[email protected] ينعقد بعد أيام قلائل المؤتمر العام السادس للإتحاد الوطني للشباب السوداني يومي « 15- 16» من شهر سبتمبر الجاري بحضور ٍ شبابي مفعمٌ بالحيوية، مشحونٌ بحب الوطن ، عازمٌ علي استشراف مستقبلٍ واعدٍ ، وغدٍ مشرق ... أكثر من «500» شاب وشابة يتوافدون من كل ولايات السودان ، وسط تحدياتٍ جسام تواجه هذا القطاع المهم ... وعز الأمة في شبابها ، وفخر الأمة بشبابها ...»... نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ ...» هكذا ردد المصطفي صلي الله علية وسلم ، وجيوش الكفر تحوشه من كل جانب ، وضجيج الباطل يملأ الآفاق ... فمن الشباب الرباني من نام علي الفراش ساعة العسرة والزلزلة الشديدة ، ومنهم من رافق ، ومنهم خدع الاعداء لحظات الهجرة المباركة ، وقلة النصير ..فالشباب أقوي وأصدق من « يأخذ الكتاب بقوةٍ « ويرسم ملامح المستقبل الواعد والغد المشرق ... كل عام تفرخ الجامعات مئات الآلآف من الخريجين والخريجات ، وتدفع بهم في عباب بحر الحياة الواسع العميق... ويتيهون في صحراء الواقع الأليم ، حيث البطالة تنشب أظافرها ، وتكشر عن أنيابها ... أغلب العلماء والخبراء في المجالات التربوية والإقتصادية أكدوا أن السياسات التعليمية تحتاج إلي مراجعة ، وأن سوق العمل يتطلب مهارات أخري غير الذي يحملها الخريج..فصاروا يرددون التعليم من أجل العمل والتشغيل أم التعليم من أجل التثقيف والتذكية النفسية ... فخرجوا بأن يكون هنالك آليات تشغيلية غير الخدمة العامة والوظيفة فتم إنشاء العديد من الآليات لهذا الغرض ... صندوق تشغيل الخرجين ، فكانت له مساهماته لكنها لم تكبح جماح البطالة وسط الشباب .... ثم خرج الإتحاد الوطني للشباب السودان فأنشأ إدارةٍ سماها ..» مشاريع إستقرار الشباب « تطورت إلي أن أصبحت ..» المؤسسة الشبابية التشغيلية « ... والتي تهدف إلي تعميق ثقافة العمل الحر وسط الشباب ، ودفع الشباب للولوج في سوق العمل ، وعدم الإعتماد علي الوظيفة – التي تُعتبر أضيق أبواب الرزق – و صار الإتحاد يدرب الشباب علي هذا الأمر ، ويغرس فيهم هذه المفاهيم فدرب في دورته الحالية «2009م- 2013م» أكثر من 100000 شاب وشابة ، وتم تمويل أكثر من 150 ألف شاب وشابة ، وهم الآن ينعمون بحياة مستقرةٍ وجيدة وهذا المجهود المقدر واجبٌ علي الدولة دعمه ، وواجبٌ علي البنوك وإجراءاتها العقيمة والمُعقدة أن تتساهل مع القطاعات الشبابية حتي تصبح قوةٌ منتجة ،لها سهمها الكبير في الإقتصاد القومي ... ومن أميز ما يميز مشاريع إستقرار الشباب ، أنها سدة الفجوة التصنيفية؛ تم إنشاء صندوق لتشغيل الخريجين ، تحت مظلة وزارة الرعاية والضمان الإجتماعي ، ورعاية رئاسة الجمهورية ورُصدت له الميزانيات الضخمة ، ولكنه وحسب نظامه الأساسي انحصر في فئة الخرجين فقط ، ولعل هنالك ملايين الشباب لم يدرسوا الجامعات ، فاصبح هذا الرقم الكبير خارج هذه المظلة ، وهم في قمة عطائهم فلذلك تم استيعابهم في مشاريع الإستقرار التي تعمل في كل الأوساط الشبابية ، من الأميين إلي حملة الدراسات العليا ... ماكان لشباب السودان أن يكونوا خارج ثقافة العصر ، ومنتجاتها الحضارية ؛ العولمة أرخت بسدولها علي كل الفجاج ، فاصبح التواصل والإتصال سمة هذا العصر ، وصار علماء الإجتماع يصنفون الأميين بأنهم الذين لا يجيدون استعمال الحاسوب « الكمبيوتر « .. والعالم الآن أصبح حجرةٌ صغيرةٌ ..