خواطر جندي وفاءً للقوات المسلحة بمناسبة الاستقلال يتحير الشعب السوداني والقائد العام للقوات المسلحة من جندي بالسلاح الطبي إلى مقدم بالمعاش.. إنه يوسف مصطفى أبو زيد أحبّ العسكرية التي تربى على أصولها قبل الإعلان الرسمي للاستقلال فقد تعين جنديا بتاريخ 42/11/5591م بعد إعلان الاستقلال من داخل البرلمان بأربعة أيام واليوم 42/11/3102م يكون قد مضى على ذكرى تعيينه 85 عاما أكبر من العمر الوطني للحكم في السودان بسنة واحدة لهذا يرفع تحيته للشعب السوداني متزامنة مع إطلالة عيد الاستقلال المجيد ويتطوع المقدم (م) يوسف مصطفى بالمعلومات التالية تقديراً للجندية والسلاح الطبي الذي أحبه ويهدي ذلك إلى زملاء المهنة وخاصة زملائه التسعة الأحياء منهم متعهم الله بصحتهم والذين توفوا نسأل الله لهم المغفرة والذين تم تجنيدهم بالتاريخ المذكور وهم تسعة أفراد 42/11/5591م بوزارة الدفاع آنذاك قبالة النيل، صرفوا المهمات والملابس وذهبوا إلى التدريب العسكري بجوار سكنات الجيش الإنجليزي غرب مدينة بري وشرق جامعة الخرطوم، تم تدريبهم لمدة ثلاثة شهور بعدما فتح أول عنبر علاجي بعددد 42 سريرا بمقر التدريب العسكري وتم انتداب ممرضين ذوي خبرة من الروصيرص وعطبرة لتدريبهم على مهنة الإسعافات الأولية مدخلا للتمريض وذلك بمستشفى النهر مكان الاتحاد الاشتراكي سابقاً والآن ذاب في المستشفيات القائمة أتمنى على القائمين بقيادة السلاح الطبي ووزير الدفاع إحياء هذا الاسم بإقامة مستشفى حديث على غرار مستشفى الأمل لتجسد أنموذجا لعلاج المواطنين وأسر الجنود ونوعا من التوسعة والتخفيف عن السلاح الطبي الذي ضاق بالمترددين عليه على الرغم من التوسع الكبير والإضافات التي حدثت به، أولئك النفر التسعة، يعدون من المؤسسين لمهنة التمريض في السلاح الطبي الحالي من الرعيل الأول ولحاجة الجنود في الجنوب تم إرسالهم إلى جوبا بعد حركة تمرد 5591م وكان ذلك عام 6591م قبيل أعياد أول استقلال للسودان في حكومة الاستقلال للسيد إسماعيل الأزهري ورفاقه الميامين، لقد عملوا بالجنوب مدة عامين خلالها قاموا بتدريب مجموعة على الإسعافات الأولية، ثم عادوا إلى الخرطوم بعد 42/11/8591م في ظل استلام الفريق إبراهيم عبود لنظام الحكم في السودان، على لسان المقدم (م) يوسف مصطفى، كانت الحياة العسكرية على أيامنا جميلة فيها المحبة والانضباط والألفة بين الجنود وكانوا على احترام كبير للقادة، وكانت الوظيفة العسكرية مقدمة على الوظيفة الكتابية إذ لا يدخل العسكرية إلا المحظوظون، حيث يتنافس فيها الرجال والشباب إعلاء لشأن الوطن بوصفها ضريبة قومية مفروضة على كل قادر على حمل السلاح، اليوم يتم التجنيد قسراً وكان طواعية، ولا رغبة للشباب في الجندية فقد يهرب المجند بعيداً من التجنيد وحتى بعد التجنيد من شدة التدريب مع أنه اليوم خمسة وأربعون يوماً مقارنة مع زمان كان ثلاثة شهور، زحف على البطن في الأحراش وتسلق للشجر والجبال ومع ذلك كان جميلاً ومنضبطاً ومحبباً للجنود لأنه يمثل لهم صناعة للرجال على الجهاد والصبر على المكاره، فضلاً عن كونه تربية رياضية وصحية وصيانة للنفس ولقيم الجندية. والحفاظ على الوطن وقيمه العليا، إلا أنني أحمد الله اليوم على الرغم من تغير الكثير بالقوات المسلحة إلا أنها لا تزال قومية المنهج في التعيين والتدريب