عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحافة الكاريكاتير
حلقات توثيقية نفتح فيها ملف دار النشر التربوي مع الأستاذ محمد مصطفى الجيلي سكرتير تحرير «الصبيان» سابقاً «الحلقة الثالثة» محمد مصطفى الجيلي منذ ذلك اليوم لزمت الصمت ولما تطأ قدماي أرض وزارة التربية والتعليم
نشر في الوطن يوم 22 - 06 - 2013

يواصل الكاريكاتيرست (ود الرشيد) حواره الشيق مع المربي الاستاذ (محمد مصطفى الجيلي) في ثالث الحلقات عن تجربة مجلات الدار النشر التربوي و تجارب ( ود الجيلي ) في مجال ثقافة الطفل ويستهل الحلقة الثالثة بسؤال يقول ماهي أبرز خصائص الكتابة للأطفال؟ويرد (ود الجيلي) بكلامه الجميل كالعادة - تختلف خصائص الكتابة للأطفال حسب الأزمنة والأمكنة والبيئة ما يصلح لاطفال الماضي لا يصلح بعضه لأطفال اليوم، وتتحكم أعمار الأطفال وقدراتهم الفعلية في طريقة مخاطبتهم فالذخيرة اللغوية وقوة الإستيعاب تختلف من طفل لآخر حسب الفئة العمرية، ومخاطبة أطفال المدن تختلف عن مخاطبة أطفال الريف، ويجب أن تراعي كل مجلة تصدر للأطفال كل ذلك وأن تفرد ألوانا لكل فئة من تلك الفئات حتى تكتمل رسالتها، وكذلك تلعب التقاليد والعادات والمعتقدات الدينية موجهات أساسية في سياسة أية مجلة ويجب أن يعود كل ذلك إلى الثوابت التي لا تتغير وهي الحض على الشجاعة والكرم والتضحية ونكران الذات والحب والعطف والبعد عن مايشين ، وأن لا ينتصر الشر على الخير مهما كانت درجة قوته وجبروته، ويجب أيضا أن تعمل ثقافة الطفل على ترسيخ القيم الموروثة لكل مجتمع أباً عن جد والتي عرفها مجتمعنا السوداني والتي يجب أن تسود الآن ولا زال يرن في سمعي رقم تفاوت السنوات ومغنية العجوز (أم برعة) وهي تدعو إلى كل ذلك بصوتها الشجي والقوي: ((بوصيكم على البيت الكبير ابنيو.. بوصيكم على الجار إن وقع شيلو.. بوصيكم على السيف السنين اسعو.. بوصيكم على الفايت الحدود واسو.. بوصيكم على الطفل اليتيم ربو.. بوصيكم على القدح الكبير اسعو.. بوصيكم على ضيف الهجيع عشو)) رحم اللة تلك المرأة فلا زال صوتها الندي الجميل يصاحبني عبر الصبا والشباب والكهول، وهذا لانفاذ تلك الوصايا العظيمة المستمدة من قيم ديننا الحنيف.
٭ ما هي المعوقات التي تحول دون الإقبال على الكتابة في مجال الأطفال في السودان؟
- المعوقات كثيرة ومتعددة منها ندرة كتاب الأطفال أنفسهم فليس كل كاتب وقاص يستطيع الكتابة لهم، فعبر السنوات الطويلة كان عدد الذين يجيدون مثل هذا النوع من الكتابة قليل وكذلك الحال بالنسبة لرسامي مجلات الأطفال وكتبهم، فهذا النوع من العمل يحتاج لقدرات خاصة، حتى الموهوبون منهم يحتاجون إلى تدريب وصقل وهو أمر لا يتوافر في ظل الظروف التي ذكرناها ، كذلك تكاليف الطباعة الباهظة وقلة العائد المادي حتى لو تمت الطباعة فهناك صعوبة التوزيع وفوق ذلك كله عدم وجود الدور المتخصصة في طباعة ونشر كتب ومجلات الأطفال التي تستوعب هؤلاء حتى يقدموا انتاجهم من خلالها، كل ذلك وغيره حال دون الإقبال على الكتابة في مجال ثقافة الطفل في السودان.
