[email protected] هل يعني قيام ثلاثة إنقلابات عسكرية في عهود الديمقراطيات الثلاثة في السودان فشل تلك الأنظمة الديمقراطية في حكم البلاد؟ وهل النظام الديمقراطي الليبرالي الغربي يصلح في ظروف الدول النامية، بحيث يمكننا تطبيقه كما هو دون إدخال أية تعديلات عليه ليتلائم مع ظروف بلادنا..؟؟ لماذا فشل النظام الديمقراطي في السودان؟ هل يمكننا أن نرجع سبب ذلك الفشل إلى جملة أسباب منها: التعصب الحزبي الأعمى بحيث تتبنى المعارضة نهج تدمير الحزب الحاكم وإفشال كل خططه إن وجدت بما في ذلك المعارضة من أجل المعارضة وفي كل شيء. عدم انتشار التعليم بشكلٍ كافٍ لا يساعد على نمو بذرة الوعي فلا يتم الحكم على الأحزاب من خلال تنفيذ برامجها الانتخابية، ففي دول الغرب فان الحزب الذي يفشل في تنفيذ برامجه لن يضمن فوزه في الانتخابات القادمة ووصوله إلى السلطة لانصراف الناخبين عنه إلى الأحزاب الأخرى المنافسة له. انتشار أمراض الجهوية والقبلية والحزبية وغيرها والتي تشل جسد النظام الديمقراطي وتقعد به وتجعله غير قادراً على الحركة مما يسهل الإنقضاض عليه. لجوء الأحزاب المعارضة إلى استخدام القوة العسكرية بواسطة الضباط الموالين لها كما حدث في العام 8591م عندما أطاح حزب الأمة بالحكومة وفي العام 9691 عندما أطاح الشيوعيون وغيرهم من اليساريين بالحكومة، وكما حدث ايضاً عندما أطاحت الجبهة الإسلامية في العام 9891 بالوضع السياسي الذي كان قائماً آنذاك. ورغم بقاء الأنظمة العسكرية لفترات طويلة في السلطة فانها لا تحسن كيفية إدارة الأزمات التي تمر بها، فقد لجأ النميري إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في العام 3891م لاطالة أمد بقاءه في السلطة، وذلك بعد حدوث المجاعة وبلوغ البلاد حافة الإنهيار الاقتصادي بسبب الأزمة المالية وتدني أوضاع المواطنين المعيشية.. وبدلاً من أن يجتهد النميري ويسعى لتحسين ومعالجة المشاكل الاقتصادية التي تمر بها البلاد فانه أهمل هذا الجانب الحيوي والمهم وعمل على التلاعب بمشاعر المواطنين الدينية ودخل في موجه من التصوف كان يحسب انها ستنفذه من أزمات البلاد المتتالية فانهار نظامه وسقط ببيان إذاعة القائد العام للقوات المسلحة ودون إراقة قطرة دم واحدة. كان النظام يحتضر فأطلقت عليه انتفاضة 6 أبريل رصاصة الرحمة لقد كان موت مثل هذا النظام خيراً من بقائه على قيد الحياة مشلول الإرادة لا يستطيع فعل شيء لانقاذ البلاد من أزماتها المتكررة.