فقد العراق يوم الأحد 8 سبتمبر 2013 فنان الكاريكاتير العراقي حسيب الجاسم عن عمر يناهز ال 62 عاماً، بعد أن وافته المنية في مقر إقامته في السويد. ولد حسيب الجاسم سنة 1951 في مدينة الموصل في العراق، عمل كرسّام ومصور في كثير من دول العالم، قبل أن يهاجر إلى السويد عام 1988، بعد أن عمل في عدد من الصحف العربية، منها القدس العربي و عدة صحف لبنانية خلال فترة الحرب الاهلية، و بقي ينشر رسومه في جريدة «سندسفال» السويدية و «الجديدة» العراقية. منحته بلدية سندسفال السويدية جائزتها التقديرية السنوية، و هي الجائزة المخصصة للشخصيات التي تعمل من أجل إبراز التعددية الثقافية وتسهيل عملية اندماج اللاجئين في المجتمع السويدي، كما حصل على تكريم الرابطة العراقية النمساوية للتنمية، و عضوية الشرف من مؤسسة أيسن للتوعية بمخاطر الألغام لمساهمته ببعض الرسوم الكاريكاتيرية. كذلك نال تكريم و شهادة تقديرية من مجموعة ارابيسك لمتدت الاعلامية راديو ارابيسك صوت للعرب في المانيا كأفضل فنان عربي عالمي لما ساهم في انتاجه للإنسانية من اعمال. الصحفي فراس صلاح الاحمدي كتب عن الفنان قبل تسعة أشهر ما يلي: هذا الانسان لم يعرف الاستقرار إلا على اوراق الصحف التي تنشر رسوماته الكاريكاتورية وهو الذي لم يكن متعصبا لحزب او دين او عرق ... استضافته العاصمة النمساوية فيينا في مقر مركز المؤتمرات في معرض يضم مجموعة ضخمة من رسوم الجاسم التي نشرت في العديد من الصحف والمجلات العالمية والاوروبية تحت اسم رسوم كاريكاتورية من اجل عراق موحد تناولت مواضيع مختلفة بينها النزاعات الدولية و وضع الشعب العراقي تحت وطأة الاحتلال وقضايا عالمية اخرى متعددة، و هو يحرص في اعماله على اهمية نشر مفاهيم وقيم العدالة و المساواة والحرية والديمقراطية وغيرها من المبادئ والقيم النبيلة.نسأل الله له الرحمة والمغفرة . -- لقاء صحفي مع الأستاذة بخيتة أمين مجلس الشعب عقد جلسة طارئة لمناقشة خروج مجلة مريود عن الخط الإعلامي للنظام الحاكم أوقفت مجلة مريود بقرار عسكري بسبب دولة ليبيا عدت من القاهرة لأجلس أمام محكمة عسكرية بدار الإتحاد الاشتراكي خطاب فصلي من جريدة الصحافة جاءني عند منتصف ليلة فصلي من مجلة مريود حوار الكاريكاتيرست/ أحمد ود الرشيد في زمن غابت فيه مكتبة الطفل السوداني والتي تعتبر المؤشر الحقيقي في تنمية وتوسيع قدرات الطفل ومعارفه وتزيد من أهمية العناية بالقراءة والتي تعتبر أساساً لتحديد تقدم الشعوب وتحضرها يحاول ملف صحافة الكاريكاتير بتسليط الضوء على المشاكل والمعوقات التي تواجه ثقافة وصحافة الطفل السوداني، وإيجاد الحلول الممكنة لترقيتها والعمل على إثرائها، وذلك عن طريق إجراء المقابلات الصحفية مع المختصين في مجال ثقافة الطفل من كتاب ورسامين وتربويين، لمعرفة إفاداتهم ومقترحاتهم، إلى جانب التوثيق لمسيرة مجلات القصص المصورة السودانية. وضيفتنا في هذا اللقاء واحدة من أوسمة السودان الصحفية خاضت في بلاط