[email protected] الطريقة المثلى لاحترام القوانين في بلاد العجائب هي ان لا تصدر تلك القوانين اساساً. ان درجة تحضر ورقي الأمم ونمو الوعي الجمعي للمجتمعات يقاس في الغالب باحترام ما تواضعت عليه تلكم الأمم من قوانين ولوائح تسير بمتقاطعات الحياة ومتشابكات الاحداث والتعاملات بين افراد المجتمع والتي تقود بدورها الحراك الاجتماعي واختلاط المصالح الي بر الأمان وبمخرجات غاية في الدقة والتنظيم لا يشعر معها الآخرون بالغبن والبغضاء والتشاحن . نحن شعب ادمن التشفي في القوانين لا ادري لماذا نتلذذ دائماً بكسر القوانين ويتباهي كل منا بأنه لا تسري عليه القوانين واللوائح لا ادري ما هو السر الكامن وراء ترصدنا للقوانين والفتك بها في ريعان شبابها , هل تعلمون سادتي ان لفظة شخص نافذ هي مفردة تعني الشخص الذي لا تسري عليه القوانين وهو تعريف اقتضته وقائع الاحوال في بلاد العجائب واعتقد انها مفردة خاصة ببلاد العجائب اذ انه دائما هنالك من هم فوق القانون .الفرد في بلاد العجائب لا يحلو له الدخول إلا في البوابات المكتوب عليها ممنوع الدخول . حتي عندما تتهالك القوانين وتفقد بريقها ويتحصل عدد كبير من افراد بلاد العجائب على شفرتها , ولا يعبأ لها الكثيرون من النافذين وتستمر هي في ان تلهب ظهور البسطاء, يتسلى وزراؤنا ورؤساء محلياتنا وعلية القوم بإصدار قرارات ولوائح صغيرة لكي تكسر بسهولة لزوم (التسلية وكدا) ريثما يتم تجهيز قوانين كبيرة ليكسرها النافذون , المصيبة انه كلما وجدت القوانين وجدت فئات من بغاث الطير جاهزون لتسويق القوانين وبيعها بعلم المدراء إلا من رحم ربي ويكون البيع بأن تدفع مقابل معاملات تسبح في اتجاه عكس اللوائح والغريب في الأمر ان شروط اتمام المعاملة دائماً ما تكون تعجيزية وذلك لتعظيم شأن القوانين المعروضة للبيع مثال لذلك استخراج بدل فاقد لوثيقة ما مطلوب منك صورة من الوثيقة بلاغ لدي النيابة رقم الاورنيك توقيع موظف الأرشيف صورة من وثيقة الشاهد وشاهد الشاهد وصورة ملونة للثورة المهدية وموقعة كرري وام دبيكرات وهلمجرا . صدر قرار بمنع الأجنبيات من بيع الشاي لم ينفذ صدر قرار اخر بمنع غسيل العربات في الشارع العام لم ينفذ وغيرها من القرارات ولكن القرار الأخطر الذي صدر مؤخراً قرار غريب بسحب الترخيص عن الحفلات التي لا تعمل بنقل الركاب بالمساء وهذا القرار من النوع الذي يؤدي الي حالة من الضحك المفضي للبكاء الهستيري اذ كيف للمواطن ان يصدق هذه التخاريف التي قلما توصف به انها استخفاف بالعقول اذ كيف يمكن اثبات ومتابعة من عمل بالصباح وبالمساء إلا اذا تم وضع دفتر للحضور والانصراف بمداخل موقف شروني وكركر الذي هو اصلاً بدون مداخل. القوانين التي كانت كبيضة النعامة وطالما حفظت كشئ مقدس وكنا نحتفي بها ونفاخر الاخرين بها هي تلك القوانين القضائية التي تهتم بحقوق الناس تردع الظالم وترد المظالم وهي قوانين المعاملات الجنائية والمدنية والتي اطلقت عليها احداث نيالا الاخيرة رصاصة الرحمة ودقت في نعشها اخر المسامير لنشيعها الي مثواها الأخير اذ تواترت الاخبار ان قانون الغاب قد ساد في تلك المناطق اذ قام اقرباء المتهمين في قضية نهب بنك الخرطومبنيالا بمداهمة مبني المحكمة كالأفلام الهندية تماما وتخليص الجناة ليس هذا ما اثار اندهاشي ولكن الغريب في الأمر ان وزير الداخلية وقائد شرطة غرب دارفور يعقدون بعد ذلك المؤتمر الصحفي ويملكون الرائي العام الحقائق وما يفقع المرارة ان نهاية التقرير وكالعادة عبارة ان الأمور تحت السيطرة أي سيطرة هذه التي تحدثوننا بها وانتم تخلقون سابقة ما سمع بها سكان بلاد العجائب وتجعلونها سنة ان يشرع اهل الجناة في القضايا الكبيرة في اعداد السلاح ومداهمة دور المحاكم لتبقى القوانين في بلاد العجائب اشياء بلا قيمة كأثداء الرجال.