ليس لدينا اعتراض على تكريم يحيي الفخراني, لكن من الذي يتسحق التكريم, هل الممثل السوداني ام يحيي الفخراني , ومن يتسحق الذكر والى متى يظل الفنان السوادني تابعا للممثل العربي حتى في التكريمات, لاحظ عزيزي القارئي ان كاتب الخبر , او السفارة لم تذكر لنا اسماء الممثلين السودانين, حتى تكاد تظن ان ليس من بين المكرمين من هو سوداني, فما ان قرانا الخبر حتى سارعنا بالاتصال بالفنان عبد الخالق احمدعمر عن صحة التكريم وهل هو من بين المكرمين ام لا؟ فاكد لنا بانه لم يتلقى اية دعوة, لتكريمه من قبل السفارة. لم نخض مع عبد الخالق في أي نقاش معه لكن هذا امر يدعو ليفتح بابا للحوار والمساءلة, لماذا نظل اسرى لعقدة كل ماهو عربي, خاصة المصري ,وننظر اليه باعتباره الاعلى قيمة, في ظنى السفارة حين تكريم الفخراني وضع القائمين عليه في حالة عداء مع الفنان السوداني, هذا التكريم سنخوض فيه بالنقاش, ولن نتركه يمر مرور عابرا كأن شيئا لم يكن, لان السكوت يعني ضمنا اننا نوافق على تجاهل المبدع السوداني , والذي دائما ماظل في حالة تجاهل متعمد من قبل المبدعين العرب خاصة, لكن من المخجل والمؤسف ان تتجاهل مؤسسة رسمية مثل السفارة السودانية, الممثل السوداني المشارك في الخواجة عبد القادر, وللعلم عبدالخالق لم يكن هامشيا في هذا العمل بل كان مؤثرا, لدرجة انه تدخل في تغيير سياقات كثيرة وردت في النص الاساسي للعمل , وان لم نذكره نحن في بلادنا لن يذكره الفخراني ولا غيره (ياناس السفارة) وللاسف السفارة السودانية شطبت دورها المفترض, وهو الاحتفاء بكل ماهو سوداني وتقديمه للعالم, بل اصبحت جزءا من الاعلام الرسمي للبلد المقيمة فيه. ويأتى هنا سؤال مهم هل السفارة السودانية تبحث عن من يزيد رصيدها في الجانب الاعلامى, حين كرمت شخصا مثل الفخراني, كاني اسمعهم يقولون: بتكريم الفخراني سنكرم في الاعلام المصري, لكن هذا امر سينتقص من دور السفارة اكثر مما يزيد رصيدها. . الفخراني ياسادة قدمت له من قبل دعوات للسودان ليكرم. فاعتذر, لكن الدعوات اذا وجهت له من دولة اخرى, لحضر -- المسرح بين فضاء الابداع والتسبيح بحمد الولاء عادة ما تسمع ان الابداع يحتاج الى فضاء ومتنفس, كي يساهم في عملية البناء والتنويروالتغيير, وضعت العديد من الشروط لنجاح العمل الفني والابداعي منها التفرغ, والاستقرار والاستمرار, لكن كل هذه الشروط بدون ان يجد المبدع متنفسا له, لن يتمكن المبدع من عملية الخلق والابداع, وقد ظهرت العديد من المصطلحات والمسميات, منها الرقيب الذاتي, ورقابة السلطة, او مايسمى بالتدجين, كما ظهرت ثنائيات عديدة مثل المثقف والسياسي, او المثقف والسلطة, وظهور هذه المسميات كان بسبب عمليات الازاحة التى تمت من قبل السياسي للمبدع, او محاولة تغيير مساره الى اخر يتوام مع ميول ورغبات السياسي, حتى, لايجد اعتراضات, على ممارساته, لذلك بات السياسي يلجا الى ادخال المثقفين في دوائره, بالتعينات او بفتح المجال امامه كي يعبر بالطريقة التى ترضى السياسي, في الفترة الاخيرة اصبحنا نسمع بعملية الولاء السياسي, وهي الباب المفضى الى التعيين, وجواز المرور, فبدون رضا السياسي عن المثقف لن يجد المبدع فضاءا يتحرك من خلاله, مالذي استفاده السياسي من المثقف هل استفاد من تمرير مشاريعه والسكوت عن فعله فقط ام استفاد من عقلية وذهنية المثقف الذي يعاين للمجتمع