السؤال التقليدى الذى يوجه لاى صحافى سودانى ( فى البيت او الشارع او حتى فى المسرح ) هو مارأيه فى وصف اى كلام بلا قيمة بأنه كلام جرايد بعضنا يتلجلج فى الاجابة وبعضنا يقدم دفوعات ربما تزيد طين تلك الصفة بلة وبعضنا يهديه الله فيرد البضاعة لاصحابها قائلا ان ناقل الكفر ليس بكافر . الصحف سودت صفحاتها طوال الشهر الماضى عبر الاعمدة والمقالات والتقارير والتحقيقات بمواد متنوعة عن الخريف والامانى العذبة التى تراود الناس بخريف ملئ بالخير والبركة قليل الخبوب والطين وما انفكت الجهات المسئولة تردد الكلام القديم عن جاهزيتها التامة واستعدادها الكامل لمقابلة موسم الامطار باقتدار يخفف من معاناة الناس فيه . ليلة الجمعة هطلت بعض الامطار فى مناطق متفرقة على ولاية الخرطوم وهى امطار يمكن ان توصف بالخفيفة ولكنها كانت كافية لأن نسمع عبر اذاعة امدرمان عن تراكم للمياه فى بعض المناطق بسبب عدم التصريف ؟؟؟ومناشدة للشباب بان يحملوا المعاول لتصريفها وهو جهد مطلوب وخدمة طوعية لازمة ولكن هل تقوم مقام الاستعدادات الاساسية ؟من الممكن ان يسهم الشباب فى فتح المصارف الفرعية لتنساب المياه الى المصارف الكبيرة فاذا كانت الكبيرة جاهزة فان الشباب وبما فينا من قيم المروءة سيهرعون من عند انفسهم ويقومون بواجبهم على اكمل وجه. امطار الجمعة وفجر السبت هى مجرد مناظر فكيف اذا هطلت الامطار ( الما خمج ) هل سنستنجد بالعالم من حولنا ام ماذا والعجب العجاب اذا جاءتكم الجبهة ( وما ادراك مالجبهة تعرفون جيدا قوتها ) اذا جاز التعبير ولاننسى الطرفة التى لاتجدى معها نصائح الطريفى وسيتسع حينها الفتق على الراتق . اننا نسمع عن الامكانيات الشحيحة والقدرات ضعيفة رغم الموارد الهائلة التى تجبى من كل فج عميق والرسوم التى يتفننون فى فرضها وجبايتها ونعلم انها اذا وجهت وتم ترشيد صرفها فانها ستحسن من مستوى الخدمات فى بضع سنين ولكن هاهو الامر يسير بسرعة السلحفاة ومرد كل ذلك لسؤ التخطيط وربما الادارة ايضا ياهدانا الله واياكم.