نحن في السودان بحاجة ماسة إلى الخروج من النفق المظلم الذي عشنا فيه قدراً من الزمن ووجدنا فيه ما وجدنا من معاناة، فقد حان الوقت لأن نقف على أرجلنا لا لشيء سوى لنكون نحن ونقول للعالم أجمع ها نحن اليوم قررنا الوقوف أمام الصعاب ومواجهة كل المشاكل الداخلية ولا يتأتى ذلك إلا بعد تحقيق عدد من الأشياء جميعها ممكنة فقط علينا الإصرار ثم الإصرار لنكون بلداً آمناً ومستقراً اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. لعل المدخل لتحقيق كل تلك الأهداف جاءنا عبر التقرير الذي بذل فيه جهد ووقت ومال حتى يخرج بالصورة التي وجدناها عليه وهذا التقرير هو تقرير التنمية البشرية الأول في السودان الذي أنجز شراكة بين كل من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ووزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وجامعة الجزيرة. حيث شهد فندق كورنثيا وبحضور مساعد رئيس الجمهورية د. جلال يوسف الدقير تدشين التقرير الذي كان في شكل احتفالية حضرها عدد من رجالات الدولة وإعلاميين واقتصاديين ومن ذلك المكان أبان الدقير أن عملية السلام والاستقرار الأمني هي المتكأ الأساسي للتنمية البشرية وأن الاحتراب وزعزعة الأمن أحالوا الطاقات البشرية إلى التخريب حتى جاءت اتفاقية السلام 5002م وبعدها تتالت الاتفاقات وهي الشرق، أبوجا وغيرها، وأكد الدقير أن المرحلة القادمة ستركز على إحلال الأمن والسلام في مناطق جنوب كردفان والنيل الأزرق وقال إن التحدي الأساسي الذي سيواجههم هو كيفية إنزال ذلك التقرير إلى أرض الواقع. الأستاذة مشاعر الأمين الدولب وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي قالت إن تقرير التنمية البشرية جاء بالقرار رقم (55) من مجلس الوزراء عام 5002م وأوكل تنفيذه إلى وزارة الرعاية، بعدها قامت الوزارة بتنسيق عمل الفرق بالتعاون والشراكة بينها وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي وجامعة الجزيرة وفقاً لآلية وطنية، وقالت إن السياسات التي ستنشرها هي التي ستتيح فرص النمو الاقتصادي وأشارت إلى أنه ليس من الضروري أن تصل مخرجات التقرير إلى الشرائح الضعيفة بصورة مباشرة لأنه يمكن أن يصل إلى تعديل الإنسان. وأكد الأستاذ محمد وراق عمر مدير جامعة الجزيرة استمرار الشراكة فيما يخص التنمية البشرية وقال إن هذا التقرير لا شك أنه يشارك في عملية السلام وزيادة مؤشرات التنمية، وقال إنهم قاموا بتعديل التقرير الذي اكتمل في 1102م لأن المعلومات كانت شاملة السودان كله ولكن بعد الانفصال تم التعديل، وأثنى سيادته على تدشين التقرير الذي قال إنه يعدّ قاعدة مهمة لأنه يدور حول أسس التنمية الشاملة في الوطن وهو مرتكز السلام في البلاد. فيما أكدت الأستاذة خديجة أبو القاسم وكيل وزارة الرعاية أن التقرير أطلق عليه جغرافية السلام وذلك بوضع التنمية مرتكزا للسلام في السودان وتحدثت عن التقرير بصورة عامة وقالت إنه من التقارير المهمة التي تصدر سنوياً عبر برنامج الأممالمتحدة وكان أول تقرير عام 0991م. وقالت إن التقرير تناول علاج التنمية