وفق ذهن متجاوز للانى, عكس السياسي الذي عادة ما يعمل على اساس اليومي, (رزق اليوم بيوم) لذلك تنهار الكثير من مشاريعه, لانه لايخطط ولايدبر, لكونه عجولا ويريد النتائج السريعة, وفي هذا يبنطق القول (ما ياتي سريعا يذهب سريعا) المسرح السوداني اكثر الحقول المعرفية والابداعية يجد من خلالها الانسان السوداني متنفسه لانه ظل منبها ومحرضا, للتغيير, لكن الان انحسر هذا الدور ام مازال المسرح يقوم بواجبه ودوره على اكمل وجه, وهل هناك تدخلات سياسية في المسرح, وان وجدت هل خصمت من رصيد الفعل الابداعي , وهل ارتباط المسرح بالسياسية عطل الحركة الابداعية ان جازلنا ان نسمى ما يحدث في المسرح السوداني بالحركة, ام التدخل السياسي ساهم في الارتقاء بالحركة المسرحية, والى أي حد تجذب المسرحيات السياسية الجمهور , الباحث والناقد المسرحى عبد الله الميري, راي ان ليس هناك تدخلات سياسية مباشرة في النشاط المسرحي السوداني, وقال بانه لم يسمع ان هناك عرضا مسرحيا تم ايقافه من جهات سياسية او امنية ولم يشاهد رقابة مباشرة على الانتاج المسرحي من حيث حرية التعبير, بل هناك مسرحيات انتقدت بعض قضايا الفساد الاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي, بصورة مباشرة لكن التدخل كان في الفعل الاداري للمؤسسة حيث تم تعيين بعض الادرات للمسرح بشكل سياسي , وهي اسماء معروفة مثل الاستاذ فضل احمد عبد الله, وشمس الدين يونس, لكن الوضع عاد نصابه الصحيح وذل بتعين صديق عبد الله صالح, وتعيين من سبق ذكرهم لايعني ان لاعلاقة لهم بالمسرح بل هم اساتذة مسرح. عن اقبال الجمهور على العرض المسرحي الذي يناقش القضايا السياسية قال عبد الله الميري: الجمهور لايذهب الى المسرح الذي لا يجد نفسه فيه فالعروض المسرحية التى تناقش القضايا المصيرية هي التى تستحق المشاهدة, ويبذل من اجلها المجهود. ** الممثل والمخرج المسرحي عوض حرقل, اعتبر ان الوعاء الثقافي اوسع من السياسي ,لان الثقافي يتعامل مع الماضي والحاضر والمتستقبل, عكس السياسي الذي يتعامل فقط مع اليومي , والمثقف دائما ما يتعامل مع كل الموجودات ويضع الانسان كاولوية, عكس السياسي الذي يضع الانسان في اخر اولوياته, اما امر مناقشة القضايا , فحرقل يرى ان العمل الفني لا يتعامل مع القضايا بجزئيات, بل يأخذ كل قضية ويضع لها مايتسحق المناقشة, لان القضايا مكلمة لبعضها البعض, ونجاح العمل من عدمه يعود الى المتابعة للفعاليات الثقافية بشكل عام. -- تاج السر الحسن في ذمة الله توفي الدكتور الشاعرتاج السر الحسن الحسين ويعد من الشعراء الذين اسهموا اسهاما كبيرا في الساحة الشعرية السودانية ولد عام 1935 في الجزيرة أرتولي- الولاية الشمالية (السودان) أنهى دراسته الابتدائية في النهود - كردفان 1946، والقسم الابتدائي بمعهد النهود الديني 1950، وبعد أن أتم دراسته الثانوية التحق بكلية اللغة العربية بالأزهر وتخرج فيها 1960، ثم سافر إلى موسكو والتحق بمعهد ماكسيم جوركي للآداب 1962، وتخرج فيه 1966 ثم حصل على الدكتوراه اشتغل بالتدريس في معهد العلاقات الدولية بموسكو 1967- 1973. أثناء وجوده في القاهرةوموسكو صدرت له مجموعات شعرية، واشترك في الندوات الأدبية والشعرية وفي البرامج الإذاعية والتلفزيونية، كما أسهم بالكتابة في الصحف السودانية والمصرية والعربية. كما عمل بالتدريس في جامعة عدن في