٭ هل من الضرورى أن يكون هنالك تفاهم وتكامل بين كاتب السيناريو والرسام؟
- نعم لابد من التفاهم بين كاتب السيناريو أو النص وبين الرسام ، ولابد من التنسيق بينهما فيما يختص بالموضوع والصورة بعيداً عن الحسابات والتعالي حتى لا يفرض أحدهما على الآخر رأياً لا يحبه وإذا لم ينفعل الرسام بأحداث المسلسل أو الموضوع ولم يحرك فيه كوامن الإبداع خرج العمل مسخاً مشوهاً لا يخدم القضية التي كتب من أجلها ولا يترك أثراً في نفوس الأطفال، ولا يشدهم ولهذا يجب أن لا يستهين كاتب السيناريو ولا الرسام بقدرات الأطفال العجيبة في التمييز في اكتشاف الغث من الثمين.
٭ تنشأ علاقة الحب بين الطفل والكتاب في سنوات عمره الأولى والتي تعتبر من أهم السنوات في تنمية القراءة عند الطفل فلماذا أهملنا إصدار سلسلة الكتب الموجهة لسن ما قبل المدرسة؟؟
- تراني أحصر إجاباتي أغلبها في تجربة دار النشر وهو المكان الذي عملت فيه لسنوات طويلة، أبداً فقد أصدرت مجلة هدهد وكانت مجلة موجهة إلى أطفال الرياض ومن هم في سنهم لما قبل المدرسة، مجلة قليلة الكلمات تعتمد على الصور والرسومات في إيصال المادة بما يتناسب عقول هؤلاء الصغار ووجدت هذه المجلة قبولا ورواجاً لدى الأطفال وكان ما يطبع منها ينفذ ولكنها أيضا توقفت بعد الأعداد الأولى نسبة لتكلفة الطباعة الملونة وعدم استقرار العاملين في الدار للنقل المستمر للكوادر المؤهلة ولعدم الوظائف، وكان هناك رأياً آخر أن مجلة الصبيان يمكن أن تسد الحاجة ولا يفوتني هنا أن أذكر أن هناك ترتيبات وضعت لإعداد سلسلة من الكتب الثقافية ترافق هذه المجلة، ولكن كل ذلك توقف بتوقف المجلة وأرخى الليل عليها سدوله و غطاها غبار النسيان ولابد هنا من كلمات صدق وحق تقال فان العهد الذهبي لدار النشر التربوي هو العهد الذي أصبح فيه الأستاذ إسماعيل محمد الأمين ود الشيخ مديراً لها ففي عهده صدرت كل تلك المجلات وبرحيله عنها توقفت ، ففي داخل الرجل طاقة من الإبداع لا تنفد وكان وزير التربية وقتها الدكتور محمد خير عثمان وكان الرجل مهتماً بثقافة الطفل.
٭ لماذا لم تهتم مجلاتنا بتعريف أطفالنا بأدب الأطفال الإفريقي والآسيوي وأدب الأطفال في أمريكا اللاتينية لتنمية ثقافاتهم وتوسيع مداركهم؟؟
- أنا هنا أتحدث عن مجلة الصبيان ولما كان القائمون على أمرها على قدر كبير من المعرفة والإطلاع وسعة الأفق والبحث المتصل لتقديم المفيد من الثقافة الجيدة النظيفة دون التقيد بالزمان والمكان والركون للأدب المحلي فقط، فقد امتدت أيديهم إلى الأدب العالمي وأفردت له صفحات وصفحات ونشرت الصبيان قصصاً ومسلسلات من الأدب الأمريكي والنرويجي والصيني والروسي والفرنسي والأدب الإفريقي كان هناك متخصصون في ترجمة كل ماهو مفيد من الأدب العالمي.
