وصلت نتائج استفتاء أبيي إلى مرحلة فتحت المجال لتوقع كل الاحتمالات، ففي وقت ينظر فيه قيادات وأعيان المسيرية إلى نتائج الاستفتاء بأنها مخالفة للشرع ولا تستند إلى مواثيق دولية وغير معترف بها، يخشى المراقبون أن تتعامل حكومة دولة الجنوب مع نتائج الاستفتاء بسياسة الأمر الواقع، حيث توقع الأستاذ شول موين أمين أمانة التعبئة السياسية لدائرة أبيي بالمؤتمر الوطني أن يدين اجتماع مجلس وزراء دولة جنوب السودان القادة من دينكا نقوك الذين أصروا على قيام استفتاء منطقة أبيي الأحادي الجانب بالإضافة إلى إدانتهم على ما تعرض له وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي زار المنطقة مؤخراً خلال اجتماعاته في منطقة أبيي . وأكد شول موين أن هؤلاء القادة لمجتمع دينكا نقوك لا يهمهم مستقبل المنطقة ولا تأريخها المشهود له بالتسامح والاحترام، مشيداً بالروح الطيبة التي رحب بها مجتمع المسيرية بوفد مجلس السلم والأمن الأفريقي خلال زيارته إلى منطقة أبيى، داعيا مجتمع دينكا نقوك بالسودان إلى العمل على توحيد صفوفهم من أجل السلام والاستقرار في المنطقة، مبيناً أن الحكومة السودانية تعمل جاهدة على أن ينالوا كل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية. مناشدافي الوقت نفسه مواطني دينكا نقوك في دولة جنوب السودان بالوقوف مع حكومة الجنوب من أجل المساهمة في الاستقرار والتنمية والسلام في المنطقة ، مطالبا وفد مجلس السلم والأمن الأفريقي بالوقوف لحل القضية بالطرق السلمية، مؤكداً أن مجتمع دينكا نقوك مع السلم والاستقرار والتعايش السلمي في المنطقة. الأنصاري رئيس تحرير جبهة أبيي قال إنهم وضعوا كافة الاحتمالات لمواجهة أية محاولات أو ضغوط تمارس على حكومة دولة الجنوب ليصبح الأمر واقعا ، غير أنه استدرك بالقول لكل حدث حديث ونحن رأينا في الاستفتاء واضح ولن نقبل بأية استفزازات من قبل بعض دينكا نقوك الذين قال الأنصاري إنهم يخططون إلى جرنا إلى الحرب مجددا، بينما يرى الخير الفهيم أن الزيارة التأريخية التي قام بها وفد مجلس الأمن والسلم الأفريقي إلى المنطقة قد دحضت كل الافتراءات ، مطالبا بضرورة أن يستعجل الاتحاد الأفريقي تحديد سقف زمني لانطلاق اجتماعات اللجنة الإشرافية للمنطقة. ==== سياسة الحكومة ضد مرض الإيدز خطوات جديدة لوقف زيادة اللإصابات تقرير:نجلاء بادي بالرغم من التحذيرات وحملات التوعية والتثقيف التي أطلقتها الحكومة لتبصير المواطنين وتنويرهم بخطورة مرض نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» خلال السنوات الماضية إلا أن معدلات الإصابة بالمرض ظلت في ازدياد مستمر إلى أن وصلت مؤخرا إلى 14597 حالة إصابة منها 6158 إصابة جديدة بالمرض في الوقت الذي تتوقع فيه وزارة الصحة الاتحادية ارتفاع عدد الوفيات خلال العام الحالي 3102 إلى 7145 حالة وفاة بسبب زيادة الإصابات من المصابين ووجود أعداد نعتقد أنها ليست بالقليلة من المصابين الذين يجهلون إصابتهم بالمرض لعدم خضوعهم للفحص الطوعي الأمر الذي يعده الخبراء يشكل خطورة لاكتشاف كثير من الحالات في وقت متأخر. وقبل العام 1002 -2002 لم يكن هناك من يجرؤ على التحدث عن المرض أو كشف أية معلومات عنه بسبب سياسة الإنكار والخجل والاكتفاء بالعمل في صمت وهدوء تام إلى أن أدركت السلطات أن هذه السياسة ربما ساهمت في زيادة حالات الإصابة بالإيدز وهنا أذكر ذلك الاجتماع الكبير الذي دعت له الحكومة بقاعة الشهيد الزبير وترأسه وزير الصحة آنذاك د. أحمد بلال عثمان وضم عددا من الوزارء والمسؤولين ورؤساء تحرير الصحف والذي أعلنت الحكومة من خلاله اعترافها الصريح بظهور مرض الإيدز في السودان ووجود حالات في عدد من الولايات، وكشف خلاله وزير الصحة قرار الحكومة بالتخلي عن سياسة الإنكار والخجل ونبذ لبوصمة التي تلاحق