السبعينات من القرن الماضي. دواوينه الشعرية قصائد من السودان 1956- القلب الأخضر 1968- قصيدتان لفلسطين 1991- النخلة تسأل أين الناس 1992- الآتون والنبع 1992. مؤلفاته: بين الأدب والسياسة- قضايا جمالية وإنسانية- الابتداعية في الشعر العربي الحديث، بالإضافة إلى نشره العديد من الترجمات من الروسية إلى العربية. تناول شعره بالدراسة دارسون عرب وأجانب منهم محمد النويهي، ومصطفى هدارة، كما كان موضوع دراسات للماجستير والدكتوراه. تاج السر الحسن من اسرة بها العديد من الشعرا فاخوه الحسين الحسن شاعر مجيد وقد تغني له عبد الكريم الكابلي قصيدة اني اعتذر -- محاضره منتدى الدفوفه عن الروايه الشفاهيه والثقافه والهويه بقلم/سعيد دمباوى ضمن برامج منتدى الدفوفة الدورى الذى يديره الاستاذ الصحفى محمد احمد يس – كان اللقاء الذى خصص لرابطة ابناء شبتوت بالجامعات والمعاهد العليا وتم فيه تكريم الطلبة المتفوقين الذين تم قبولهم فى الجامعات والمعاهد العليا-فى حضور الاستاذ\ محمد شريف رئيس المنظمة النوبية للثقافة واحياء التراث والتنمية وابن المنطقة والامين العام للمنظمة الاستاذ\زاهر محمد النور وبعض الاعضاء وجمع غفير من ابناء المنطقة والاسر،، فى بدايه اللقاء القى الدكتور\ عوض شبه الباحث فى التراث والثقافة النوبية وتاريخ المنطقة النوبية – محاضرة قيمة عن ( الرواية الشفاهية) فى التراث والتاريخ – قام بالتعقيب على المحاضرة –البرفسيور \ الطاهر مصطفى المحاضر بجامعة افريقيا العالمية – وهو من المهتمين بالثقافة السودانية بصفة عامة وثقافة وتاريخ المنطقة الشمالية بصفة خاصة بحكم انه من مواليد منحنى النيل. كما عقبت على المحاضرة الاستاذة\ فاطمة احمد على صاحبه كتاب(منطقة مروى –المظهر والجوهر) وهى ايضا من المهتمات بثقافه الولاية الشمالية وهى من منطقة اوسلى وتعمل فى مجال التعليم – تبحث وتنقب فى مجال التاريخ والثقافة فى الجزء الشمالى من سوداننا الكبير ذو التقافات المتنوعة لتصب ثقافة تلك المنطقة فى قالب الثقافة السودانية. كان من ضمن برامج الملتقى فقرات من الشعر الشعبى باللغتين النوبية الدنقلاوية والعربية –حيث القى الاستاذ\ عبد اللطيف سيد احمد – السكرتير الثقاقى للمنظمة النوبية للثقافة واحياء التراث - قصيدتين باللغة النوبية الدنقلاوية –كما القى الاستاذ\حاتم حسن الدابى قصيدة بالعامية – وقد شارك الفنانان عبد الرحيم شاهين و الفنان شاهين الصغير.بفواصل غنائية –كما شاركت فرقة همبريب للكوميديا –وكان مقدم البرنامج الابن حسن خالد محمد محجوب رائعا فى تقديمه وفى شعره عن المنطقة (شبتوت) وسكانها وتراثها ورموزها ،والابن شامل عثمان ذو الحركة الدائبة فى تسيير المنظمة – والابن\ عثمان عبد الرحمن عثمان ارقاوى قائد مسيرة الرابطة ،، ومما لفت نظرى متابعة البروف الطاهر مصطفى لقصيدة الاستاذ\ عبد اللطيف سيد احمد-(بالنوبية) متابعة دقيقة – والبروف وان كان لايجيد التحدث بالنوبية الدنقلاوية على الرغم من ان اسلافه كانوا من المتحدثين بها – ولكنه يفهم معنى كثير من مفردات اللغة الدنقلاوية – والجدير بالذكر- ان الدليل القاطع على تاثير الثقافة النوبية فى تلك المناطق وفى السودان عامة – دخول كثير من مفردات اللغة النوبية الدنقلاوية –فى عامية المناطق المجاورة لهم وفى العامية السودانية بصفة عامة –وقد حصر البروف عون الشريف فى