٭ استطاع الانترنت ومسلسلات الأطفال التلفزيونية الوافدة أن تغزو عقول أطفالنا فتسببوا في قلق أولياء الأمور ورجال التربية والتعليم ما هو الدور الذي يمكن أن تلعبه مجلات الأطفال السودانية في التصدي لهذا الغزو ؟؟
- الانترنت ومسلسلات الأطفال وقصص الخيال العلمي التي لا يموت بطلها وكل ماهو وافد عبر القنوات الفضائية وحتى المجلات وليس تلك وحدها ولكن طفل اليوم صار يتعرض لما هو موجه أيضا للكبار من خلال الفضاءات المفتوحة، وقد اتفق الباحثون أن طفل اليوم أصبح يتعرض لثقافة أكبر من سنه كل تلك رياح عاتية تهب على عقول أطفالنا ولها من التأثير والقوة ما يقلقنا جميعاً فالإمكانات الهائلة من التقنية والبهرجة وتلك الألوان وأصوات الموسيقى الصاخبة لا شك أنها تترك بصماتها على عقول أطفالنا وللأسف أن أغلب تلك المواد لا تتناسب مع مثلنا وقيمنا ولا حتى أخلاقنا وفيها ما يستهدف عقول أطفالنا عن قصد ومحاولة إبعادهم عن قيم دينهم وتراثهم ومحو تلك القيم العظيمة التي ورثوها، وبكل أسف أقول بان مجلات الأطفال التي تصدر الآن والبرامج المقدمة من خلال التلفزيون أو الإذاعة في ظل الإمكانات الشحيحة وعدم إفراد مساحات كبيرة لها وعدم اهتمام الدولة بهذا الأمر أو الالتفات إليه يجعل من الصعب جداً التصدي لهذا الغزو.
٭ تصدر مجلات الاطفال في السودان وتغلق أبوابها قبل أن يتعرف عليها اطفالنا هل لظروف معينة أم لأن صحافة الطفل عندنا لا تقوم على أسس متينة ومدروسة تضمن لها البقاء؟
- مجلات كثيرة للأطفال صدرت في بلادنا تظهر ثم تختفي إلا مجلة الصبيان فقد قاومت الزمن وهي الآن كما ذكرت سابقاً تحتضر وسر بقاء الصبيان كل ذلك الزمن أنها لم تجعل لثقافة الطفل ثمناً وما كان همها الربع المادي ابداً، فقد كانت مجلاتها وكتبها بسعر التكلفة وكان الذين يعملون في دار النشر في الأساس هم أساتذة يعملون في المدارس اختيروا بعناية لمواهبهم وقدراتهم الفنية للعمل في مجلاتها، وما كان لهم أجراً يأخذونه غير مرتباتهم على ما يكتبونه ولما تغيرت عقلية القائمين على أمر تلك الدار واتجهوا إلى الربح المادي وحدث ما حدث كان لابد من علاج ولكني أجمل لك هنا أسباب توقف تلك المجلات وهي ارتفاع تكلفة الطباعة، قلة العائد المادي، ندرة الكتاب والفنانين المتخصصين في هذا المجال، محدودية التوزيع وارتفاع تكلفته، عدم وجود إعلانات في تلك المجلات.
٭ أستاذ الجيلي هل تعتقد أن أدب الاطفال في السودان قد أصبح ردئ الصنع أدبياً وفنياً، وأصبح تجارياً بدلا عن يكون رسالياً؟؟
- إذا قلت ذلك أكون قد ظلمت الذين ألفوا ورسموا وكتبوا وأصدروا وضحوا ، هنالك من يحملون انتاجهم على ظهورهم يطوقون أبواب المطابع ودور النشر، قد وقفت على كثير من تلك القصص والمواد وفيها ماهو في غاية الروعة والجمال وتخدم الثقافة الرسالية لأدب الاطفال ولكن الطريق أمامهم مغلق ومسدود وأسباب ذلك تعود إلى ما ذكرته لك في اجابتي على سؤالك السابق.
٭ في وقت غابت فيه مكتبة الطفل السوداني أو لم تعد متوفرة بالشكل الكافي وبعد أن خلت الساحة من نجوم صحافة الطفل وخبراته الكبيرة من كتاب ورسامين كيف ترى مستقبل مكتبة الطفل السوداني وسط كل ذلك؟
- إذا سرنا على هذا الطريق لا مكان لمستقبل ثقافة سودانية لأطفالنا وستتركهم لثقافة وافدة لابد من الالتفات لهذا الأمر من قبل الدولة والجهات ذات الاختصاص على أعلى مستوياتها، فالأمر خطير جداً، وهي مسئولية كل مسئول وكل معلم وكل أب وكل كاتب ، بل كل مهموم بهذا النوع من الأدب والحلقة تضيق والبلاء يعم ونحن نتفرج وكأن الأمر لا يعنينا ، لابد من مكتبة للطفل في كل مدرسة وفي كل بيت وفي كل نادي وليس الأمر بالصعب وكانت لي تجربة بدار الرعاية والأيتام بصنعاء فعندما أوكل إلى مهام ثقافة الطفل في تلك الدار لم أجد فيها كتاباً واحداً ولا مكتبة، غادرتها بعد انقضاء فترتي معهم وتركت بتلك المكتبة أكثر من ثلاثة ألاف كتاب ومجلة وتلفزيون (وفيد) وسينما 53 ملم ومجموعة ضخمة من أفلام الفيديو كانت الميزانية المخصصة لهذا النشاط ضعيفة جداً لكن الاعتماد على تبرعات الأفراد والمجلات التي قراها أصحابها والاتصال بالشركات والمؤسسات كل ذلك شكل رصيداً ضخماً من المواد وفوق ذلك إيمان مدير تلك الدار الأستاذ عبد الملك الوادعي بأهمية هذا النوع من النشاط في خلق جو مريح للأطفال والأمر كله يتوقف على الرغبة في انك تريد أن تحقق هدفاً للوصول إلى الإدارة التي لا تعرف اليأس كل ذلك يمكن أن نعمله في أية مدرسة من مدارسنا دون عناء.
