تُفاجأ في مرات عدة بعد صدور العدد أنك نكأت جراحات آخرين كثر بما كتبت، أكثر مما كنت تتوقع، وتوقن بعد أن تأتي إليك ردود الأفعال أنك أصبت آخرين في مقتل حزنهم، وعبرت بشكل أو بآخر عما يعتمر في صدورهم، وكنت بالنيابة عنهم تقول ما أرادوا، وتنقل ما أحاسيسهم المتألمة من هول مصابهم، خاصةً عندما يتعلق المشكل بقضية وطنية أحسها المغتربون وعانى منها المتغربين في البلاد البعيدة.. وهذا بالظبط ما خبرته عقب مقالي الإثنين الفائت، وقرأته على الرسائل التي وحملها بريدي الإلكتروني وهاتفي الجوال، والعديد منهم يناقش ويقول ويعبر ويشكو مر الشكية من قضية ما أسميته أنا (بالغناء اللئيم)، وتعامل الأجهزة الرسمية والإعلامية السودانية مع هذه النوعية من الغناء، وتقديمها في مناسبات خارجية وداخلية على أنها أغنيات سودانية تستحق أن تكون مثالا يقدم عن الموسيقى السودانية والغناء السوداني. قرنفلة ثانية: نحن لا ننفي أن هذه النوعية من الغناء هي مجموعات أغنيات تسربت إلى السطح الغنائي السوداني بواسطة مغنين شباب، لكنّا نستنكرأن تقدم مثل هذه الأغنيات في المهرجانات الغنائية السودانية، وعلى الشاشات الرسمية والخاصة ، لأنها كما قلنا سابقاً ستعطي العالم إنطباعاً.. أننا هكذا نغني وهذا ما ليس صحيح، وكنت قد عرّفت الأغنيات اللئيمة في مقالي السابق ب(أنها الأغنيات ذات النص الشعري الخاوي والركيك والألحان الجيدة)، ومجموعة من الأخوة المقيمين في المملكة العربية السعودية راسلوني معبرين عن سخطهم وتأييدهم لما قلت وهم كما وردتني أسمائهم في الرسالة (صديقي أسامة عبد اللطيف- مسعود كبشور- محمد جعفر - هاني فتحي - معاوية محجوب) وهؤلاء يقيمون كما قالوا بمنطقة «الباحة» التي تقع في جنوب المملكة العربية السعودية، الرسالة التي وصلتني عبر صديقي الباشمهندس ابوبكر تمار وأسعدتني جداً وهي في رأي قراءة في وجه السودانيين في المنافي. وأبناء وطني الذين راسلوني طالبوا بمحاسبة كل الذين سمحوا للمغني ( طلال الساتة) بالصعود على مسرح مهرجان البحر الأحمر والتغني بهذه الشاكلة المسيئة للثقافة السودانية، بل طالبوا حتى بضرورة تفعيل آلية مصدرها إتحاد المهن الموسيقية ووزارة الثقافة في الولاية المعنية لإختيار المغنين وضرورة وضع لائحة ملزمة تلزمهم بإختيار ما يليق من أغنيات وماهو مطلوب في مثل هذه الحالة. وقبل أن نضيف نقول.. شكراً لكم للمتابعة.. وشكراً أكثر على المراسلة والتفاعل وحمل هموم الوطن حتى وأنتم بعيدون جغرافياً.. ومقولة أخرى عفواً لأننا نصر حتى بعد ابتعادكم على فتح جراحات الأسى في دواخلكم التي فطرتها الغربة. والمغنين الذين تستجلبهم إدارات المهرجانات «من طرف» وتدفع لهم مبالغ زهيدة لاحياء حفلات كبيرة تكون أكبر منهم ومن تجربتهم تجعل من هذه المناسبات بقالات تسويق لهذه البضائع التالفة المؤذية، ولابد من تقنين وتفعيل آلية عمل حتى لا ندمر ما تبقى من سمعة البلد وحتى لا نزيد الجراحات على خارطة هذه الوطن، فنصيب شجنه ووطن إنسانه في مقتل.. ولهولاء المغنواتية أمثال هذا الطلال.. أعفونا مما تقولون عفا الله عنكم .. وشكيناكم على الله. قرنفلة للخروج: ماشي في الشارع.. وفجأة: تقابلك وردة تفتح باب الفوح الفطري وإنت مكهرب .. ولسة وريدك شاهق دمو ولسع دمك كان مستغرب وأغرب منظر .. إنو الوردة كمان تستغرب لمن عينك تفضح شوقه وتأبى تسلم .. ومنك تهرب..