الحديث عن إذاعة أم درمان ودورها التاريخي في صناعة الحياة السودانية اجتماعياً وثقافياً وسياسياً حديث يحتاج أن نستنطق النيل والجروف وأقمار الضواحي والسواقي... حديث يستشهد بالنخيل والأبنوس و التبلدي ويضاحك قطن الجزيرة وقناديل الحصاد... لا نستطيع أن نقول إن الإذاعة شكلت الوجدان السوداني ثم نصمت انها صنعت مجداً وخلدت فكراً ووهبت تاريخاً. نعم تطور العالم ووسائل الاتصال وظهرت الفضائيات والانترنت وأجهزة التسجيل الحديثة، ولكن ظلت الإذاعة تشغل حيزاً مقدراً، وظل المستمع السوداني وفياً للراديو بسبب إذاعة ام درمان حتى تطورت مع تطور التكنلوجيا وأصبحت إذاعة رقمية حتى ظهور إذاعات (اف ام) فولدت من رحمها إذاعة البيت السوداني وإذاعة السلام فورثت تاريخ إبداعها للاولى وصنعت الدهشة بالثانية. إذاعة السلام إذاعة موجهة استهدفت قطاعات الشعب السوداني المتواجدة في مناطق الحروبات والنزاعات لتكرس للثقافة السلام والحوار، ولكنها تعدت ذلك حتى أصبحت إذاعة لكل الناس بمختلف أماكنهم وثقافاتهم .... تخاطب المتعلم وتبصر الجاهل وتستنطق الساكت، عند الإستماع إليها تتخيل انك تجوب ربوع السودان قرية قرية وتدخل الفرقان وكل البيوت تسمع اللهجات والأغنيات وتشارك الناس أفراحهم ومجالس إنسهم وإبداعاتهم المحلية. يسافر بك عبد الباري عجيل وتسوقك معها المبدعة مشاعر محمد احمد ويدهشك مهدي عبد المؤمن ويفرحك ايهاب ويعزف لك الإيقاع عبر التقديم والكلمة الحلوة.. فنانون آخرون أمثال نوال ابوشوك ونوال محمد احمد وادوت وفوزية دانيال ونعمات وسوزان باب الله ونعمات استيفن.... يجلسك هولاء في برنامج (الضرا العريض) ويتيحون لك فرصة أن تكون ضيفاً في كل ربوع الوطن عبر الأثير وبالتأكيد يقف خلف هذا العمل مخرجين بقامة النجاح امثال امير عبدالله وعلي ادم وماجد حسن وحاتم مصطفى بالاضافة لسوزان احمد موسى والتي غيبتها الظروف الاسرية مؤخراً وتتميز إذاعة السلام ببرامجها الحيوية والتي تجعل المستمع مشاركاً فيها بصفة أساسية مثل لالوب بلدنا والحوش الكبير ومجلس الحكماء والمدهش هو أن هذه الإذاعة أشركت مستمعيها في كل شيء حتى الأخبار ونقل الاحتفالات والفعاليات في أقاصي القرى بل حتى لقاءات وحوارات المبدعين والفنانين والادارات الأهلية فكانت منبراً لمن لا منبر له حقيقة وليس شعاراً... فالمتابع لهذه الإذاعة يعرف بعض هولاء من أصواتهم أمثال النور حميدة من الدبيبات وقسمة عبد السلام من جنوب كردفان ومدني بلال من النيل الابيض وعادل ابو الريش من سنار وطه اقيري من النيل الازرق وعلي ادروب من القضارف وغيرهم كثر لا يسع المجال لذكرهم. هذا العمل الضخم والإبداع والنجاح الكبير ليس وليد الصدفة فهو بعد توفيق الله وفضله كان وراءه شخصية متميزة ومبتكرة وفنان بقامة المليون ميل مربع أقول مليون ميل مربع لانه مازال السودان واحد عند اهل الثقافة والفن والإبداع وربان هذه السفينة أحدهم ولكنه مميزاً انه الأستاذ ابراهيم البزعي والمعروف لا يعرف . -- سمح الغناء في خشم سيدو محمد الطويل مقولة سمح الغناء في خشم سيدو أو هذا المثل نجد فيه صدق المعنى لو تأملناه فيما غيره من الأمثال السودانية التي اعتدنا تداولها والضرب بها أينما حدث ما يشابه الحدث