٭ لماذا فضلت الصمت أنت وزملائك من رسامين وكتاب وتربويين تجاه ما يحصل من فراغ كبير في مكتبة الطفل السوداني؟
- أنا وزملائي من الرسامين والكتاب والمحررين لا نملك إلا قلماً وريشة وحبر لما اتحيت لنا الفرصة قدمنا أكثر من طاقتنا، كثيرون كتبوا في الصحف والمجلات وتحدثوا من خلال الأجهزة المرئية والمسموعة عما تعانيه مكتبة الطفل من فراغ ومن تجاهل ولم تجد صيحتهم استجابة وكأنها صيحة في وادي الصمت. وماذا سنفعل إذا كانت الدولة في أعلى مستوياتها لا تولي هذا الأمر اهتماماً.. ولابد هنا من ذكر حادثة أصابتني بكثير من الألم والإحباط ، فقبل سنوات دعينا ولفيف ممن عملوا بدار النشر التربوي عبر سنواتها الخوالي إلى اجتماع وهو الاسم الذي أطلق على دار النشر بعد أن تحولت إلى مؤسسة، وتحدثت في ذلك الاجتماع رئيسة العلاقات العامة الأستاذة نظيرة محمد زين وذكرت في ذلك الاجتماع أنهم بصدد إقامة معرض لمجلات وكتب دار النشر التربوي منذ تأسيسها في الأربعينيات تمهيداً لدعوة الأخ رئيس الجمهورية عسى أن يعود لدار النشر دورها القديم ولكن لم يجدوا لا مجلة لا كتاب ولا مجلدات.. وقد ضاع كل ما كان بالأرشيف وقد أصابتني دهشة كبيرة، فعند مغادرتي دار النشر سلمت الدار أرشيفا كاملا حوى كتباً ومجلات ومجلدات منذ العام 1945م ولجمع ذلك الأرشيف قصة طويلة لا يسع المجال لذكرها الآن .. وقد كنت احتفظ بنسخة من ذلك الأرشيف في مكتبتي ووفاءً لدار عملت بها وافقت على تسليمهم ذلك الأرشيف وكتبت الأخت المسئولة تعهداً بإعادته متى ما تم الانتهاء من المعرض وليتني لم أفعل لم يقم المعرض ولا عادت لي مجلاتي ومجلداتي وفيها كل ما كتبت عبر تلك السنوات الطويلة.. وظللت أطالب بردها ولا مجيب.. وكان لي لقاء مع الاخ رئيس نقابة المعلمين وأبدي الرجل في بداية الأمر تعاطفاً ووعد بالاتصال بالأخ وكيل الوزارة لمناقشة هذا الأمر ، ولكن عند حضوري للمرة الثانية أحسست بان الرجل أعتقد أني أريد تعويضاً مادياً للذي ضاع.. ومنذ ذلك اليوم لزمت الصمت ولما تطأ قدماي أرض وزارة التربية والتعليم.
--
في حوار مع وكالة الأنباء الفرنسية عن الرسم على حافة الموت
أمام كل هذا الدم لا يمكن للكاريكاتير أن يكون ضاحكاً ، لا يمكن ان نحكي طرفة في مجلس عزاء»
«نحن أمام حالة غير مسبوقة من استباحة الناس والدماء»
مصادر: صحافة الكاريكاتير
يقول هاني عباس الرسام الفلسطيني القادم من سوريا في لقاء مع (الفرنسية ) يوم عشرين من هذا الشهر الجاري : «اكتشفت أن الرسم على حافة الموت له لذة غريبة، كانت القذائف تسقط بجانبي وأنا أرسم».
