وجدتها في ركن قصي في إحدى الحدائق العامة سارحة بخيالها بعيداً.. والدمع عالق بأحداقها، ثلاث محاولات كانت كفيلة أن تستنطق صمتهتا العصي، جلست إليها..فتحت قلبها إليَّ لتحدثني عن شقاء وعناء والدتها في توفير لقمة العيش لها ولأخوتها الصغار.. بيد أن الوالد أصبح لايخرج العمل بعد سنوات اغتراب طويلة، وأصبح لايطيق العمل في الأعمال اليومية، ومن هذا استهوتني الفكرة لإجراء هذا التحقيق، فكثير من الرجال أصبحوا يتهربون من المسؤولية ويلقون بها على كاهل هذا الكائن الضعيف المرأة.. تلك الأنثي التي لاتقوى على تحمل الرهق والعناء، لنجدها اليوم تتحدى الزمن القاسي وتتحمل المسؤولية بكل صبر وثبات من أجل أبنائهما لنرى في السطور القادمة زوجات يهمسن سراً وأخريات لايجدن حرج في البوح بما فعلت فيهن المقادير..«مرة صابر فوق أزايا.. ومرة شايل جرحي وأبكي».. من أجل أبنائي.. تقول «ليلى» لديّ أربعة أبناء ذكور ليس بينهم أنثي غياب زوجي لأكثر من ثلاثة أعوام جعلني أخرج للعمل من أجل إعاشة أبناء ذكور، ليس بينهم أنثي، غياب زوجي لأكثر من ثلاثة أعوام جعلني أخرج للعمل من أجل إعاشة أبنائي الاربعة، عملت كثيرا في المهن الهامشية، ولكنها لاتكفي القوت الكفاف، ولا أدري إن كان زوجي ميتاً أوحياً.. فأخباره مقطوعة تماماً.. زوجي هرب من جحيم المسؤولية، تركها لي وحدي.. ولم يخبرني عن الجهة التي ذهب إليها.. حتى لايلاحقة الأبناء بالطلبات ظروف قاسية أعيشها لوحدي،ولكن من أجل أبنائي اتحمل كل عمل قاس. لقمة حلال «سعاد» تحكي بأسى وحسرة أن زوجها قد تمرد عليها مؤخراً في ظل الظروف القاسية التي يعيشها الناس وأصبح يشكو أوجاعاً وآلاماً ليست في الواقع، إنما هي حيلة للتهرب من المسؤولية.. وأضافت: بادي الأمر أوجست في نفسي خفيه أن يصيب زوجي مكروه ،ولكن الحقيقة أثبتت أنها مجرد أوهام يعيشها وعلى إثرها ترك العمل، وخرجت للعمل في البيوت خادمة من أجل تربية أولادي باللقمة الحلال، ونصيحتي لكل النساء أن التعاطف مع الرجال يقود إلى هضم الحقوق.. الوجع كبير وجدتها في إحدى الأزقة تحتسي كوب شاي لعلاج صداع ألم بها، وتتوسط عدة الشاي الكانون مصدر رزقها سألتها ما الذي دفعك إلى العمل في بيع الشاي؟ أجابت: الوجع في الجوف كبير زوجي رجل كبير في السن ماعاد ينفق كسابق عهده، جلست واستسلمت لإرداة المولى عز وجل، وخرجت للعمل بعد أن أصيل زوجي للمعاش، ولكني فوجئت بزواجه من أخرى سراً.. وظل ينفق عليها بسخاء تاركاً مسؤوليته تجاه زوجتة الأولى وأولاده.. الباحثة الاجتماعية «نوال علي» تقول إن الإنفاق على الأبناء مسؤولية الرجل في المقام الأول، وليست المرأة، وبعض الرجال يتهربون من هذه المسؤولية التي تؤدي إلى اختلال المعادلة في المجتمع، ولكن تجد المرأة نفسها مكرهه على تحملها وهذا مايرفضه المجتمع لك لكونه ترك مسؤوليته..