وعادة ما ترمز إلى المعنى في حينه مثال «الايد الواحدة ما بتصفق» وللتأمل في هذا المثل أيضاً نجده بسيط وذو معنى واضح وبين وأنه لا يدل على التصفيق ساعة غناء او كما في المدرسة لمن يفتعل شيء يجازي بصفقة تشجيعية أو تكريم .. المهم أياً كان ولو حتى في الملاعب الرياضية لزيادة الحماس والمهم المعني لضرب هذا المثل هو دلالة على التكاتف والتعاضد والإتحاد ولحمل ماهو ثقيل.. لكن الغناء يرمز به ما إذا أتى أحد كي يسرد أو يحكي لحكاية ويعلم الجميع بأن هنالك صاحب أو راوي أصلى لهذه الواقعة أو من شاهدها بأم عينه أو يرمز به لمن قال مقولة وتكيّف معها الآخرين تجدهم يطالبون بها ولا يملون تكرارها منه بل العيب في إذا ما قدم أحد «مغني» أغنية لفنان قامة كمثال وبعد أن أكمل ذلك قد يتقبلها البعض منه بأنه قد قادهم إلى الوراء قليلاً بالذكرى إلى ماضي الأغنية ولكنه لم يوف بأدائها ومنهم من يتعايش مع الكلمات التي كلما سمعها وتذكر مواقف تخصه وآخر هو لُب الموضوع من لا يخجل دون حياء أو بمعنى لا ينتظر أن تبتل الفولة بفمه ويأتيك بها «والله طلعّت زيتها» وبجانبه الآخر الذي يمضي وتصدر تحت توقيعه «خليت سيدها يتململ في قبرو» ووالله لو شفت ليك شغلة غير الغناء أخير ليك قد نجد أن المغني في هذه اللحظة لا يعلم ما يُقال عنه ولكن ليته تذكر ما إذا مر بهذا الموقف غيره قبل أن يصبح مغنياً فإنه قد كان متلقياً من قبل وكان حكماً أيضاً. وكان يعجب بالآخرين من الأساتذة الفنانين أو من سبقه وليته تعلم وأتعظ من ذلك وألا يكون كمن يقال لهم لا حياة لمن تنادي.. ليتنا اخوتي تمعنا في تناول هذا المثل الذي قد يكون له تأثيره الفعال وأن تكون لكل منا شجاعة أن يجعل هذا القول ملك له وأن تكون له كلمة تحفظ حقه ومكانه عند جمهوره، كما كان في الماضي عندما يتغنى سرور فالكل يصير من معجيبه لأداءه الراقي وصدق الأحاسيس، وعندما يتغنى ايضاً كرومة تجده قد أصبح الكل من معجيبه ايضاً لاعجابهم الشديد بأغانيه ولم نقصد بأنهم قد تقاسموا هذا الجمهور ومثلهم كثر لا بل أبرز كل منهم امكانية جذبه للمتلقي والمستمع وكانت الحياة أجمل مما نحن عليه الآن .. لذا علينا أن نعاود من مثل هذه الأزمنة وأن نكون سنداً لغيرنا ولا داعي للإحراج.. -- السكات ممنوع زاهية العباس سكت والسكات ممنوع.. وكت دق القلب بخشوع.. وزلزل نبضو بين الضلوع.. أقول ليهو تعال ٭٭٭ يقولي أبيت مابي رجوع وأنا من شفت الحلم مفجوع ٭٭٭ دقيت تاني يامجنون رجعت تريد رجعت حنون سكت والسكات ممنوع ٭٭٭ وكل الكلام مفتون جمل من ريد بس ياريت أقدر قول وأفارق للوجع وأرجع وأنسى الخوف وكيف أنساهو وهو الموشوم جوة الجوف بخاف يا قلبي من تاني يعاودك جرحك الأول وأنت الواقف الصامد تموت من خوفك الأكبر سكت والسكوت ممنوع ودقاتك المجنونة تنهرني تهز جواي ٭٭٭ تهزمني وتشتاق أكتر من زمان وأول تحن بكل وساع قلبي تريد بكل شرايينك وتنبض بالولف والشوق وأعود مهزومة منصورة وأعود محزونة فرحانة وأسكت والسكات ممنوع وقلباً في دروب الريد ماشي على طول بحور الشوق مابي رجوع وبنده ليك بسأل فيك ٭٭٭ وخايف من جواب الشوق وأسكت والسكات ممنوع وأنسى معاك أحزاني لا ألم الفراق ضايقاهو ولا زمن الوجع مرجوع ولا زمن الوجع مرجوع