شربت الحب من كأسك.. وطعم الورد بأنفاسك.. لأنك عذب بإحساسك.. وأنا مغرم بك وولهان.. -- قوس قُزح سيد خليفة!! د. عبد العظيم أكول بعد أن تخرج الراحل سيد خليفة من المعهد الموسيقي بالقاهرة فكر في العودة النهائية لى السودان وكان أثناء دراسته في المعهد يسافر في إجازاته السنوية ليقضيها بين الأهل بالسودان ويقول سيد بأنه يتذكر جيداً بأنه خلال سفره بعد التخرج وكان ذلك عن طريق البر بالقطار ثم الباخر ة يقول بأنه كان يحمل في جيبه أغنية رحلة التي كتبها له الشاعر الكبير عبد المنعم عبد الحي تلك الأغنية التي تحكي نفس الرحلة من القاهرة إلى أم درمان والتي جاءت برغبة منه وتجاوب معه الشاعر والتي يقول في مطلعها .. قمنا من أرض الكنانة.. لي ربوع أمدر دعانا .. وفي هذه الأغنية يصف الشاعر الطريق من القاهرة إلى أسوان ثم إلى وادي حلفا ثم إلى بربر ثم عطبرة وشندي ومن بعدها الخرطوم ثم أم درمان نهاية الرحلة ويقول سيد خليفة في ذكرياته لإذاعة وادي النيل وطوال هذه الرحلة وأنا في طريقي إلي السودان كنت أفكر وأسأل نفسي هل سيتقبل الشعب السوداني أغنياتي هل سأنجح كمطرب وعلي قدر ماكان إشتياقي للسودان كنت خائف على إجازة صوتي في الإذاعة كمطرب.. لكني كنت فخور ومطمئن في نفس الوقت لشىء واحد وهو أن صوتي أجازة المرحوم الأستاذ محمد حسن الشجاعي مستشار الموسيقى في إذاعة القاهرة أنذاك وهو المسؤول الأول عن إجازة الأصوات والموسيقيين ووصل سيد خليفة الى أم درمان وكان قد إنتهى من تلحين أغنية «رحلة» في الطريق وأصبحت حصيلته من الأغنيات خمسة وهي «يا بانه العيون نعسانه» ياقماري بالإضافة إلي أغنية المامبو وأغنية «زيكم» وأغنية «رحلة» وفي أم درمان إتصل سيد خليفة بالأستاذ متولي عيد وقدم له نفسه وكان يشغل مدير الإذاعة في ذلك الوقت وبعد أن إستمع لصوته أثنى عليه وقال له ستكون لديك حفلة في نفس اليوم علي الهواء مساءً.. وهكذا قدم سيد خليفة أول أُغنية عن طريق إذاعة أم درمان وكانت أغنية يابانة للشاعر عبد المنعم عبد الحي ولاقى سيد خليفة في بداية مشواره بالإذاعة بعض المتاعب والإنتقادات من النقاد من بينها ما تردد بأن صوته بكاي وبذات التيلفونات تنهال على آلإذاعة ويقول أصحابها أوقفوا هذا الصوت.. ولكن المسؤولين بالإذاعة وعلى رأسهم متولي عيد نفسه قالوا له لا تهتم.. بل وأكثر من هذا فقد تم إعتماده كمطرب درجة اولى ب57 قرشاً في الحفلة الواحدة وأول حفل ظهر فيه سيد خليفة على المسرح بالسودان كان في سينما أم درمان الوطنية في الإتحاد النسائى وكان ظهوره بعد الفنان حسن عطية ولم يستقبله الجمهور بترحاب في البداية ولكن سرعان ما شد إنتباههم بثباته ومقدرته الفائقة في أداء أغنية «بنات بلدنا» لأول مرة وهي من كلمات الشاعر الراحل اسماعيل خورشيد ويقول الفنان سيد خليفة تعقيباً على ما حدث في تلك الليلة .. بأنه لا ينسى على الإطلاق وقوف الفنان حسن عطية من ورائه وتشجيعه له منذ أن ظهر لأول مرة على أحد المسارح بالقاهر ة أمام جمهور مماثل ولم يقابله بنفس الدرجة التي كان يتوقعها ولكنه سرعان ما أستحوذ على مشاعرهم وتجاوب الجميع معه.. وهذا ما تكرر في حفل الإتحاد النسائى بالسودان وبحضور نفس الفنان رفيق الدرب وتدور الأيام وفي العام 2691م شهد المسرح القومي ليلة فنان الموسم على شكل مسابقة بين عدد كبير من كبار الفنانين من بينهم حسن عطية وأشرك سيد خليفة معهم ليفوز باللقب والجائزة