تم محو الجقرافيا تماماً ، وتم اختزال التاريخ ... فكان من الأفكار والرؤي العبقرية لشباب السودان أن قاموا بإنشاء مشاريع متخصصة وفاعلة سموها « مشاريع محو الأمية التقنية « إمتدت فروعها في كل ولايات السودان ، فوزع الإتحاد آلآف الأجهزة ، وأنشأ مئات المراكز ، وتم تدريب أكثر من 130ألف شاب وشابة من كافة ولايات السودان ، وقام الإتحاد الوطني للشباب السودان عبر هذه المشاريع بتمليك « 1,820 « جهاز لابتوب لشباب السودان ، وهنالك رؤي للمزيد ... كل هذه المشروعات تساهم في الحد من البطالة ، التي أضحت سمة هذا العصر ، ومُخرج من مُخرجات الإقتصاد الحر ، فهي خطرٌ علي الدولة وخطر علي الشباب ، العطالة تقود للتفكير السلبي في أغلب الأحيان ؛ الشاب العاطل يكون فقيراً في أغلب الأحوال يمكن أن يقتل ويسرق ويرتكب العديد من الجرائم التي تهدد الأمن القومي ، وتمزق النسيج الإجتماعي .. وخطورتها علي الشباب تكمن في الفراغ الذي يعيشه العاطل ، يجعله هذا الفراغ يحقد علي الوطن والحكومة القائمة وعلي المجتمع فيستجير من رمضاء العطالة والبطالة بجحيم المخدرات وغيرها من الأشياء التي تدمر الشباب ، وتُصيب الأمة في مقتل.... ومن المبادرات الرائدة التي أطلقها الإتحاد الوطني للشباب السوداني دورة « 2009م- 2013م « هي مبادرة « المشروع الشبابي للبناء الوطني « الذي يهدف لاستنهاض طاقات المجتمع بصفة عامة ، وطاقات الشباب بصفة ٍ خاصة إبتداءاً من الحي والفريق والقرية والمدينة والمحلية والولاية وكل الوطن ، وإحياء سنة النفير ، والتكافل والتضامن الإجتماعي ، هذه القيم الراسخة في الثقافة السودانية ، وأتي رسولنا صلي الله عليه وسلم متمماً لهذه المكارم ...» إنما بُعثتُ متمماً مكارم الأخلاق ..» وكانت رعاية رئيس الجمهورية وإشراف نائبه الدكتور الحاج آدم يوسف عامل تقويةٍ لهذا المشروع فانداح في كل السودان ، مقوياً للتربيةِ الوطنية ، وناقش العديد من القضايا الشبابية - الإجتماعية والثقافية والرياضية والإقتصادية وغيرها – فكان عبر موسمين إمتدا من أبريل 2012م إلي أغسطس 2013م ، فشكل المشروع حراك وطني شامل تفاعلت معه كل القوة الوطنية الحية ، وعمق المشروع ثقافة العمل الطوعي ... وما نهضت أمةٌ إلا بفضل العمل التطوعي ... وما نالت أمة الإسلام شرف الخيرية علي الناس إلا لأنها ؛ أمرت بالمعروف ونهت عن المنكر وآمنت برب العالمين... فعلي دولتنا فتح الأبواب كلها للشباب- ودعم مشروعاتهم - حتي يلجوا المجالات كلها فنصنع الغد المأمول والمستقبل الباهر ...