رغم إختلافي الفكري والأيدولوجي مع الأستاذة الدكتورة سعاد الفاتح إلا إنني أعجب لمواقفها الشجاعة خاصة في المجلس الوطني.. فالإنسان الذي يؤمن بقضيته لابد أن تنحني له الهامات إجلالاً وتقديراً.. فهي امرأة حديدية من الطراز الأول فلابدّ أن يحترمها الجميع. أسوق هذا بمناسبة القرض الكويتي الذي قدمته حكومة الكويت الى السودان، ودارت حول هذا القرض الشكوك والتي بلغت تكلفته (52) مليون دينار تسدد على (24) قسطاً نصف سنوي لمدة (12) عاماً بفائدة سنوية تبلغ 2% إضافة الى 5% عبارة عن تكاليف إدارة الصندوق (مصروفات إدارية)، وقد طرح هذا القرض على طاولة البرلمان مرتين، ووجد جدلاً كثيفاً مما حدا برئيس المجلس مولانا أحمد ابراهيم الطاهر بإرساله الى مجمع الفتوى لإبداء رأيه فيه، وهناك أيضاً وجد جدلاً بين موافق ومعارض، أما د. عصام البشير رئيس مجمع الفقه الاسلامي، فقد أرسل خطاباً ممهوراً بتوقيعه الى المجلس الوطني، مطالباً إياه بدراسة الأمر والبت فيه. وفي جلسة الاربعاء 11 شعبان 4341ه الموافق 91/6/3102 تم عرض القانون، حدث هرج ومرج بالمجلس مما حدا بالسيد هجو قسم السيد نائب رئيس المجلس بطرق طاولة المجلس لكي يمنع ذلك الهرج والمرج الذي ساد المجلس، وكاد أن يفقده إحترامه وتقديره، وعادت الجلسة الى سيرتها الأولى، ولكن بنفس حار وعبارات متقطعة، وكان الأكثر تشدداً أهل الشرق الذين سوف يوجه هذا القرض لمصلحتهم، وكان حديثهم ودفاعهم المستميت الى تمرير القرض، تحفه الموضوعية والمنطق، إذْ قالوا هناك قروض لمناطق عدة بالسودان مرت بدون ضوضاء وهي ربوية مائة في المائة، هؤلاء الذين يعارضون هذا القرض لأنهم لا يريدون أن يخرج الشرق من وهدة التخلف والجهل والمرض، فإنسان الشرق يعيش في العصر الحجري، خارج التاريخ الحديث فهل سمعتم بأن يموت الإنسان من الجهل؟ قد يموت الإنسان من الفقر والمرض وهذا يتحتم عن عدم الوعي والأمية وعدم نشر مراكز المنارة والتعليم. ووقفت سعاد الفاتح كالطود الشامخ تعارض تمرير هذا القرض، وقالت إن الفقر الذي ألمّ بالسودان سببه هذه القروض الربوية واللعنة جاءت تمشي على أربع بسبب مخالفة كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وخرجت من المجلس غاضبة ومزمجرة بصوت مسموع (يخسي عليكم.. يخسي عليكم، فهي كلمة دارجية ينسبها الناس الى العمل الخائب.. أو الإنسان الخائب.. فكان تعبيرها قد هزّ أركان المجلس تاركاً بصمة عار لأول نائب أو نائبة تشتم المجلس المنتخب بواسطة الشعب في وضح النهار يا له من مجلس؟!. بعد هذه الدراما التراجيدية الحزينة صوّت على المشروع (25) نائباً ووقف ضده( 84)، فيما تبرأ منه عدد من النواب بقي كلمة لابدّ أن تقال إن هذا المجلس المنتخب لو كنت مكان رئيس الجمهورية لأصدرت قراراً جمهورياً بحله فوراً.. وعلى حد قول المثل المصري.. ياما نسمع حكايات والليالي والأيام القادمة حبلى بالأحداث والدرامات والحكايات!!. ٭ لكزة: - يا والي الخرطوم الآن قد فتحت مدارس ولاية الخرطوم أبوابها فماذا أنتم فاعلون في صفوف أبنائنا وبناتنا وهم يعانون الأمرين وهج الشمس المحرقة، وعدم وفرة المواصلات. - يا مديرو المواصلات كيف يصل أبناؤكم الى مدارسهم بالسيارات الخاصة أم سيارات الحكومة.