سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلطان علي دينار تجمع اسري لاسرة السلطان علي دينار المتعددة الانساب والاعراق بامدرمان كان وراء هذه المعالجة الصحفية
السلطان على دينار بذكائه جعل الانجليز يصفونه ب « صديق فى الوقت الحاضر»
فى لحظة من التاريخ لم تحدد على وجه الدقة، لكن بعض الروايات حددت بشكل تقريبى تاريخ مولده الذى انحصر مابين العام 1272ه – 1856م والعام 1287ه - 1870م... الا ان الثابت ان مكان ميلاده هو قرية « شوية « بدارفور لحظات تاريخية ومواقف مر بها رسمت ملامح شخصيته التى ذاع صيتها... ولكنه شأن كل من تصدى للعمل العام تعرضت صورته للتشويه... لكن تبقى سنة الله تعالى الماضية وهى « ربط الابتلاء بحجم الايمان»... « ألم أحسب الناس ان يتركوا آمنا وهم لايفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين» صدق الله العظيم مدخل ثان: اختزنت فكرة كتابة « جديرون بالذكر» عن السلطان على دينار منذ سنوات وظللت أطالع فى الكتب والوثائق والصحف والمجلات مايكتب عن الرجل... ولكن قبل بضعة اشهر حضرت وكنت فى معية الاستاذ جمال عنقرة رئيس هذه الصحيفة « الوطن» جزء من احتفال أقامته اسرة السلطان على دينار بقصد تعريف احفاده بالعاصمة الاتحادية ببعضهم البعض... الاحتفال حضره من اسرة آل الامام المهدى بعضاً من رموزها « السيد أحمد المهدى- الدكتور الصادق الهادى المهدى- السيد عصام حسن الترابى ابن السيدة وصال الصديق عبدالرحمن المهدى» ... ومن هذا الاحتفال تكشفت لى حقيقة تمدد وتصاهر أسرة السلطان على دينار مع مئات والآف الاسر السودانية فى شرق السودان وشماله وغربه وجنوبه « السابق واللاحق» ... فكان ذلك يعنى لى ان شخصية السلطان على دينار اسهمت فى رتق نسيج مجتمع السودانيين ... وهذا ما يعنى أنه « جدير بالذكر والاحترام» السلطان علي دينار البدايات : عاش حياته الباكرة من عمره بصورة عادية مثله مثل أقرانه وحتى فترة صباه وشبابه كانت اكثر من عادية... ولكن بدايات ذيوع صيته كانت فى جماد الأول 1306ه الموافق فبراير 1889م عندما ساند عمه السلطان « أبو الخيرات» فى حادثة التمرد المعروفة ب « ابو جميزة « حيث هرب مع عمه بعد هزيمة التمرد... وبعد هذه الحادثة بدأت كل الدلائل تشير الى السلطان على دينار بأنه سيدخل التاريخ من أوسع بواباته... المهدية والسلطان علي: القارئ لسيرة السلطان على دينار يلحظ بعض التناقضات فى مواقفه من الثورة المهدية وبالطبع هذه المواقف تحتاج للدراسة والاستقصاء حتى لايكون تقييمها انطباعياً ولايقف على الشواهد والدلائل... ولكن هناك موقف مهم يوضح بجلاء حقيقة أمره مع المهدى حيث تقول رواية تاريخية موثقة فى اكثر من مصدر « كان الفور الذين ينتمى اليهم « على دينار» يقيمون جنوب غرب جبل مرة بعد سيطرة قوات الامام محمد أحمد المهدى على دارفور، وبعد وفاة السلطان ابو الخيرات عم السلطان على دينار فى ظروف غريبة وهذه ايضاً تحتاج للبحث والاستقصاء العلمى لاستجلائها بصورة واضحة – ولما كانت المهدية تسيطر على كردفان ودارفور فطلب أمير هاتين المنطقتين من على دينار الحضور الى الابيض والمثول أمامه باعجل ما تيسر بمقر رئاسته فى مدينة الابيض وطلب منه ايضاً الخضوع لأمير الفاشر عبدالقادر دليل... حالة الغضب والقلق: بعد تداعيات مثوله أمام أمير كردفان ودارفور فى الابيض إنتابته حالة من القلق ورافقتها حالة من الغضب، لكنه فى النهاية آثر الخضوع للمهدية دون الالتقاء بامرائها... ولكن بعض الروايات تحدثت عن إلتقائه بخليفة المهدى الخليفة عبدالله تورشين « عبدالله التعايشى» فى العام 1309ه - 1892م» وإنتهى به الأمر للبيعة. علي دينار والعودة للفاشر: ومن المواقف التى تحتاج للاستجلاء مشاركته فى معركة كررى الفاصلة بين قوات المهدية والانجليز