كتابه (العامية السودانية) الاف المفردات النوبية التى دخلت فى العامية السودانية وكذلك الاستاذ\ميرغنى ديشاب الباحث النوبى الفذ الذى قام بتاليف كتابين احدهما عن المفردات النوبية فى العامية السودانية والاخر عن النوبية فى شعر البطانة واودية الكبابيش،،، ولكن ما حدث الان ان الصورة اصسبحت (مقلوبة) وعلى الرغم من ان هذه اللغة كانت لغة دولة ودين وكتبت بها الكتب المقدسة – الا انها قد (اندثرت ) فى كثير من القرى النوبية – وكان ذلك نتيجة الاهمال الرسمى واهمال المتحدثين بها – وكلما اتجهنا جنوبا نجد ان كثيرا من المفردات العربية التى دخلت فى اللغة النوبية – ومن اقوى الادله على اندثار اللغة النوبية فى كثير من المناطق التى يتحدث سكانها بالعربية اليوم – ان هذه المناطق اسماؤها باللغة النوبية مثل ((امبكول – كزمكول – فقيرن كتى – بلنارتى – سلنارتى – بنقنارتى – حسين نارتى ،،الخ)) مما يدل على ان سكان هذه المنطقة كانوا يتحدثون باللغة النوبية الدنقلاوية –ومنهم اسلاف البروف الطاهر مصطفى المعقب على المحاضرة ،، كما ذكرت –تابع البروف الطاهر مصطفى القصيدة التى القاها الاستاذ\عبد اللطيف سيد احمد باللغة النوبية وكان (تقييمه) للقصيدة انها قصيدة ((نوبية خالصة- خالية من العامية السودانية مما يدل على اصالتها -)) والاخ \ الشاعر عبد اللطيف من فرط حرصه واهتمامه بلغته وقف على كلمة عربية ولم يجد ما يقابلها بالعربية وبحث عن تلك الكلمة (شهورا) حتى وجدها وضمنها شعره ،، و كما ذكرت انفا ان الاخ\ البروف الطاهر مصطفى كان اسلافه من المتحدين باللغة النوبية –ولما كان من المهتمين بالثقافة السودانية فقد دار نقاش هام ومفيد (على هامش المنتدى) عن الهوية السودانية بينى وبينه والاخ \محمد شريف الباحث النوبى ورئيس المنظمة النوبية للثقافة والاخت الاستاذة\فاطمة احمد على – والهوية تعنى بكل بساطة (( من انا ))؟؟ على المستوى الفردى (( ومن نحن ))؟؟ على المستوى الجماعى - وللاخ البروف راى واضح فى هوية اهل السودان – لايختلف كثيرا عن راى جماعة ( الغابة والصحراء) حيث تمثل الغابة العنصر الافريقى والصحراء العنصر العربى وهذين العنصرين اختلطا وامتزجا ليكونا المجتمع السودانى الحالى-وقد دعت جماعة الغابة والصحراء الى ان تكون هويه اهل السودان هى العربية الافريقية –ولعل من ابلغ العبارات التى لخصت الهوية السودانية فى بيت واحد من الشعر هو ما قاله الشاعرالشمالى الشايقى اسماعيل حسن رحمه الله :- (( عرب ممزوجه بى دم الزنوج الحاره ديل اهلى )) ومن قصائد جماعة الغابة والصحراء ولا اتذكر اسم الشاعر:- مولود الغابة والصحراء الطافر كالجبل الاخضر كمنارة ساحلنا الازرق وقد ذكر الاستاذ\عبد المنعم مصطفى ان من القصائد التى القاها شاعرنا المجذوب فى مؤتمر الادباء العرب بصدق وجرأة:- عندى من الزنج اعراق معاندة وان تشدق من انشادى العرب ومن شعراء واعضاء جماعة (الغابة والصحراء) محمد المكى ابراهيم وصلاح احمد ابراهيم والنور ابكر ومحمد عبد الحى - ولو عمل القائمون على امر الهوية السودانية بما دعت له جماعة الغابة والصحراء – وما يدعوا له البروف الطاهر مصطفى والاعتراف بما حدث من مزج وخلط فى المحتمع السودانى – لما حدثت هذه الحروب الاهلية فى بلادنا – ولما انفصل الجنوب – وقد وصفت الاستاذة الشاعرة روضة الحاج ما حدث فى مجتمعنا من حلط ومزج بين