البشرية وهي أكثر إلحاحاً وضرورة في ظل الظروف التي تشهدها البلاد من صراعات مسلحة. وقالت إن وضع التنمية البشرية مرتكزا للسلام جاء ليبرز أثر الصراعات على الإنسان والتنمية وفقاً ما خرج به التقرير لتحقيق التنمية المستدامة والأمن للإنسان، وتوجد في التقرير مقارنة بين الدول التي تعيش أزمة صراعات والدول الآمنة مما أوضح أن يكون هناك توسيع للأمن والحريات الإنسانية وفقاً للمعتقدات والمبادئ التي أكدتها النظم، بموجب تحقيق ذلك يمكن توفير البنية الأساسية من خدمات صحية أفضل. وعبرت عن سعادتها بإخراج التقرير الأول الذي جاء في وقت مفصلي خاص لظروف السودان، وقالت التزام الدولة متوفر وبصورة غير مسبوقة في بناء وتحقيق سلام دائم أكدت سعيهم الحثيث للاستفادة من التنوع الخاص بالشعب وما حولنا من دول الجوار سعياً لإنهاء الخلاف وتعزيز أواصر الجوار لترسيخ السلام والأمن. ومن أهم ما خرج به التقرير ضرورة وضع إستراتيجية شاملة متكاملة للتنمية البشرية فضلاً على تقديمه نستوعب من خلاله تأثير الصراعات على التنمية البشرية. وأشارت خديجة إلى الفصول التي ضمها التقرير وهي ستة فصول، تناول أول فصل السلام والتنمية البشرية في السودان، الفصل الثاني تحدث عن ظروف التنمية في أوقات السلم والحرب والمؤشرات الخاصة بالصحة والفقر إضافة إلى تحليل أهداف الألفية التنموية والتطلعات المطلوبة. وجاء الفصل الثالث ليتحدث عن الكلفة البشرية لانعدام الأمن فهي تنعكس في فقدان الدخل وتعقيدات التعليم والمشاكل الصحية، حيث أبرز التقرير التجارب الجيدة، التي تمت في ظل هذه الظروف، وتحليل أوضاع الشرائح المختلفة الضعيفة الخاصة بالشباب، والنزوح الإرث المؤلم للشباب وتخطيها الرحل. أما الفصل الرابع فقال إن تأريخ إنعدام الأمن ليس قضية إنتاج اليوم ولكنها تراكم منذ الاستقلال، وما ترتب على ذلك بالنسبة لأوضاع بعض الولايات في التهميش. وتناول الفصل الخامس صناعة السلام كافة الاتفاقات بالتحليل الشرق ودارفور والآليات التي تكونت لهذا العمل (النزاعات، التنمية، نزع السلاح وإعادة الدمج) وأخيراً جاء الفصل السادس الذي تناول القضايا الخاصة بتمكين المرأة وإدماجها في كل التخصصات الاجتماعية ورأى التقرير أنه لا بد من منع حدوث صراعات جديدة وبناء سلام واستقرار وذلك حتى يتم رفع مستوى واقع الناس بعد كل تلك التعقيدات للتحول إلى الاقتصاد. -- البشير يخاطب إحتفالات البلاد بأعياد الحصاد بالقضارف دعا كرم الله عباس لتقديم نماذج عبر مبادرة المزارعين الرواد بالولاية للمساهمة في الصادر.. القضارف : محمد سلمان خاطب رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير بأسواق محاصيل القضارف أمس، احتفالات البلاد القومية بأعياد الحصاد برفقة وزير الزراعة الاتحادي المهندس ابراهيم محمود ووزير رئاسة الجمهورية صلاح ونسي وولاة ولايتي القضارف وكسلا، وسط حشود جماهيرية ضخمة من المزارعين. وعدَّد رئيس الجمهورية الموارد الضخمة التي تزخر بها ولاية القضارف من موارد زراعية وحيوانية ومعدنية، وأشاد الرئيس بالمشروعات التنموية التي شهدتها