أولاً: جاءت نتائج الشهادة السودانية هذا العام 3102م 4102م مخيبة للآمال سيما في مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية فأُصيب المجتمع بالصدمة الكارثية، فالمقررات الموضوعة يبدو واضحاً أنها وضعت على عجل ، وهذا إنعكس بوضوح تدني مبكر بين التلاميذ والتلميذات، وكما أنه من المعلوم أن كل مرحلة من مراحل التعليم يوضع لها من السنة الأولى ابتدائي وجانب منها من مقررات اللغة العربية بداية بالحروف الهجائية التي تكتب واضحة، وكذلك النحو والإنشاء والمطالعة والقواعد والأدب، وهذا يحتاج الى علماء وفقهاء متمرسون عالمون بالبيئة السودانية ونفسية التلاميذ والتلميذات الذين يتلقون هذه المواد في جرعات معقولة. ثانياً: ويلاحظ ان هذه المقررات الموضوعة، هي خالية من أسماء علماء معروفين، فلقد كان معهد بخت الرضا ومدارسها عبارة عن معمل يختبر فيه هذه المواد الخاصة باللغة العربية، هذه المواد توضع موضع التجربة لسنوات، درساً، درساً، مادة، مادة، وضعها معلمون متخصصون، كما ذكرت آنفاً أمثال د. عبد الله الطيب، د.أحمد الطيب أحمد، الأستاذ عبد الرحيم الأمين د. مصطفى عبد الكريم، الأستاذ عز الدين الأمين. ثالثاً: فسؤالي هو: أين نحن من هؤلاء الجهابزة العمالقة في وضع مقررات اللغة العربية من السنة الأولى ابتدائي وفي نهاية المرحلة الإبتدائية وللمرحلة المتوسطة، المرحلتان مدتها «8» سنوات ثم ذهبنا الى المرحلة الثانوية فإن المقررات كان يوضعها عمالقة وهكذا عمالقة مصريون نذكر منهم د. طه حسين الأستاذ علي الجارم د. أحمد أمين، هذا العقد النضيد الفريد من علماء سودانيين ومصريين في جميع مراحل التعليم، أين نحن من هؤلاء؟!! رابعاً : في رأيي أنه كان من الخطأ الكبير جداً أن يتم إلغاء هذه المقررات التي دخلت المعامل والمصانع استدعت بأخرى ليقارن بها. خامساً : فاللغة العربية كانت تعتمد دراستها على شعراء وعلماء وأدباء وفقهاء سودانيين أمثال عمر البنا، محمد سعيد العباسي، التجاني يوسف بشير، ثم العصر الأموي العصر الإسلامي إنتهاءً بالعصر الجاهلي ومعلقاته، أين نحن من هذا الذي ذهب أدراج الرياح وأستبدل بمقررات مع إحترامي وتقديري لواضعيه إلا أنها لا تقارن كما كان عليه الحال فيه، وما السلم التعليمي وما فعله د. محي الدين صابر وزير التربية والتعليم في أيام مايو؟ سادساً: أما من الناحية الأخرى ان اختيار وتدريب المعلمين تدريباً جاداً يستمر لسنوات، كما كان عليه في بخت الرضا وهو ما نطلق عليه «بناء القدرات». سابعاً: وفي المختتم فإني أقول مع المثل السوداني «الما عندو قديم ما عند جديد» لهذا أعني ما ذكرته من قبل أن الرجوع الى المقررات القديمة إضافة الى تأهيل المعلم تأهيلاً عالياً يعني وجهته الخروج من هذا النفق الضيق الذي وقعت فيه اللغة العربية، فالخطأ ليس خطأ التلميذ والتلميذة، والتدني في المستوى هو ليس تدني التلميذ والتلميذة، وأي من كان المسؤول هو وزير التربية وعليها أن نقابل هذا الوضع المتردي بالسرعة والعجلة، لكي لا نفقد ديننا، ويا حكومة تحركي فالمسألة بإختصار تكمن في المقررات العجيبة والمدرس الذي يحتاج الى التأهيل وبناية المقدرات وإذا فقدنا هذين العنصرين «المقررات المعلم المؤهل» فإننا فقدنا الدين الذي هو لسان عربي مبين لا يأتيه الباطل من بين يديه وخلفه، كتاب محكم آياته العربية ثم فصلت من لدن حكيم خبير وعلينا كسباً للزمن الرجوع الى مقررات ما قبل ثورة مايو 9691م، ولا معنى لإنعقاد الندوات وورش العمل والمؤتمرات التي تجتمع ثم تنفض وهي مضيعة للوقت والمال كما يجب التقليل الى حد كبير من هذه المقررات في العلوم الأخرى المرهقة. ٭ لكزة: ٭ يا والي الخرطوم رمضان وصل.. لا يهم سلة غذاء العاملين الأهم كيف يوصل العامل هذه السلة إلى أهله كيف؟؟ ٭ يا مدراء المواصلات أبناؤكم كيف يصلون الى مدارسهم وبما يرجعون؟؟!.