المصابين بالمرض. والآن وبعد هذه السنوات تدق الحكومة ناقوس الخطر مرة أخرى في محاولة لمحاصرة الإيذر ووقف انتشاره باعتباره يهدد بناء الأمة وتنميتها وتطورها باستهدافه فئة الشباب التي ينتظرها المستقبل وأطلقت وزارةالصحة الأسبوع الماضي بالتعاون مع القطاعات ومنظمات الأممالمتحدة حملة كبرى لفحص فيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» من خلال مراكز الفحص الطوعي المنتشرة في كافة الولايات. يقول بحر إدريس أبو قردة وزير الصحة الاتحادي: إن هناك صعوبة في ضبط حركة الأجانب لمنع دخول إصابات جديدة من الخارج وذلك لحدود السودان المفتوحة على عدد من الدول فضلا عن نقص التمويل لمكافحة المرض بالرغم من إدراجه ضمن البرامج المدعومة عالميا. ويشير في حديثه إلى وجود 4و53 مليون مصاب بالإيدز في العالم منهم 52 مليونا في قارة إفريقيا وأدى المرض إلى وفاة 6و1 مليون مصاب منهم خلال العام 2102 فيما بلغت نسبة الإصابة في السودان 4% في حين يرى ضرورة الاستجابة إلى حملات الفحص لأهمية تلقي العلاج للمصابين والتقليل من انتقال العدوي للآخرين ويؤكد في الوقت ذاته التزام وزارته تعزيز خدمات الفحص والعلاج والرصد الدقيق وإشراك الشركاء في كل الخطوات لمحاصرة المرض إلى جانب العمل على زيادة الخدمات أما صديق محمد توم وزير الشباب والرياضة فهو يتحدث عن المرض الذي وصفه بالطاعون بكثير من القلق إلى جانب الحماس الزائد لأهمية المكافحة مبديا أسفه لتركز معظم حالات الإصابة بين فئة الشباب وللرجل حق في أن يحمل على رأسه جبلا من الهموم فالشباب هم الفئة التي أنشئت من أجلها وزارة للاهتمام بالأنشطة التي تعينهم في حقل قدراتهم وتنميتها. ويرى أن خطورة المرض تكمن في إصابته الجوانب المتعلقة بالعطاء والمقدرة على الإنتاج المادي والفكري ويلفت إلى أن البحث عن المجتمع السليم والمعافى لا يتأتى إلا بالشباب السليم المعافي كما يشدد الوزير على أهمية التوعية والتثقيف بالمرض وتغيير نظرة المجتمع السالبة للمتعايشيين مع الإيدز إضافة إلى انتهاج مبدأ الصراحة والشفافية وعدم التكتم على أية معلومات تتعلق بالمرض حتى لا تساهم في ارتفاع عدد حالات الإصابة فما انتقد انتهاج بعض الشباب والمثقفين للسلوكيات الخاطئة التي تقود إلى الإصابة بالمرض بينها المخدرات التي تشكل واحدة من الطرق المؤدية إلى الإصابة بالإيدز. ويقرّ محمد عثمان حامد مدير البرنامج القومي لمكافحة الإيدز بوجود بعض العقبات التي تواجه مكافحة المرض وأهمها عدم المتابعة والاستمرار في العلاج من قبل أعداد كبيرة م المتعايشيين مع المرض فضلا عن عدم الإقبال على الفحص الطوعي الذي يساعد على اكتشاف الحالات فيما لا يتجاوز عدد المرضى المتابعين للعلاج 3 آلاف حالة فقط من جملة العدد الكلي وفي الماضي كانت الوصمة أو النظرة السالبة من المجتمع تجاه المصابين تجعل الغالبية منهم يلجأ إلى الانزواء بعيدا عن المجتمع لا ننسى تلك الصعوبات التي واجهتها أول حالة إصابة بالإيدز ظهرت في السودان وعرفها الجميع حيث كان الناس يفرون من مصاب الإيدز فرار الصحيح من المجزوم لعدم معرفة الأسباب والممارسات التي تؤدي إلى انتقال الإصابة من شخص إلى آخر ولا بد لنا من الاعتراف بنجاح الجهود التي قادتها الحكومة مع الشركاء والتي بدت واضحة في وجود جمعية للمتعايشين مع المرض وهي الجمعية السودانية لرعاية المتعايشين مع المرض وقد تمكنت من العمل في أصعب الظروف لرعاية قواعدها من المتعايشيين وإعانتهم على التكيف مع المجتمع. ويقول معاوية إبراهيم رئيس الجمعية إن هناك 6662 متعايشا مع مرض الإيدز تحت لواء الجمعية من خلال 51 فرعا للجمعية بالولايات المختلفة ويقول إن الجمعية تعمل على بناء قدرات المتعايشين مع المرض كما يرى معاوية ضرورة الإقبال على الفحص الطوعي لمكافحة المرض ولأهمية تلقي العلاج.