فى صفر 1310ه الموافق 2 سبتمبر 1898م حيث رددت بعض الروايات عدم مشاركته فى هذه المعركة الفاصلة لكنه خرج من أمدرمان خلسة وفى معيته ثلائمائة من أتباعه قاصداً دارفور وتحديداً توجه لمدينة الفاشر والتى سيطر عليها شخص يدعى « ابو كودة» واعلن نفسه سلطاناً عليها بعد نهاية دولة المهدية... وقبل وصوله خاطب « ابو كودة» شكر له صنيعه بتلخيص دارفور من المهدية ثم طلب منه التنحى له عن عرش سلطنة دارفور والذى تمنع فى بادئ الأمر إلا أنه إنصاع للامر الواقع ودخل السلطان على دينار الفاشر بدون قتال أو إراقة دماء. ايهما الاصلح على أم إبراهيم: بعد ان استقرت دولة الحكم الثنائى وبدأت فى تثبيت اركان حكمها فى كل آنحاء السودان فتنبهت الى ان دارفور لم تزل خارج دائرة سطوتها، حيث وجدت دارفور مطمحاً للكثيرين الذين يريدون حكمها ومنه ابراهيم على... حاول كتشنر عمل موازنة دقيقة بين السلطان على دينار والسلطان ابراهيم على وتحديد أيهما الأصلح لحكم دارفور. كتشنر بين لهجتين: رأى كتشنر ان من الحكمة عدم السماح بحدوث صراع فى دارفور حفاظاً على أمنها واستقرارها وحتى لا تتورط حكومته فى تبعات مالية ترهق خزانة مملكة بريطانيا العظمى نسبة لبعد وصعوبة ووعورة الطرق المؤدية لدارفور... ونتيجة لذلك كتب كتشنر للسلطان على دينار خطاباً لهجته تحذيرية مفادها عدم الاقدام على أية خطوة من شأنها إحداث ثورة او اضطراب فى دارفور ثم غير لهجته فى ذات الخطاب بكلمات مهدأة مفادها ان الانجليز يعلمون انه لم يقاتلهم فى كررى بل خرج من ام درمان قبل المعركة وانه من احفاد السلاطين الذين حكموا دارفور لمئات السنين. كما كتب كتشنر خطاباً مماثلاً للسلطان ابراهيم على يحذره من الاشتباك مع السلطان على دينار على دينار وإقتناص الفرصة: بذكائه وحكمته وخبرته استثمر السلطان على دينار خطاب كتشنر لصالحه واستفاد من حياد الانجليز النسبى تجاه دارفور واعتبره فرصة ذهبية لتدعيم سلطتة فى دارفور فخاض معركة فاصلة مع السلطان ابراهيم على والانتصار عليه فى منطقة « أم شنقة» داخل الحدود الشرقية لدارفور وذلك فى يوم 14 رمضان 1316ه الموافق 26 يناير 1899م وبعد هذا الانتصار سعى السلطان على دينار لاستمالة الانجليز لجانبه حيث أكدَ لهم أنه مخلص لحكومتهم فى السودان وانه يتمنى ان يعتبره كحاكم للسودان أحد موظفيه... دينار فى مخيلة كتشنر: ولكن كتشنر درس أمر مستقبل علاقة السلطان على دينار أكثر من مرة وعلى مستويات متعددة وخلص الى الآتى: ليس من مصلحة دولة الحكم الثنائى الدخول مع على دينار فى معركة لان حكمه توطد فى دارفور الدخول فى حرب مع على دينار سيستنزف الخزينة فى الخرطوم ولندن. اصرار على دينار على اخلاصه للانجليز. وتاسيساً على ذلك قال كتشنر من الافضل ان يتم حكم دارفور بواسطته وليس من خلال حاكم مصرى او انجليزى وعلى أساس ذلك أعتبروا على دينار ممثلهم فى دارفور وأنه « صديق فى الوقت الحاضر» سلاطين على الخط ولكن: عينت الحكومة الانجليزية البارون النمساوى سلاطين باشا مفتشاً عاماً ومشرفاً ومسؤولاً عن اقليم دارفور وكان عليه افهام السلطان على دينار بان دارفور تقع ضمن منطقة النفوذ البريطانى المصرى وان الادارة هى التى سمحت له بممارسة سلطات داخلية واسعة فى دارفور وكان الهدف من هذه تأكيد تبعية دارفور لحكومة السودان، وفى اثناء رحلة سلاطين باشا فى دارفور اكدَ لشيوخ القبائل أنه تم الاعتراف بعلى دينار ممثلاً للحكومة فى دارفور وان على الجميع ان يتعاملوا معه بهذه الصفة وبرغم ذلك تهرب على دينار من الالتقاء بسلاطين باشا اكثر من مرة عام 1318ه الموافق 1901م... يبقى على دينار رمزاً وطنياً : ويبقى السلطان على دينار رمزاً وطنياً استطاع بذكائه وحكنته مقاومة الانجليز سياسياً لمدة 18 عاماً جعلت دارفور خارج سيطرتهم...