المغفرة والرحمة للشاب السوداني بهنس والذي يحمل في دواخله الكثير من المواهب هو- رحمه الله- تشكيلي.. وشاعر وقاص وأديب ..الخ الشاب بهنس مات من البرد القارص على أرصفة العاصمة المصرية متجمداً.. ومن الجوع مات بهنس والموت من الجوع يحدث في أية بقعة من بقاع العالم يموت الإنسان هكذا«سنبلة» من الجوع.. وقد يموت أيضاً من العطش. لأن هناك.. العالم هناك لا يرحم.. كل شيء بثمنه أية خدمة تقدم سواء قطعة خبز أو جرعة ماء.. كل شيء إلا بثمنه حتى في مصر القريبة منا.. لا أحد ينشغل بأحد.. حتى إذا سألت عن مكان ما... يأتيك الرد بتجهم ووجهه عبوس.. «ما أعرفش» لكن تعال هنا في السودان الكل يتسابق ويفتي فيما يعلم ولا يعلم. أنت قالوا ليك في مربع كم.. وشارع كم..«طيب» اضرب ليهو ولو ما عندك «رصيد» هاك موبايلي. في السودان ده.. ما في زول يموت من الجوع.. وقد سبقني «أبو ملاذ» حسين خوجلي في برنامجه الشهير.. وأنا أطالع الخبر.. سوداني يموت من الجوع الكافر.. والبرد القارص إلى أن يتجمد من البرد ويموت. هنا في السودان بلد الكرم والجود والشجاعة والإقدام رغم الظروف زول يموت من الجوع «ما في». وحتى الطير يجيها جعان من أطراف تقيها شبع ورائعة الشاعر الراحل إسماعيل حسن ود حد الزين الواحد في سماية يأكل.. في مناسبة عرس يفطر ويتغذى ويتعشى كمان وأيضاً كذلك في فراش البكاء وكرامات الذين يأتون من الحج بل أفقر بيت من بيوت السودان .. وخاصة في المناطق الطرفية حيث الشرائح المنسية.. لا يبخلون بالجود من الوجود. حتى في بيوت كبارات رجال الدولة والوزراء والمسؤولين الكبار يا أخونا هذا الشعب.. الشعب السوداني فيهو خير كثير ولا يوجد في كل دول العالم كله.. شعب مثل الشعب السوداني البطل.. هسع يا جماعة ..الإفطارات في شهر رمضان المعظم هذه الموائد التي تخرج من بيوت الفقراء وشرائح الهامش تدل على عظمة هذا الشعب الفريد والمتفرد. والله يا جماعة.. أنا متأكد جداً أي زول «جعان» ويحتاج إلى طعام.. وقصد بيت رئيس الجمهورية المشير عمر البشير «شخصياً» بمقر إقامته بشارع الجيش.. حيث الحراسة الأمنية المشددة وهؤلاء العساكر الشداد الغلاظ. ووقف أحدهم.. وصاح.. يا أخوانا الله لا قطع المروة أنا «جعان وداير أكل» فو الله أنا متأكد من أن هؤلاء الحراس يرق قلبهم لهذا السائل وإذا لم يأت أحدهم بطعام من أهل البيت يتبرع ومن جيبه الخاص.. أن «يعصِر» في يد هذا السائل ما يكفيه مؤنة يوم أو يومين هذا هو الشعب السوداني البطل.. ولو ما جيت من ناس ديل كان أسافي وما مأساتي وا ذلي تصور كيف يكون الحال لو ما كنت سوداني وأهل الحارة ما أهلي .. تصور كيف يمين بالله.. تلف العاصمة دي كراع جمل.. وجيبك ما فيهو ولا مليم تلفها شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً أي كمساري ما عندك «اركب» أذكر كنت في مصر قبل حوالي سنة وأنا راكب في الحافلة: أحد الأجانب من بلد عربي.. أفاد صاحب الحافلة بأنه نسي قروشه «بالشقة» و.. قاطعه صاحب الحافلة «انزل» يابيه .. فحاول أن يقاطع ويوضح إلا أن صاحب الحافلة .. أمر الكمساري وبصورة قاطعه انزله فوراً ... وإلا تدخلت وأنزلته بالقوة.. والتذكرة أقل من جنيه مصري.. والله هنا.. يعجبوك السودانيين.. يهبوا هبة رجل واحد وكل واحد يعدّ القضية قضيته لله درك يا هذا الشعب الطيب.. الشعب السوداني «أجدع» شعب كما يقول الأخوة المصريين وبرضو.. حتى الطير يجيها جعان من أطراف تقيها شبع