الصقر الحر نوع نادر من الصقور يعرف بمتوسط حجمه ومنقاره المعكوف تعتلي جناحيه ريشة طويلة تبرز قليلاً للخلف عن مستوي الجناح مميزة بكثرة ألوانها واذا فقدها الصقر لا يقوي بعدها علي الطيران او يحجم ويظل صائم وزاهد في الحياة حتي يموت أسفاً عليها، هذا النوع النادر من الصقور يمثل عند العرب معنيً كبيرأً، فهو رمز الشجاعة الإباء والعفة والشموخ والنبل صفات ندر ما تجدها في مخلوق غير الصقر حياته غاية في الدقة والنظام والترتيب واذا ما استعرضنا جزء منها نجده لا يسكن الا اعالي الاماكن قمم الجبال والاشجار الشاهقة يتجول ويرتاد اثناء السنة أماكن بعينها ربيعه في عشه القديم لا يغيره بل يعيد تجديده وصيفه وخريفه معلوم له اين يقضيهما لا يغير منزلته ولا طائر غيره يستطيع أن يزل منزلته او يسكن عشه ويقال انه يعبر القارات والمحيطات من أجل منازله المعتادة تلك، لا يأكل الميتة ولا المتردية التي اصطادها غيره يصطاد العزلان ولا تخطي مخالبه الفريسة اذا ما انقض عليها ابداً واذا قدر أن أخطئها وهذا محال يضع حداً لحياته سريعاً، لشجاعته عندما يقع في الفخ او الشرك الذي ينصب له من قبل صياديه لا يحاول الفكاك البتة او قطع خيوط الشراك مع أنه بإستطاعته فعل ذلك ولكن عيب في عرفه أن يقدم علي الفرار، ومن هذا الموقف النبيل جاء المثل السوداني البليغ (الصقر لو وقع كثر البتابت عيب) عينه تري دقائق الاشياء ومداها يفوق الوصف والخيال، لذلك الكاميرة الدقيقة جداً المستخدمة في لعبة التنس لإعادة نقطة سقوط الكرة داخل الملعب ام خارجه لاحتساب الهدف تسمي عين الصقر. ولهذه الصفات التي ذكرت تشد العرب الرحال وتعد العدة وتضرب وتجول الصحراء والفيافي والوهاد بحثاً عن هذا الصقر وإصطياده وإغتنائه بغرض الاستفادة من عينه الحادة في جمع الؤلؤ والاحجار الكريمة من أعماق الخليج او صيد الغزلان وطيور الحبارة وغيرها او رمز للزينة والتباهي، لذا منظر حمله علي الايدي والاكتاف في بعض المناسبات في دول الخليج وفي ملاعب كرة القدم والإحتفالات العامة يعد منظر مألوف يعطي دلالة لمدي اهميته وكونه جزء اصيل من الثقافة الخليجية وعادة ابت أن تندثر وسط مظاهر العولمة والعمران والنت وسعة التسوق والوفرة. طريقة صيد الصقر واحدة في كل البلدان العربية وأشهرها في ليبيا حيث ينسج شبك صغير بحجم كفة اليد من الخيوط المتينة ويتزيله خيط طويل آخر يلف علي شكل بكرة حر في حركته ويوضع هذا الشرك الصغير علي ظهر حمامة وبين أجنحتها بحيث لا يمنعها الطيران بحرية ويسر ويمسك بطرف بكرة الخيط المتدلي لتطلق الحمامة في الطيران وكلما تعالت أكثر انفرد الخيط عن البكرة المسيطر عليها ليفسح لها المجال للتحليق أكثر، في هذه الوضعية المعدة بإحكام يري الصقر الحمامة علي الافق فينقض عليها لتشتبك مخالبه بالشرك المتموضع أصلاً علي ظهر الحمامة فيقع في الفخ وعندها يستسلم لقدره ولا يحرك ساكن، ثم يلف الخيط في البكرة ليهبط الصقر والحمامة معاً وعند دنوئه من الارض يتعامل معه خبير في كيفية فكه من الشرك حتي لا تنتزع واحدة ريشة جناحه المذكورة آنفاً والمقدسة عنده ويصبح عديم الفائدة عند مصطاديه بعد تأمينه وتخليصه من الشراك بسلام يتم وضعه في قفص معد لذلك ومن ثم تدق الطبول وتطلق ابواق السيارات وتعم الفرحة تيم الصيد ويقفل راجعاً. ثمن الصقر الحر في أندية الصقور المنتشرة في الخليج وليبيا يتجاوز الاربعون ألف دولار ومحظوظ من يصطاد صقراً... وكل صقر وانتم ..مريشين ..