كعادته في التسامي والإنفراد، تألق صالون الراحل سيدأحمد خليفة وهو يمتد ويمتد ويسمو فوق العادة برؤية ثلاثية الأبعاد. الأولي: وهو يسبح مع تيار النيل شمالاً نحو أرض الكنانة،ماداً يد بيضاء عذبة بطعم الأزرق الدفاق، ونفس صافية كضمير الأبيض الحكيم، الحامل طعم ونكهة وسمرة جنوب الوداي، ومحدثاً عن عشقه وهواه لأعالي النهر إلى المصب، وهو يمنح مكاناً في احتفاله.. ب«زول وسيم» لقدامي اللاعبين في مصر. البعد الثاني: حين اختفى بتقليد سوداني بحت وتفاصيل تراثية أنيقة وضاربة في الثقافة الوطنية بالمواطن «جمال الوالي» الذي عرفه (الصالون) بالزول السوداني السمح والمثال، للشخصية السودانية البسيطة بطيبتها وسماحتها وكرمها الفياض. أما البعد الثالث : شخصية صالون سيدأحمد خليفة وهو يفتح الباب واسعاً لكل الذين يريدون الاحتفال وتكريم «الوالي» ووزع رقاع دعوته الإلكترونية عبر رسائل الsms لجموع الكبار والنجوم ليجعل الظهيرة ساطعة ومتألقة بأفخم الشهب. تذكرة أولى المبادرة كانت ب«جمال النحاس» الفنان الذي تغني بروائع الحقيبة ودررها وغنَّى كما العندليب، فكانت «أيام صفانا» تذكرة سافر بها الحضور إلى تلك السنون البهية ليؤكد عبر النغم الطروب والكلمة الرصينة والعذوبة إن الليلة على شاكلة «يا تومي هوي».. وإننا في هذا اللقاء سنمتحن قدراتنا على احتمال الجمال. الأستاذ جمال النور عنقرة، تحدث ورحَّب بالحضور واحداً تلو الآخر، فاتحاً الباب للنقاش حول آفاق وتحديات الرياضة في وادي النيل ،فكان عمر النور، وعزمي مجاهد، وطه بصري وسمير حسن علي، وعبدالمنعم «قرن شطه» من مصر الشقيقة يتعاقبون على الصعود في المنصة، وأفاضوا وتحدثوا بوعي وخبرة عن حال وواقع ومستقبل الرياضة على طول مجرى النيل.. تحدثوا عن المشكل.. وفندوا العلة وشخصوها ووصفوا لها الدواء. الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل، رئيس لجنة تكريم جمال الوالي، تحدث عن الفعالية منذ أولها والتخطيط لها، ومراحل التنفيذ وكيف أنهم سعدوا بأن السيد رئيس الجمهورية يكون هو من يضع وشاح التكريم للمحتفى به، ويمنحه وسام الرياضة اعترافاً من الدولة بالدورالكبيرالذي لعبه في خدمة الرياضة السودانية. مستشار الرئيس أجاب على سؤالنا عن أن التكريم كان في الوقت الذي تعيش فيه البلاد أوضاع أمنية غير مستقرة بسبب دخول الجبهة الثورية إلى أبو كرشولا، وأنهم أجَّلوه لحين تحرير المدينة من أيدي المتمردين وأنهم ظلوا طوال الفترة الماضية يدعون الله عز وجل أن تتحررأبو كرشولا ؛ليكون الاحتفال بالمناسبتين معاً.. وفعلاً تم بحمد الله المراد، وهانحن نحتفل بعودة أبو كرشولا وتكريم الوالي فشكراً لصالون الراحل سيدأحمد خليفة على هذه المبادرة الجميلة الدكتور مصطفى عثمان قام هو والعقيد عبدالرحمن الصادق المهدي بتقديم الشهادات التقديرية ووشاح التكريم لجمال الوالي ومجموعة من الهدايا التذكارية وعدداً من اللوحات التشكيلية للفنان خالد حسن للوفد المصري المشارك في فعاليات الصالون. adisinga أديس زمان هو «اسم الفرقة الأثيوبية» التي شاركت أيضا ضمن البرنامج المصاحب لحفل التكريم الكبير المغني سمير الحبشي كان مغني الخط الأول في الفرقة التي قدمت عرضاً مختلفاً أبهج الحضور، وأضاف نكهة أخرى لليوم. آخر محطات الوصول اختتم اللقاء بايقاع الدليب وعلى أنغام الطمبور، غنَّى الشاب محمد مضوي ومجموعته بطرب سوداني أذهل الحضور وأرقصهم وأعاد كريات الدم الحمراء إلى شرايينها تغلي وترشح بانتظام. الصالون وشح جمال الوالي بوشاح احتفاليته الخاص وزفَّه عريساً لهذا الأسبوع في جلسة نيلية صافية وبهية بمنتجع عصام الشيخ بالمحورية، والذي أشرف وشقيقه خالد على كل تفاصيل اليوم بامتداده من الصباح وحتى المساء بكرم أصيل. الاحتفالية كانت تذكرة عبور إلى مدائن رد الجميل الذي كان سلوكاًَ إنسانياً بهياً وإن اختلف الناس عليه. ويبقى رد الجميل والاعتراف به قبل ذلك سلوك بشري قويم قائم على الشرف وأخلاق الرجال.