قديماً كانت البنت لا تحمل من هموم الدنيا إلا كيف تظهر بمظهر جميل في تلك المناسبة أو ذلك الحفل، ولكن الأن الوضع إختلف وأصبحت هنالك أمور أخرى «مسؤليات وهموم و واجبات» تفوق طاقة البنت وتضغط على نفسيتها. فهنالك من توفى وألدها ولا عائل لأسرتها فتحملت هي العبء ويوجد من غاب رب الأسرة عنهم ولا خيار أمامها، وغيرها من الأسباب والمبررات التي جعلت البنات اليوم يسعين في كل إتجاه من أجل توفير متطلبات الحياة لأسرهن أو مساعدة آبائهن أو إخوانهن في هموم المعيشة حتى ولو كان الأمر صعباً عليهن. فهل حقا أصبحت مسؤولية البنات تجاه أسرهن عبء وهموم أكثر من طاقتهن؟ نورة عبدالرازق ترى أن: دور البنت داخل الأسرة إختلف عن السابق حيث أن أغلب المسؤولية أصبحت تقع على عاتق البنات الآن سواءً كانت البنت الكبيرة أو غيرها، فأحياناً تكون إحدى البنات داخل الأسرة هي التي تقوم بتوفير متطلبات أسرتها وقد يكون كل البنات في البيت يتساعدن في ذلك، ولكن أغلب البنات مرهقات من عبء المسؤولية والضغوط التي يعانين منها ولكن لا خيار أمامهن سوى أن يتحملن ذلك الوضع. فالبنت الأن تكِد وتجتهد دون أن تكِل أو تمِل بل ونجدها تُضَحي بالكثير من الأشياء حتى تسُد الفراغ الذي تركه رب الأسرة أو الأبناء. طه عبدالسلام يقول: لا ينكر أحد دور البنت الأن داخل الأسرة سواءً من إهتمامها بأسرتها أو محاولتها في مساعدتها ومدها بما تستطيع خصوصاً اذا كان الأب غير موجود أو مريض، والأم هي التي تقوم بنفقات الأسرة، وفي مجتمعنا الكثير من النماذج التي تدل على الدور الكبير والأعباء التي تقع على عاتق أغلب بنات الأسرة اليوم. وهن على قدر هذه المسؤولية ويفعلن الكثير من أجل أسرهن،. الأستاذة/ نوال عبداللطيف باحثة اجتماعية تضيف.. البنت بطبعها مليئة بالعاطفة والحنان تجاه أسرتها لذلك نجد أنها تعطي أكثر من طاقتها اذا وجدت أن أسرتها في حوجة إليها، ومع ذلك فإن الضغوط والهموم والأعباء المعيشية ومشاكل الأسرة اذا وقعت على عاتق البنت تؤثر سلباً على نفسياتها حتى وإن لم تُظهِر ذلك.