ويضيف عباس الذي نزح من ريف دمشق إلى مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قبل أن ينزح نهائيا إلى لبنان «كنت ارسم على دوي صوت سيارات الإسعاف، تشييع الشهداء في حارتنا في المخيم كان يعطيني طاقة رهيبة، لطالما قلت لنفسي ربما تكون هذه لوحتك الأخيرة، ارسمها بنبض وجمال أكثر، تحد الموت في خطوطها».
وعن التجربة الجديدة التي أعطيت لرسامي الكاريكاتير مع النزاع الدائر في البلاد يقول: «كنت ومعظم رسامي الكاريكاتير نرسم عن بعد، كان ينقصنا ما عشناه خلال العامين الماضيين، ان تكون في وسط الدم، تحت القصف، أن تعيد مشهد والد محمد الدرة وهو يحمي ابنه من الرصاص عشرات المرات كل يوم، أن تعيد ترتيب أعضاء أجسام جيرانك بعد أن زارتهم القذيفة. هنا لا بد من التعبير».
ويضيف «نحن أمام حالة غير مسبوقة من استباحة الناس والدماء».
وحول ما إذا كان هناك انقسام بين رسامي الكاريكاتير في الموقف من الأحداث في سوريا يقول: «لا اعتقد، من خلال متابعتي لمعظم أعمال الزملاء المحترفين ليس هنالك انقسام في الموقف، فلا يوجد بينهم من يقبل بالظلم والقتل والدمار (..) الكاريكاتير فن مبني على المطالبة بالحريات والعدالة».
ويضيف «الاختلاف الموجود في أعمال الرسامين هو في حدة النقد والمباشرة فيه، المباشرة هنا تعني رسم الوجوه بشكل واضح».
ويؤكد عباس «العدد الأكبر من الرسامين أصبحوا خارج البلاد، حالهم حال الكثير من الصحافيين و المثقفين. من بقي من الرسامين لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة».مع ذلك يصر الرسام الفلسطيني (مواليد العام 1977) على القول «صرت أبتعد عن المباشرة أكثر فأكثر، فالفنان عليه الحفر أكثر في الذاكرة وترسيخ الحدث».
ولدى سؤاله حول ما الذي يبقى من طرافة فن الكاريكاتير إزاء كل هذه الدموية يجيب «أمام كل هذا الدم لا يمكن للكاريكاتير أن يكون ضاحكاً ، لا يمكن ان نحكي طرفة في مجلس عزاء».
ويوضح «السخرية نوع من الكاريكاتير، وأمام كل هذا الدم لا بد أن نترك الجزء المضحك».
ويتحدث عباس عن معنى هويته كفلسطيني يعيش في سوريا «كنت أرسم كإنسان، أحب هذه الصفة أكثر من أي صفة أخرى، وعندما بدأت الاصطفاف وقفت الى جانب الضحايا: الأطفال والمظلومين والشهداء، وقفت مع ابسط المعايير الإنسانية التي تقتلها الحرب».
ويضيف «خسرت الكثير، بيتي وعملي و أصدقائي، هنالك من استشهد وهنالك من اعتقل وهنالك من تعرض للخطف، والكثير نزحوا و شردوا، هذه الذاكرة الدامية هي التي تعطيني الدافع للرسم دائما».
ويضيف: «السوريون اخوتي وعائلتي الكبيرة، هم شعب محب وغير معقد. بسيط ومعطاء. بينهم لم أشعر يوما بتمييز لكوني فلسطينيا، بل على العكس، كانوا يميزونني بالأفضل دائما».ويصف عباس تكراره لشخصيات الأطفال في أعماله بالقول «دائما أبحث عن الطفل في نفسي لأستطيع الرسم بعفويته وبخطوطه، ودائما أنحاز الى قضايا الطفولة، فالأطفال هم أكبر الخاسرين في الحروب. أبكي أمام معاناة الأطفال، ودائما أرسم باسمهم كطفل كبير».وعن الألوان في لوحته قال «الفكرة هي التي تفرض اللون في تجربتي، اكتفيت بفترة وجودي في سوريا بالرسم بالاسود والابيض والاحمر، لم تتحمل لوحاتي أكثر من هذه الالوان، هي الالوان التي كانت متوفرة بكثرة وغابت باقي الألوان عن المشهد. ولكن أستخدم كل الألوان عندما أرسم أحلام الأطفال».
