إن السلع الهامشية المعروفة بهذه الصفة والمتعددة الأنواع المتواجدة في هذا السودان الذي يتمتع بأراض ٍ شاسعة ومياه وفيرة كثيرة ومتنوعة في مختلف المجالات الزراعية والصناعة الخفيفة وغيرها، متواجدة تشكل حضوراً في العديد من المناحي المفيدة محلياً اذا ما وجدت العناية بها والإستفادة منها بالداخل والتصدير للخارج تلك السلع والمنتجات الهامشية بل والصناعية التي يمكن ان تستفيد منها البلاد في شتى المواقع العامة والخاصة متوفرة في جميع انحاء السودان وكمثال لذلك نذكر منها ما يمكننا ذكره ونترك الكثير المتبقي للباحثين في تلك المجالات، نذكر الكركدي في غزالة جاوزت وحوله الكناف ومخلفات مصانع الزيوت الأمباز وقشرة الفول والبذرة التي تكون مواد تصلح كفحم للحريق والوقود أو علف للحيوان، ومن المزروعات العشوائية التي تتواجد في بعض الصحاري أو على أطراف الجبال نجد هنالك الحرجل والمحريب والحنظل والسنة مكة التي من جهة أخرى تسمى «العميوقة» وهذه تتواجد بالشمالية وبخاصة في مواقع بلاد الشايقية، كل هذه السلع الهامشية والعشوائية من زراعية وصناعية متوفرة في جميع أنحاء هذا السودان وهي المفيدة في العديد من الجوانب التي إذا ما وجدت العناية اللازمة والإهتمام المستحق لها قطعاً أنها ستعود على البلاد بفوائد جمة في كثير من المجالات المهمة والصابة في مصالح الناس وعامة البلاد، وبالمناسبة فإن كل تلك المزروعات العشوائية في بعض الحالات تجمع لتصدر للخارج عن طريق وسائل عشوائية أيضاً الى بعض الدول والبلاد التي تصنعها في العديد من هذه الأدوية العلاجية التي تصل الينا بتراب الجنيهات لاستعمال المرضى، أليس ذلك مؤكداً ونحن نعلم بأن غالبية صناعة الدواء تعتمد أصلاً على المدخلات النباتية واذن فإن تلك النباتات هي المتواجدة في بلادنا هذه العريضة الواسعة الأراضي المروية بمياهها النيلية والمطرية الوفيرة إضافة الى صحاريها وجبالها التي تنبعث منها المياه ويجب أن لا يفوتنا أن نذكر الصمغ العربي المنتج من شجر الهشاب وهو بالطبع ليس هامشياً أو عشوائياً كغيره من بعض السلع التي ذكرنا فهو أي الصمغ العربي المعروف لدينا بالأهمية القصوى المفعلة في رعايته لكثافة إنتاجيته التي نحن حريصون عليها وعلى جمعه وتصديره العائد على البلاد بالعملات الصعبة الداعمة لإقتصادها، وذلك ما ركزت عليه الأوراق التي قدمت من خبراء في مؤتمره الأخير الذي انعقد بالأشهر الماضية، ولنعود الى ما نحن بصدده حول السلع الهامشية المذكورة ذلك لما تكتنزه من خيرات يجب الإهتمام بها وان لا تبقى مهملة كما هو واضح عليها الآن وهذا ما يقودنا الى السؤال الذي يفرض نفسه عن أين مصنع الكناف ولماذا لا نجد مصنعاً للكركدي والألبان بغزالة جاوزت، ولما لدينا من مصانع للأدوية والمبيدات وادوات التجميل لماذا هي لا تستفيد من هذه النباتات العشوائية، ثم كماين محروقات الطوب لماذا لم تستفد من مخلفات مصانع الزيوت التي تفرزها قشور الفول والبذرة فتجعلها في شكل قوة صالحة للحريق بأكثر من الفحم نفسه، إن هذه السلع الهامشية إذا ما استثمرناها في تلك المجالات العديدة التي ذكرنا فإننا أكيد سنجني ثمارها المفيد، أما مخلفات قصب الذرة وغيرها من قطن وخلافه من مزروعات فتلك الله يهون علينا بإقامة مصنع الورق الذي شرع فيه الآن والإسراع في اكتماله فإن تلك المخلفات تعد من أساسيات مكونات مواده التصنيعية ولا بد من العناية بتلك السلع العشوائية والهامشية.