السكان ((بالتماذج العرقى الجميل)) ونحن لسنا (عربا خلصا – ولا افارقة خلص)) ولا بد من تحديد هوية اهل السودان على هذا الاساس والاعتراف بما حدث من مزج بين اهل السودان ،، -- بهدوء يارمال حلتنا ... المحمية بالنية حسن محمد زين ([email protected]) نحن فى السودان نهوى اوطانا وان رحلنا بعيد بنطرى خلانا ، المبدع احمد المصطفى عبر تعبيرا دقيقا وجميلا عن الوجدان السودانى وطبيعته الاجتماعية المترابطة وتماسكه الاسرى الذى قل نظيره فى الدنيا ولعلنا فى السودان اكثر الامم مواصلة للارحام والبر بالاهل والحبان لاتحول بيننا وبين ذلك المسافات البعيدة او السفر الشاق وايام كان السفر باللوارى التى كانت بدورها اسرع من القطارات كان السودانييون يسافرون اياما بلياليها من اجل زيارة الاهل والمكوث فى تلك الديار اياما معدودة والاياب بذات المشقة ولكنهم يكونوا قد بلوا شوقهم واترعت دواخلهم بالمحنة املا فى العودة من جديد. الان اصبح السفر اقل مشقة وايسر سبيلا ولكن تصاريف الحياة ودروبها وسعيها اصبح شاقا يأكل الايام والشهور والسنين دون ان يدع لك فرصة لزيارة ملاعب الصبا ومراتع الشباب ومنابع الخير والبركة والحنية وانشغل الناس بمهن تعيق تحركهم بعيدا عنها ولو فى الاعياد ورغم ان ديارنا لاتبعد عن ولاية الخرطوم الا سويعات قليلة ( يمكنك ان تفطر فى الخرطوم وتتغدى فى المحمية ) الا انه تعذر علينا السفر اليها الا لماما وبعدت الشقة بيننا وبين الاهل واصدقاء الطفولة وحرمتنا من حميمية الخيلان والخالات والعمات والاعمام والجلوس فوق قيزان الرمال للسمر والتجول فى الصباحية والعصرية بين جناين البرتقال والقريب فروت والمنقة وهيهات لنا ان نتسلق او نتمطى لتناول ( الكعكول) من اشجار الطلح او الهشاب التى كانت تنتشر هنا وهناك ولعلها الان تكون قد انقرضت الا قليلا وتمدد شجر السيال والمسكيت بديلا عنها رغم الجهود المبذولة لحماية الغابات. الانجليز يعتبرون من يملك منزلا فى الريف انسانا سعيدا لانه يبتعد كثيرا ودائما عن ضوضاء المدينة وصخبها وازعاجها الذى يستمر الى منتصف الليل على عكس الريف الهادى الذى يمكنك ان تنعم فيه بالراحة النفسية والبدنية وتستنشق الهواء النقى وتشرب الماء النمير وتتناول الخضروات والفواكه الطازجة واتمنى ان لايكون الفطير باللبن قد فقد نكهته المميزة هناك لانه ( يعاس ) على نار الحطب ويعطيه الدخان الصادر من ( الواقود ) نكهة جميلة وكذلك الشاى والكسرة وحتى (الملحات )هناك تكون لها نكهة هذا قبل ان يدخل الغاز المسيخ الى البيوتات . الريف خيره كثير وكرمه دفاق ومودته دائمة ويقابلك بالترحاب اينما حللت ولن يعييك الحصول على الطعام فكل البيوت مفتوحة لك واذا عجزت ان تلبى كل الدعوات حمل القوم صوانيهم واتوا اليك لتشاركهم خيرهم لايتغيب الا من نزل للتحتانية او ذهب لسوق بعيد ولكنه ( قطع شك) لن يغيب عنك بعشائه ، لذا فاننا نعتبر انفسنا محرومين من خيرات كثيرة ولحظات جميلة صافية وادعة فى تلك الديار الحلوة لعل الله ييسر لنا الرجوع اليها كما يقول الفنان حمد الريح . لعل هذا اعتذار من الارحام والاهل فى ديارنا العامرة باهلها وخيرها ونثق ان فى وعيهم وتقديرهم مايجد لنا الاعذار لامتهاننا هذه المهنة الشاقة التى تكاد تحرمنا من التواصل حتى هنا فى كرش الفيل ونأمل من الله ان ييسرلنا سفرة قريبة تروح عن النفس وتزيل كدرها .