--
كاريكاتير أمبدي التجنيس بالمقلوب ..!!
بقلم : زهير السراج
* كاراكتيرست جريدتنا الفنان الأستاذ (أمبدى) صاحب الكاراكتير اليومى الظريف على الصفحة الأخيرة (أسرة الطريفى) الذى يفش غبيتنا من ظواهر سلبية كثيرة جدا راجت فى المجتمع السودانى فى ربع القرن الأخير ويرسم ابتسامة على شفاهنا فى زمن صارت فيه الابتسامة الصافية من الأشياء النادرة .. أتحفنا بمجموعات كاراكتيرات رائعة وذكية فى عدد أمس الجمعة، تبدو من الوهلة الأولى وكأنها كاراكتيرات رياضية إلا انها سياسية واجتماعية بامتياز ..!!
* فى إحداها يجلس طفلان أمام جهاز التلفزيون يشاهدان النشرة الرياضية التى تتحدث عن انضمام مجموعة من اللاعبين الأفارقة لأندية الدورى الممتاز (ممتاز ايه، ولا حتى مقبول) ويستمعان للمذيع وهو يقول : « الهلال يضم سينالى بامبا من ساحل العاج، والمريخ يسجل كاسينو من غانا، وأهلى شندى يكسب أديس ديدا بيت الاثيوبى، وباتريك النيجيرى ينتقل الى اهلى مدنى ..إلخ»، هنا يعلق أحد الطفلين قائلا: « يعنى الواحد فينا لو عايز يلعب كورة فى البلد دى إلا يغير جنسيتو» ..!!
* الطفل أو بالأحرى فنان الكاراكتير (أمبدى) لم يذكر سوى الحقيقة المرة التى يعانى منها الشباب السودانى الطامح لممارسة كرة القدم فى هذه الايام الكالحة، فلكى يجد العناية والاهتمام والانضمام لاحد الاندية لا بد ان يكون منتميا لاية دولة افريقية غير السودان.
* الطريف فى الموضوع، هو أن معظم اللاعبين الأفارقة الذين يجرى تسجيلهم فى الاندية السودانية كمحترفين، يتم منحهم الجنسية السودانية قبل تسجيلهم، بل حتى قبل وصولهم الى السودان كما حدث فى تجنيس اللاعب المصرى ( الحضرى)، وذلك كى يستطيعوا اللعب فى الدورى السودانى، إذ أن قانون الاتحاد العام لكرة القدم السودانى لا يسمح للنادى إلا بقيد عدد محدد من اللاعبين الأجانب فى قائمة الفريق ولا يسمح بتسجيل حراس المرمى الاجانب، لذا تلجأ معظم الأندية الى حيلة تغيير جنسية اللاعبين الى الجنسية السودانية كى يستطيعوا اللعب فى الدورى السودانى فوق العدد المحدد قانونا، وليتهم كانوا يفعلون شيئا غير الهزائم والفضائح ..!!
* يعكس الكاراكتير قضية التجنيس بذكاء شديد، فلكى يلعب الشاب السودانى فى احد الاندية لا بد ان يغير جنسيته السودانية الى جنسية افريقية، ولكى يستطيع الأفارقة اللعب فى الدورى السودانى لا بد ان يتحولوا الى سودانيين بغرض التحايل على قانون الرياضة ..!!
* قانون الجنسية السودانى لعام 2005 يمنح حق التجنيس لوزير الداخلية ولرئيس الجمهورية، ولكن لا يستطيع الوزير تجنيس اى اجنبى الا بشروط على رأسها الإقامة فى السودان مدة لا تقل عن خمسة اعوام، بينما لم يشترط القانون على رئيس الجمهورية اية شروط ويمكنه ان يمنح الجنسية لاى اجنبى بتوصية من وزير الداخلية..!!
* هذا هو القانون السارى (حسب علمى)، اللهم الا اذا تم تعديله ليعطى رؤساء الاندية وبالذات ناديا الهلال والمريخ حق منح الجنسية للاعبين، وذلك من كثرة اللاعبين الاجانب المجنسين فى انديتنا لدرجة ان اللاعبين السودانيين يتمنون لو كانوا افارقة حتى يستطيعوا اللعب فى الاندية السودانية ..!!
نقلاً عن صحيفة الجريدة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.