والممارسة بفضل القائمين على قيادتها، وأذكر على أيامنا قادة سجل لهم التأريخ صفحات حافلة بالعمل منذ عام 5591م أذكر منهم اللواء طبيب عثمان أبو عكر والذي كان رئيساً للجنة السودنة من الإنجليز، والأميرلاي (عميد) طبيب محمود حسين محمود والأميرلاي حمدنا الله الأمين (طبيب) واللواء طبيب عبد الله أحمد قلندر والذي تقلد منصب معتمد الخرطوم في نظام مايو واللواء طبيب حسين عبد الرحمن الشلالي واللواء طبيب عبد السلام صالح ثم الفريق أحمد عبد العزيز (طبيب) واللواء طبيب، صديق الحسين هؤلاء جميعاً والحمد لله تعاقبوا على قيادة السلاح الطبي وكانوا خير الرجال لهم التحية والتقدير حيثما كانوا، يعدّ السلاح الطبي من أميز الوحدات العسكرية لعنايته بالجندي وصحته وتطبيب جروحه وكسوره وإعادته إلى الميدان (فالإشارة البيضاء في علم السلاح تعني السلام أي سلامة الجنود والحمراء تعني الدم للمقاتلين الجنود) رسالتي إلى الجنود اليوم وللشباب أقبلوا على العسكرية بشبابكم وصحتكم وعلمكم فالعسكرية لم تعد كما كانت على أيامنا اليوم علوم وتقنية وتدريب عالي وهي شرف الانتماء والدفاع وحراسة الوطن العزيز فلا تهابوها فهي بكم تمثل هيبة الدولة بين الدول وأقول للعسكريين من الضباط وضباط الصف والجنود الصول ركن وأساسي والضابط أي كانت رتبته قيادة فاطلبوا العلم وتحروا الحكمة وحسن التصرف والتعامل عالي الجودة مع الجنود بانضباط والانضباط كل شيء وأن لا تحيدوا عن المنهج القومي وخدمة الوطن خاصة فيما يتعلق بالنواحي الإنسانية والإدارية للعاملين معكم وكل الشعب السوداني مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة وطيبة فيما بينكم، وهنا لا بد أن أشكر أخواني وزملائي بالسلاح الطبي الذين يكنون لنا كل تقدير وعرفان ومحبة كلما عدناهم في زيارة أو خدمة، إنهم ينظرون لنا كآباء ومدربين وقدامى محاربين يحيطوننا بكل ألفة ومحبة جزاهم الله عنا كل خير والحمد لله نجد من القيادة- قيادة السلاح- كل رعاية واهتمام. وأرجو أن أهدي هذه الصور الثلاث بعلاماتها المختلفة ووقتها لشباب الجنود والضباط وضباط الصف لينظروا كيف كنا نعتز بالعسكرية وكيف كانت هي جميلة في تلك الأيام، تبرز الصور العناية الصحية والعسكرية وجمال اللبس والعلامات على الكاب بريشه الجميل رمزاً لتصنيفات القوات المسلحة والتي يجب أن يتنقل فيها الجندي كلها ليتعرف على طبيعة العمل في كل وحدة ليبلغ درجة الجندي الكامل أو الشامل لكل المواقف والأوقات.. أرجو من الصحيفة أن تنشرها مع هذه الخواطر، ولا يفوتني أن أذكر أن السلاح الطبي اليوم قد خطا خطوات كبيرة علمياً من حيث تعدد التخصصات بين الأطباء وبلوغ القدرات العالية في المعالجة ومن حيث العمران والمباني الجميلة ومن حيث التوسع في تقديم الخدمات للجنود وأسرهم بل أجد اليوم أن السلاح الطبي العلاج فيه أصبح حقا مشاعا لكل أهل السودان يرتادونه للجودة والعناية والرعاية خاصة في مجال الكسور، انتهز الفرصة لأحيي الأطباء من قيادات السلاح الحالية كلها وأحيي قائد ركب السلاح الحالي والسيد القائد العام رئيس الجمهورية المشير عمر البشير على التغيير الكبير الذي حدث في تداول السلطة بالتركيز على الشباب متمنياً لهم التوفيق في حلّ جميع المشاكل التي تعاني منها البلاد والوصول مع حركات التمرد إلى حلول سلمية.