[email protected] قيل ثلاث سنوات تفجرت في النيل الازرق الحرب التي ما زالت تواصل انتاج الضحايا من القتلى والجرحى واللاجئين والنازحين .ومع اندلاع الحرب بدأت كوارث النيل الازرق تأخذ بتلابيب بعضها البعض ولم تعد هناك كارثة واحدة بل درزينة من الكوارث المتداخلة مع بعضها، فقد اسفرت كارثة الحرب عن تعيين اللواء الهادي بشرى حيث انه وبذلك التعيين تم تجريد الولاية من الامتياز الذي تتمتع به كل ولايات السودان وهو ان يكون الوالي من ابناء الولاية خاصة ان اللواء الهادي سبق وان تولى امر الولاية و اتسمت فترته الاولى بالاخفاقات التي بلغت ذروتها بسقوط جميع من ترشحوا باسم المؤتمر الوطني في الانتخابات في زمن كان فيه المؤتمر الوطني يخوض الانتخابات منفردا، وعندها استشاط الوالي غضبا حتى انه استقال وعاد للخرطوم على متن احد البصات . وجاءت فترته الثانية مماثلة لفترته الاولي من حيث انعدام التنمية وتدهور الخدمات الفرق الوحيد ان التجربة الاخيرة كانت مزينة بحالة الطواريء وجاءت في خاتمتها الهجرة الثانية عندما تم اغلاق ابواب الخزان وبدأت البحيرة يالامتلاء وانهت حالة التمنع التي ابداها بعض المتأثرين بالتعلية الذين كانوا معترضين على نوعية المنازل البديلة وكانت رياح الرشاش – بضم الراء- قد اقتلعت بعضا من اسوار تلك المنازل الا ان امتلاء البحيرة اجبر الناس على الرحيل خوفا من الغرق وكان ذلك الرحيل كارثة بمعنى الكلمة بعد ان جرفت مياه الامطار ردميات الطرق واصبحت حتي الجرارات غير قادرة على التنقل داخل تلك المدن المزعومة التي كان معظمها يعاني ازمة في مياه الشرب تلك كانت الكارثة التي عاشتها النيل الازرق في مثل هذه الايام من العام الماضي علما بان اور الحرب لم يخفت وسيل ضحاياها لم ينقطع . مع بداية خريف هذا العام اطلت كارثة مبكرة على بعض مدن التعلية بالضفة الشرقية اذ فاضت دورات المياة وحدث ثلوث كبير للبيئه واضطرت السلطات الي ترحيل السكان الي معسكرات جديدة ولا ندري ان كانت ادارة السدودة ستفتح العمل من جديد لمعالجة تلك الاخطاء ام انها ستعتبر نفسها خالية من المسؤولية بعد ان تسلم كل مواطن منزله واعلنت الجهات المعنية اكتمال تعلية خزان الروصيرص بنسبة مائة بالمائة . ثم جاءت كارثة السيول التي فاقت نظيراتها في باقي السودان وماتزال مياهها تتدفق حتى كتابة هذه السطور وهنا لابد من الاشارة الي ان الدمازين مدينة متعودة على هطول الامطار بغزارة ومن اجل ذلك تمت اقامة سور او سد ترابي في نهاية تسعينات القرن الماضي ليحمي المدينة من السيول المنحدرة من سلسلة جبال الانقسنا ولكن هذه السد الترابي لم يتم ترميمه منذ انشائه كما ان الولاية لم تاخذ في الاعتبار التغييرات التي احدثتها تعلية الخزان وطريق الدمازين الكرمك على مسارات مياه الامطار على الرغم من انهم فرضوا على الولاية وزيرا للتخطيط العمراني من خارجها بحجة انه مهندس خبير في التنمية و يجيد فن التخطيط .كما لم تعر الولاية اهتماما للتحزيرات المبكرة التي اطلقتها هيئة الارصاد الجوي وتوجيهات الدفاع المدني التي انبنت على تلك التحذيرات و الادهى ان السيد وزير التخطيط العمراني غادر الولاية في ذروة تلك المخاطر . و تفيد بعض الروايات انه ذهب في اجازة ومرت عدة ايام على حدوث كارثة السيول قبل ان ينتبه السيد الوزير ويعود الي مقر عمله ، لا احد طبعا يلوم السيد الوزير على زيارة اهله وصلة ارحامه اذ ان ذلك مما حض عليه ديننا الحنيف . ولكن اللوم كل اللوم يجب ان يذهب الي السيد حسين ياسين والي الولاية الذي وافق على تعيين هذا الوزير بل واصر على تعيينه واسترضائه بعد ان( حرد ) وسلم العربة وعاد الي الخرطوم وتنفس الناس الصعداء ، اللوم ايضا يجب ان يطال المؤسسة التشريعية بالولاية التي ادمنت الصمت تجاه اخفاقات الجهاز التنفيذي . و نظن ان اهل النيل الازرق محقون وهم يتبادلون الان الروايات عن الوالي المقترح قبل يكمل السيد حسين ياسين الستة اشهر في منصبه اي ان الوالي الحالي لم يعد من ضمن حسابات اهل الولاية وان الناس يستعينون بالتفكير في البديل من اجل الصبر على ما تبقى من فترة حكمه . كل ما تمت الاشارة اليه في هذا المقال يمكن اعتباره امرا عارضا ومقدور علية ولكن الذي يجب ان يتم التفكير فيه بجدية هو اثر تعلية الخزان على احياء جنوب مدينة الدمازين حيث تلاحظ فيضان السايفونات في تلك الاحياء وتعزر حفر اخرى بديلة في ظل تشبع التربة بالرطوبة و خطورة ذلك على الصحة العامة في ظل احتمالية تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي . وما اذا كات الامر يتطلب هجرة جديدة وبالتالي مأساة جديد تضاف الي مآسي النيل الازرق التي لاتكف عن التناسل .