها يا العجب عيني ..! ثم الجابري له الرحمة يقول : بس دموعك لما فاضت ضيعت صبري الشويه « ثم ترباس يقول كفكف دمعك الغالي مسامحك ما عشان عينيك عشان تتعلم الغفران وتصفح لو زمن جار بيك»...وكثيرة هي الاغاني قد لا يسع لها المقام ... وبالرجوع لدموع التماسيح نرجع الي صاحب الدموع الاصلي (التمساح) ..وسبب دموعه نجد ان كثير من الكائنات التي تعيش في البحار تضطر الي اخد حاجتها من الماء من مياه البحار المالحة وهى تتخلص من الملح الزائد عن حاجتها عن طريق اجهزتها الخاصة (فالاسماك) يوجد جهاز ازالة الملوحة لديها فى الخياشيم ، حيث تقوم خلايا خاصة بأخذ الاملاح من الدم وتخرجها من المخاط بتركيزات كبيرة اما (التماسيح) فتقع الغدد الملحية لديها في زاوية العين وتسيل افرازتها للخارج وحين لاحظ الناس ذلك (خروج افرازات من العين) لاسيما بعد اكل فرائسها ، وظنوا خطأ انها تبكى فرائسها...وانها تكفر عن هذه الفعله وتندم بزرفها هذه الدموع..؟فظهر المثل الشائع (دموع التماسيح) وتاتي هنا كدليل على النفاق الشديد، وفى حقيقة الامر ان التماسيح لا تبكى اي شئ دخل بطنها ممضوغاً او مقرمشاً وكلوا عند التمساح وجبه ... ،وانما هى الغدد الملحية الموجودة فى عيونها تسيل منها الافرازات للخارج.