ولاية الخرطوم ممثلة في الوالي الدكتور عبدالرحمن الخضر وأركان حربه، أنشأت مواقف جديدة للمواصلات على مستوى عالٍ جداً من الرقي والنظام، الذي لاتخطئه عين، وتنظر وتشيد به كل عين «حاقدة». الوالي الخضر ،وفي لقاء له مع الإعلام كان يدرك أن هناك ربكة سوف تحدث بعد تغيير خطوط المواصلات وتحويلها إلى المواقف الدائرية ،وهذا طبيعي جداً وعادي ،وبدلاً من مساعدة الإعلام للولاية ولجمهور المواصلات، بدأت الأحاديث تدور حول الإختناقات وأزمة المرور، وكأن الوالي يدير هذه الولاية الضخمة بالريموت كونترول.. محطة الربط الجديدة «شروني» إنجاز تاريخي لولاية الخرطوم، تم تشيدها بمواصفات دقيقة ومدروسة، قمة في الهندسة المعمارية والرقي، الذي جعلني أتحدث مع الوالي عن المحافظة عليه من هجمة الباعة المتجولين والفراشة، الذين يهاجمون على مثل هذه المواقف بحثاً عن الرزق والأرزاق، فكانت إجابته غاية في التهذيب، ذاكراً أنهم لايقطعون أرزاق الناس، ولكنهم حريصون أيضا أن لا يؤخروا الناس في تأدية واجبهم الوظيفي والعملي بسبب التأخير والزحمة التي تحدث في مثل هذه المواقف الدائرية التي تمر بها البصات مرور الكرام، تأخذ الركاب كلٌ إلى وجهته المحددة، دون توقف في المواقف لساعات طوال لكسب الوقت. لا أدري كيف يفكر هؤلاء الذين يتحدثون عن فشل التجربة قبل أن تبدأ، فالإنسان لو رحل إلى منزل جديد يحتاج إلى شهرين حتى يرتب أوضاعه، ويتأقلم.. فما بالكم بهذه مواقف بصات وحافلات وركاب، والشوراع تحتاج إلى شهر أوشهرين على الأقل حتى تترتب، فلا تحكموا عليها من يوم واحد. أتحدث عن الوالي الخضر لأني كنت لصيقاً به لأكثر من مرة ولاحظت مدى الإنهاك والتعب الذي بدأ عليه، حتى علمت أن الوالي ليس لديه إجازة ،وحتى يوم السبت بالنسبة له عمل روتيني.. يطوفون ميدانياً على الخرطوم «كرش الفيل» ليصبح هذا اليوم مراجعة للذي تم انجازه، والذي يريدون إنجازه.. بإذن الله التجربة سوف تنجح ،والخضر سوف يعبر بالخرطوم إلى رحاب العمران والبناء والحضارة والجمال، بعرق الجبين والسهر والتعب.. أعينوه على ذلك..