الولاية في مجالات المياه والكهرباء والطرق. وقال البشير خلال محاطبته اللقاء الجماهيري الحاشد (القضارف عندما جاءت الانقاذ كان لمواطنيها مطلبين الماء للشرب والجازولين للزراعة. ونحن قبل ايام قليلة دشنا تنفيذ مشروع الحل الجذري لمياه القضارف، وأشار الرئيس للطفرة الكبرى التي شهدتها القضارف بقيام سدي اعالي نهر عطبرة وسيتيت، وقيام مشروع الربط الكهربائي بين السودان وإثيوبيا. وامتدح الرئيس بدء العمل في طريق (سمسم ، باندغيو) واعتبره من اكبر المشروعات التي تخدم مواطني الولاية. وأضاف مازحاً (الاتوس تاني من القضارف يصل باندغيو). ودعا رئيس الجمهورية المزارعين للعمل بصورة رئيسة بزيادة الانتاج والانتاجية وتعزيز الصادرات. ووجه البشير رئيس اتحاد عام مزارعي الولاية كرم الله عباس الشيخ بقيادة العمل الزراعي بتقديم النماذج للمزارعين عبر مبادرة المزارعين الرواد التي اطلقها كرم الله، واضاف البشير نريد من مجموعة الرواد أن تصبح مؤسسة تتولى استيراد الآليات والمدخلات الزراعية والصادرات، وتقدم انموذجاً للمزارعين، مؤكداً وقفة رئاسة الجمهورية مع الزراعة والمنتجين. واضاف (انتو تمشوا خطوة نمشي معاكم عشرة خطوات ). ونوه الى ان القضارف أصبحت الآن تحتل المرتبة الاولى لصادر الضأن بالبلاد. ومن جهته جدد رئيس اتحاد عام مزارعي القضارف كرم الله عباس الشيخ مطالبة المزارعين بإيقاف الضرائب والرسوم الزراعية، واعتبرها إحدى معوقات الصادر والانتاج. وقطع برفض أية جبايات او رسوم على الانتاج، ووصف العودة اليها بالانتكاسة والردة السياسية والاقتصادية. واشار كرم الله للدور الذي يمكن ان تلعبه الزراعة للنهوض بالبلاد، قاطعاً بان المخرج الاقتصادي الذي تمر به البلاد يتم في الزراعة. ولفت الى ان القضارف تمثل رأس الرمح في الانتاج الزراعي وصادراته بشقيه النباتي والحيواني، مبيناً بأن صادرات الثروة الحيوانية بالقضارف بلغت (2) مليون رأس. وأوضح كرم الله بأن مشاكل الزراعة لا تُحل بتقديم الدعم، وإنما بالسياسات الاقتصادية الكلية التي تنهض بالبلاد . وعبَّر كرم الله عن ثقته في رئيس الجمهورية في الاستجابة لتطلعات المزارعين، ووضع السياسات التي تدعم الانتاج والمنتجين. ومن جهته اوضح مدير أسواق محاصيل القضارف حسن كرار ان جملة واردات محصول السمسم بالاسواق بلغت حتي امس (487) ألف جوال، بينما انخفض سعر القنطار من (828- 760) جنيهاً. وأشار الى ان واردات الذرة بلغت (150) ألف جوال، بينما ارتفع سعر الاردب من (420-442) جنيهاً، وتوقف سعر الزهرة في (2800) جنيه للطن والهشاب بسعر (500) جنيه للقنطار، وابان كرار بأن حجم التداول اليومي بالاسواق يبلغ في المتوسط (10) مليارات جنيه وتتنافس على عمليات البيع والشراء (70) شركة، وتوقع ارتفاع واردات الذرة في الايام القادمة. واشار للاقبال الكبير الذي تجده اسواق المحاصيل بالقضارف من مختلف الولايات، وذلك بسبب وجود القوى الشرائية العالية وتوفر البنيات التحتية للصادر من ميناء جاف وغرابيل وموازين تخزيينة، بالاضافة لفرعي الجمارك والهيئة السودانية للمواصفات.