د. بشار عواد إن مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في دورته السابعة عشرة بعمان «المملكة الأردنية الهاشمية» من 82 جمادي الأولى إلى 2 جمادي الآخرة 7241ه الموافق 42 82 حزيران «يونيو» 6002م بعد إطلاعه على البحوث الوارد ة إلى المجمع بخصوص موضوع موقف الإسلام من الغلو والتطرف والإرهاب وبعد إستماعه إلى المناقشات التي دارت حوله وبعد إطلاعه على القرار الصادر برقم 821«2/41» بشأن (حقوق الإنسان والعنف الدولي) والذي عرف الإرهاب بأنه (هو العدوان أو التخويف أو التهديد مادياً أو معنوياً الصادر من الدول أو الجماعات أو الأفراد على الإنسان في دينه أو نفسه أو عرضه أو عقله أو ماله بغير حق بشتى صنوف العدوان وصور الإفساد في الأرض). .وبعد الإطلاع على ما أصدرته المؤتمرات العربية والإسلامية الرسمية منها والشعبية في مجال مكافحة الإرهاب بمعالجة أسبابه ووقطع السبل على الإرهابيين مع استمرار التمسك بسياسة حق الشعوب المحتلة في الكفاح المسلح وبما ورد في رسالة عمان الصادرة في 62/9/5241ه الموافق 9/11/4002م. يقرر ما يلي: ٭ تحريم جميع أعمال الإرهاب وأشكاله وممارساته، وإعتبارها أعمالاً إجرامية تدخل ضمن جريمة الحرابة، أينما وقعت وأياً كان مرتكبوها، ويعد إرهابياً كل من شارك في الأعمال الإرهابية مباشرة أو تسبباً أو تمويلاً أو دعماً سواء أكان فرداً أم جماعة أم دولة وقد يكون الإرهاب من دولة أو دول على دول أخرى. ٭ التمييز بين جرائم الإرهاب وبين المقاومة المشروعة للإحتلال بالوسائل المقبولة شرعاً لأنه لإزالة الظلم وإسترداد الحقوق المسلوبة وهو حق معترف به شرعاً وعقلاً وأقرته المواثيق الدولية. ٭ وجوب معالجة الأسباب المؤدية إلى الإرهاب وفي مقدمتها الغلو والتطرف والتعصب والجهل بأحكام الشريعة الإسلامية، وإهدار حقوق الإنسان، وحرياته السياسية والفكرية، والحرمان واختلال الأحوال الإقتصادية والإجتماعية والسياسية. ٭ تأكيد ما جاء في القرار المشار إليه أعلاه من أن الجهاد للدفاع عن العقيدة الإسلامية وحماية الأوطان أو تحريرها من الإحتلال الأجنبي ليس من الإرهاب في شىء مادام الجهاد ملتزماً فيه بأحكام الشريعة الإسلامية. كما يوصي بالآتي: ٭ تعزيز دور العلماء والفقهاء والدعاة والهيئات العلمية العامة والمتخصصة في نشر الوعي لمكافحة الإرهاب ومعالجة أسبابه. ٭ دعوة جميع وسائل الإعلام إلى تحري الدقة في عرض تقاريرها ونقلها للأخبار وخصوصاً في القضايا المتعلقة بالإرهاب وتجنب ربط الإرهاب بالإسلام لأن الإرهاب وقع ولا يزال يقع من بعض أصحاب الديانات والثقافات الأخرى. ٭ دعوة المؤسسات العلمية والتعليمية لإبراز الإسلام بصورته المُشرقة التي تدعو إلى قيم التسامح والمحبة والتواصل مع الآخر والتعاون على الخير. ٭ دعوة أمانة المجتمع إلى مواصلة بذل العناية الفائقة لهذا الموضوع بعقد الندوات المتخصصة والمحاضرات المكثفة واللقاءات العلمية المفصلة لبيان نطاق الأحكام الشرعية بشأن منع الإرهاب وقمعه والقضاء عليه والإسراع في إيجاد إطار شرعي شامل يغطي جميع جوانب هذه المسألة. ٭ دعوة دول العالم وحكوماتها إلى أن تضع في أولوياتها التعايش السلمي وأن تتخلى عن احتلال الدول ونكران حق الشعوب في تقرير المصير وإلى إقامة العلاقات فيما بينها على أُسس من التكافؤ والسلام والعدل. ٭ دعوة الدول الغربية إلى إعادة النظر في مناهجها التعليمية وما تضمنته من نظرة مسيئة للدين الإسلامي ومنع ما يصدر من ممارسات تسىء إلى الإسلام في وسائل الإعلام المتعددة تأكيداً للتعايش السلمي والحوار ومنعاً لثقافة العداء والكراهية. والله أعلم ٭ حاشية لقد ظل السودا ن وهو يطبق الشريعة السمحاء برفضه بطريقته الذاتية وإرادته الحُرة أشكال الإرهاب الديني وفي مقدمتها الغلو الديني والتطرف والتعصب، ويفرق بين المقاومة لإسترداد الحقوق الأساسية لذا ظل يدعم حركات التحرر ويدعو للحوار سبيلاً للوحدة الفكرية واتخاذ كافة طرق الوسطية وعدالة الإسلام رافضاً دعوات الإستعمار الأحادي بتعريفنا أصول الدين القائمة على الدين المعاملة.