رأيته بأم عيني يجلس محتاراً، الظروف الاقتصادية أجبرته تماماً على العزوف عن الزواج ، حاول أن يبتلع ريقه عندما أراد الاجابه عن سبب عزوفه عن الزواج ، أعرفه تماماً كان قد ارتبط بزميلته بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا ، وبدءوا في رسم الخطط للمستقبل الزاهر وبعد التخرج مباشرة شاءت الأقدار أن تنقلب الأمور رأساً على عقب. وجد وظيفة في إحدى المؤسسات الحكومية إلا أن المرتب غير المجدي لم يساعده على الإيجار وتجهيز الأثاث والملحقات ، ففكر مراراً وتكراراً في الهجرة إلا أن الظروف لم تسمح له بذلك وأخيراً فضل البقاء بين مطرقة الظروف الاقتصادية وسندان الزواج . القضية التي نحن بصددها ليست قضية الرجل بل لابد ومن الضرورة بمكان أن يكون للفتاة دور هام فى ذلك وذلك بتحريك الشباب فهناك بعض الإناث اللائي يقمن بأدوار غير مسئولة وغير واعية وخيالية ومعظمهن عاطفيات ، العاطفة تتحكم على العقل في أحيان كثيرة ، لماذا لاتكون الحياة تكاملية بين الشاب والشابة خاصة إذا كان الاثنان موظفان ويعملان في حقل واحد. فالمشاهد لأعداد الإناث يشعر بخوف ورهبة إلا أن الأسباب الكامنة وراء ذلك معروفة للجميع ولاتحتاج لكثير عناء ، الأوضاع الاقتصادية الراهنة والتغالى في المهور- والهجرة واللامسئولية . وإذا تحدثنا عن الأسرة بصفة خاصة الأمهات فأصبحن يضعن العراقيل أمام الزواج وذلك بكثرة الأعباء المالية وطلباتهن غير المرشدة لذلك لابد من التنازل من تلك العادات السلبية المتمثلة في غلاء المهور وعدم التمسك بالقشريات . ومثل تلك الفشخرة كفقاع صابون تزول بزوال الهواء ، فهناك البنات العاطفيات ولا أقول أن العاطفة غير مهمة فهي ضرورية وتلعب دوراً كبيراً في ترغيب الشباب في الزواج لكن عاطفتنا اليوم عاطفة ضاغطة تتخللها العادات والتقاليد وهذه بالطبع تحتاج لوقفة من بعض ذوى الرأي ، فمعظم الشباب عزفوا عن الزواج فالوظيفة نفسها أصبح الشاب لايجدها بسهولة وإذا وجدها وهى لاتكفى شيئاً وأصبح هناك فرق خرافي بين الدخل والمنصرف اليومي. فمشاكل الزواج عند معظم الشباب مرتبطة بالعوامل الاقتصادية والنفسية وعلى الرغم من أن الدولة ذهبت بعيداً في هذا بإقامة الزيجات الجماعية في كافة المؤسسات والهيئات العامة والخاصة وهذه سنة حميدة إلا أن ماينتظرها أن تلعب دوراً أكبر في تقليل الآثار السالبة في المجتمع ومن تلك الآثار التي ظهرت ( مناجاة المرأة للرجل) من خلال أغاني أشرطة الكاسيت وهذا دليل واضح عكس ماكان في السابق حيث كان الرجل يناجى المرأة فانعكست المسألة . إلى الملتقى ،،،