صاحبة الجلالة مشواراً طويلا ثرياً من العطاء بلا حدود وكان لصحافة الطفل السوداني حظاً من هذا العطاء عندما تقلدت رئاسة تحرير مجلة مريود للأطفال التقيت بها وحاورتها وتحدثت د. بخيتة أمين عن أدب الأطفال معوقاته ومتطلباته وكشفت الكثير والمخفي عن أسباب توقف مجلة مريود رغم نجاحها الساحق في ذلك الوقت وأعلنت عن مفاجأتها للقارئ الصغير فإلى مضابط الحوار: ٭ من هي الدكتورة بخيتة أمين؟ - د. بخيتة أمين اسماعيل عميدة كلية أم د رمان لتكنولوجيا الصحافة والطباعة، درست في جامعة القاهرة، وسافرت إلى بريطانيا ونلت دبلوماً في الصحافة والبيئة الإعلامية، ومن ثم ماجستير في التنمية والأعلام وتجويد الدراسات الآسيوية الإفريقية، أعددت أطروحة الدكتوراة حول صورة افريقيا في الصحافة العربية ، وأسست مع آخرين كلية السودان الجامعية للبنات، مسئولة مجلة سيدتي بالخرطوم منذ إنشائها في الثمانينيات، أسست أول كلية جامعية متخصصة في الصحافة الالكترونية والطباعة، إضافة إلى إنني كنت رئيسة تحرير مجلة مريود. ٭ متى بدأ التفكير في إصدار مجلة مريود المتوقفة عن الصدور؟ - مجلة مريود عندما قررنا إصدارها كان قراراً صائباً لصاحبها موسى المبارك رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الصحافة ويومها كان مريضاً وجاء إلى لندن مستشفياً، وفي ذات الزمان جاء الرئيس الأسبق جعفر محمد نميري مستشفياً وتلاقينا في هارلي استريت وهو شارع الأطباء وعند لندن كلينك كنا نلتقي ونتحاور حتى تقرر أن أعود إلى السودان عقب فراغي من رسالة الماجستير في فنون الصحافة والتنمية في جامعة (ريدنق) وعدت لأعد مجلتين معاً واحدة للمرأة والثانية للأطفال ولم يكتب لمجلة المرأة النجاح لأن معينات النجاح لم تطل بعد، فبدأنا المشوار بمجلة مريود وقررنا أن تصدر مجلة للمرأة يشترك فيها اختصاصيون وخبيرات عقب تجربة نجاح مريود. ٭ هناك صعوبة بالغة في اختيار المواد المقدمة للأطفال وجذب انتباههم إلى أي مدى نجحت مجلة مريود في ذلك؟ - عندما صدرت مريود كتب الرئيس نميري مقدمتها وتم توزيع المجلة رغم قصر عمرها فاكتسبت وجوداً داخل البيت خاصة عند دول الخليج والبيوت السودانية التي رحبت بمجلة مريود وكان بودنا أو في دراستنا أن نحكي قصص الحبوبات بلسان الحبوبات والعمات والخالات ونسجلها في كاسيت أو أسطوانات لتبث داخل البيوت السودانية في عالم المهجر، وبدأنا سلسلة من الحوارات حول الوطن القيم والأخلاق، العلاقات الممتدة مع أهل الأم وأهل الأب وكيفية توقير الكبير للصغير وإطاعة الصغير للكبير. ٭ الم تفكري وانتي رئيسة تحرير لمجلة مريود في استجلاب كتاب سيناريو محترفين ورسامين كبار من الدول العربية اسوة بمجلة ماجد الامارتية؟ - عندما فكرنا في إصدار مريود وجلسنا في إحصاء لمن يكتب للصغار تبين أن مجمل مجلات الأطفال بالوطن العربي يسهم في تحريرها سودانيون أمثال الأساتذة عوض حاج حامد.. حسين حسون.. شرحبيل احمد.. كاروري .. محمد مصطفى الجيلي.. ود الشيخ.. آمنة النوحي.. فاطمة موسى.. وطاقم مجلة الصبيان تحريراً وطباعة واخراجاً واكتفينا بالخبرات السودانية المدهشة التي زينت صفحات مريود لكنا كنا نعتمد على sindication التي ترد من المجلات الأمريكية والانجليز ية وترجمتها فقط ، كان الورق الملون هو العائق الحقيقي في أن تخرج مجلة مريود شبيهة بمجلات ماجد ميكي .. سمير.. تان تان. ٭ عند إصدار مجلة مريود ألم تتخوفوا من منافسة المجلات الأخرى المستوردة ماجد سوبرمان - صندوق الدنيا - بساط الريح، خاصة وما تملكه تلك المجلات من أساليب إخراج صحفي مميز وأغلفة جذابة وإمكانيات كبيرة؟ - مجلات الأطفال في كل أنحاء العالم تجد الدعم والمساندة من حكوماتها فالورق المصقول والصورة والكمبيوتر جميعها كانت في عالم الغيب في السودان وحتى الورق المخصص لأغلفة المجلات artpaper كانت أسعاره خرافية وهنا إنعدمت المقارنة مع إصدارات الأطفال المستوردة لكني أذكر أن مضمون مواد مجلة مريود كانت تحتل موقعاً داخل الأسرة السودانية لأنها محشوة بالمنطق واللغة السليمة. ٭ د. بخيتة أمين لقد شكلت مجلة مريود إضافة حقيقية لمكتبة الطفل السوداني ووجدت رعاية وإهتمام من الرئيس الراحل المشير جعفر محمد نميري ومن الاتحاد لاشتراكي السوداني ولاقت المجلة نجاحاً كبيراً رغم عمرها القصير في المكتبات آنذاك للتاريخ ماهي قصة توقف مجلة مريود عن الصدور؟ - رأست تحرير مجلة مريود مطلع الثمانينيات حتى أوقفها مجلس الشعب بقرار عسكري وبمحاكمة عسكرية أصدرت حكماً بإيقاف المجلة وبإيقاف عمودي (جرة قلم ) بصحيفة الصحافة وسبب ذلك مقال جغرافي كتبه الخبير في أدب الأطفال وهو الأستاذ عبدالعزيز عبدالرحمن وكان حول دولة ليبيا كدولة مجاورة وهي سلسلة من الزيارات الجغرافية للوطن العربي كان مريود يزورها كل عدد ومجمل ما جاء في الرحلة تلك أن ليبيا دولة عربية مسلمة مجاورة فيها شوارع مسفلتة وآبار بترول ومدارس وجامعات يعمل بها سودانيون، وكانت العلاقة السياسية يوم ذاك متدهورة بين السلطة الحاكمة في السودان وليبيا مما دعى مجلس الشعب لعقد جلسة طارئة لمناقشة خروج مجلة مريود عن الخط الإعلامي للنظام وهو معاداة دولة ليبيا!!، يومها كنت في القاهرة لإجراء اتفاق بين مجلة مريود ومجلتي سمير وميكي ليتم تبادل التوزيع بين البلدين، عدت من القاهرة لأجلس أمام محكمة عسكرية بدار الاتحاد الاشتراكي لأذكر أن مريود مجله للاطفال ولا علاقة لها بالأمر السياسي إلا أن خطاب فصلي من دار الصحافة جاءني عند منتصف ليلة الفصل لأجد داري تعج بالقراء الذين رفعوا حواجب الدهشة من قرار لجنة بابكر عبدالرحيم رئيس لجنة المحاكمة وتوقفت مجلة مريود وتوقف عمودي (جرة قلم) وتوقفت عن الكتابة حتى جاءت انتفاضة ابريل لتعيد كل مفصولي الخدمة إلى الخدمة وعدت لدار الصحافة ثانية وعادت (جرة قلم) من جديد. ٭ د. بخيتة أمين ماهي أبرز الأسس والمبادئ العامة والضوابط التربوية اللازم مراعاتها عند إعداد وتقديم مجلات للاطفال؟ - مجلات الاطفال تحتاج لكوادر متدربة في أدب الأطفال لأن سيكولوجية الطفل تحتاج للتجربة الناضجة واللغة السليمة والإبداع الممعن في الخيال الهادئ بعيداً عن الإرشاد والتوجيه ولابد لكاتب الأطفال أن يكون واسع الأفق مطلع كثير القراءة متابعاً لما تصدره دور النشر من قصص وروايات وشعر وفن وكاريكاتير وفكاهات ومغامرات. ٭ هل توفرت لصحافة الطفل السوداني آنذاك الصبيان ومريود حركة نقدية لمتابعة تلك المجلات وتوجيهها؟ - الصبيان ومريود وجهان لعملة واحدة كان النقد الذاتي ديدنهما ، جاء من رحم التجربة وصدق الرؤية واتساع الأفق وإنسجام الفكر المعتدل المهموم بقضايا الطفل السوداني. ٭ استطاع الانترنت ومسلسلات الاطفال التلفزيونية الوافدة أن يغزوا عقول اطفالنا فتسببوا في قلق أولياء الأمور ورجال التربية والتعليم فماهو الدور الذي يمكن أن تلعبه مجلات الاطفال السودانية في التصدي لهذا الغزو؟ - ليست هناك مجلات اطفال راتبة تلفت نظر صغارنا وليست هناك إصدارات جاذبة إذن التجوال نحو القنوات الفضائية او شراء ماهو مستورد او الإستمتاع مع google هو الذي يسيطر الآن تماماً على عقول صغارنا. ٭ في وقت غابت فيه مكتبة الطفل السوداني او لم تعد متوفرة بالشكل الكافي، وبعد أن خلت الساحة من نجوم صحافة الطفل من كتاب ورسامين كيف نزين مستقبل مكتبة الطفل السوداني وسط كل ذلك؟ - مكتبة الطفل السوداني جف ضرع الإسهام فيها برحيل الأساتذة عوض حاج حامد وحسين حسون وابوالقاسم بدري وضو البيت وآخرين من أعضاء حملة القلم للطفل السوداني لكني أرى بوادر جهد يقوم به جيل جديد لكنه لم ير النور في شكل مجلات ليتهم يلتفوا جمعا يصدروا مجلة واحدة لطفل السودان المسكين الذي يرتهن ثقافته على الوارد من الخارج. ٭ ماهي الجهة التي يجب أن تنهض بأدب وثقافة صحافة الطفل السوداني؟ - هذه مهمة الدول متمثلة في وزارة التربية والتعليم التي شطبت من ميزانيتها ما يطلق عليه دار النشر التربوي واللوم على وزارة الثقافة التي لا تعتني بالطفولة لكني أقف عند جهد تبذله مؤسسة أروقة والتي تسعى لتأسيس ما يطلق عليه رواق الطفولة لكتبهم ومسرحياتهم وهي نفسها تسعى للدعم لتحقيق أمنيات طال شوقنا إليها. ٭ د. بخيتة أمين في الختام ماهي مشاريعك تجاه الطفل السوداني؟ - شغلت نفسي بتأسيس كلية أم درمان الجامعية لتكنولوجيا الصحافة والطباعة لأن الساحة الصحفية تخلو من مثل هذا التخصص الدقيق في مجالي الصحافة والطباعة، لكن دراسة الجدوى التي أمامنا تتصدرها عودة مجلة مريود كمجلة يتدرب الطلاب فيها وبها ولكن ذلك لن يتحقق إلا العام القادم عندما يتوافر الورق الملون بأحجامه التي تسهم في إصدارة راقية ومرغوب فيها خاصة الكوادرالشبابية تفيض بها الساحة الآن من كتاب إلى رسامين إلى تشكيليين إلى مخرجين، وفي دفاترنا التكنولوجية قائمة بأسماء المؤهلين من داخل الوطن او مهاجرين فقط هم في انتظار الإشارة مني.. ، وكل معينات العمل الصحفي المتطور موجودة ولن يطول الانتظار إذا مد الله في العمر.