تستضيف الخرطوم يوم الأحد القادم ولمدة يومين اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية بمشاركة كل وزارء المالية والثروة الحيوانية بالوطن العربي بجانب الصناديق الاستثمارية ورجال أعمال حيث يناقش الاجتماع مشروعات الأمن الغذائي العربي ومبادرة السودان في هذا الإطار ويعول القائمون على أمر البلاد على الاجتماعات في المساهمة في البنية التحتيية للبلاد باعتبارها أحد أهم الأجزاء في عملية الاستثمار حيث قطع السودان أشواطاً بعيدة في جزء منها في مجال السدود والكهرباء لكن ما زال هنالك عمل كبير في مجالات أخرى مرتبطة بتحقيق الأمن الغذائي العربي . ووصف وزير الاستثمار د. مصطفى عثمان إسماعيل الحدث بأنه أهم اجتماع يعقد في الخرطوم بعد الاستقلال مؤكدا مقدرة السودان على الإيفاء بمتطلبات الأمن الغذائي العربي بما يمتلكه من إمكانيات في الأراضي الزراعية والمياه والثروة الحيوانية وأشار مصطفى خلال مؤتمر صحفي مؤخرا بقاعة الصداقة للإعلان عن برنامج الاجتمات بحضور وزير الإعلام د. أحمد بلال عثمان إلى أن تحقيق هذا الهدف يتطلب بنية تحتية للاستثمار وهو ما سينفذه المجلس الاقتصادي بالجامعة العربية باعتباره الآلية المكلفة بإيجاد التمويل لمشاريع البنى التحتية الخاصة بالأمن الغذائي العربي . وأكد وزير الاستثمار أن الشعار الذي طرح قبل 50 عاما بأن السودان يمكنه أن يكون سلة غذاء العالم حسب ما أعلنت الفاو سابقا بأن السودان ضمن أربع دول يمكن أن تساهم في سد النقص الغذائي في العالم وأضاف كونا لجنة عليا لهذه الاجتماعات واجتمعنا مع ولاة الولايات لوضع خارطة طريق لتحديد الأراضي الزراعية وتحديد المحاصيل التي يمكن أن تزرع . ورأى د. مصطفى عثمان أن معظم دول العالم بما فيها أوروبا تعاني من مشاكل ومعوقات في الاستثمار أدت إلى هروب رؤوس الأموال من هذه الدول حسب تقرير الأممالمتحدة وقال نحن في السودان حصرنا المشاكل ولدينا خطة لحل مشاكل الأراضي والنزاعات والجبايات لتبيان الصورة الحقيقية للوضع بالسودان مشيرا إلى صعوبة وضع خارطة استثمارية شاملة في الوقت الحالي للمتغيرات موضحا أن عددا كبير من الولايات تمتلك خارطة استثمارية . من جانبه قال وزير الزراعة إبراهيم محمود: إنهم - المسؤولين- لن يملوا الحديث عن إمكانيات السودان في تحقيق حلم الأمن الغذائي العربي وأضاف الآن أصبح الوقت مناسبا لتحقيق هذا الحلم في ظل ارتفاع أسعار الغذاء عالميا والزيادة السكانية وقال وفرنا 40 مليون فدان للزراعة كما وزعنا أكثر من مليون فدان لمستثمريين وأضاف نتطلع إلى استخدام التقانة لزيادة الإنتاج المتدني فمثلا فدان السمسم بالبلاد لا ينتج أكثر من قنطار ويمكن مضاعفته والاستفادة من عائداته خاصة إذا علمنا أن سعر القنطار 2,100 ألف دولار كما إن إنتاجية الذرة متدنية 2 جوال للفدان يمكن أن نصل إلى 4 جوال للفدان وقال نريد للناس أن تستثمر أموالها في مجال الزراعة بدلا عن العقارات ومن جانبنا سنسعى إلى تنظيم العمل عبر جمعيات للمنتجين ومجالس سلعية. وأكد وزير الزراعة أن الدولة سعت بما تمتلك من إمكانيات ومساعدات الصناديق العربية لتهيئة البنية التحتية للزراعة فأنشأت سد مروي وتعلية الروصيرص ويجري العمل في سدي أعالي عطبرة وستيت بما يوفر 1,200 مليون فدان من الأراضي الزراعية الإضافية كما إن إنتاج الكهرباء في العام 2010 وحتى الآن يساوي كل الكهرباء المنتجة بالبلاد قبل هذا التاريخ فقط تنقصنا الاستثمارات بجانب الطرق والاتصالات بكل السودان فقط تنقصنا الاستثمارات . إلى ذلك أشار وزير الدولة بوزارة المالية ورئيس اللجنة التحضيرية للاجتماعات محمد يوسف إلى أن الاجتماعات تأتي تتويجا لمبادرة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في يناير الماضي خلال قمة الرياض العربية باستعداد السودان لتلبية حاجة العرب من الغذاء والذي تصل فاتورته بالوطن العربي إلى 50 مليار دولار وقال حقيقة السودان يمكن أن يتبنى هذا الأمر بما يعود عليه بفوائد اقتصادية متعددة وتابع نريد أن نعبئ المواطنين ونبصرهم بأهمية هذا الأمر وإمكانية تحقيقه والفوائد التي يمكن أن تعود على السودان منه. وكشف وزير الدولة بالمالية عن شروع اللجان الفنية المكلفة في إعداد رؤية وطنية للنهوض بالقطاعات الإنتاجية المختلفة حتى العام 2025 وقال مجلس الوزراء أجازها حيث أوصت بإنشاء شركات عربية لإنتاج الأغذية ومصانع للتعليب بجانب إقامة شركات للنقل البري والجوي والبحري وتشجيع ودعم البحث العلمي . وأكد الخبير الاقتصادي د. عادل عبد العزيز احتياج الدول العربية الفعلي والحقيقي للغذاء هذا يؤكد أنها مستعدة للإنفاق في سبيل سد هذه الفجوة ولذلك الاجتماعات ستكون فرصة طيبة للسودان للاستفادة من رؤوس الأموال العربية لسد فجوة الغذاء المقدرة ب 75 مليار دولار في العام داعيا الدولة إلى عدم التركيز على المشاريع بل خلق شراكات وفرص مع الصناديق العربية للتمويل . فيما أكد الأمين العام للاتحاد العام لأصحاب العمل السوداني أهمية انعقاد اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي لجامعة الدول العربية المزمع عقده بالخرطوم يومي 19 - 20 من الشهر الجاري. وقال بكري يوسف عمر: إن هناك حراكا كبيرا تشهده دائرة الدول العربية لتحقيق الأمن الغذائي بوضع الخطط والترتيبات لإحداث النقلة الحقيقية المطلوبة لتنشيط التعاون العربي وتهيئة نماذج للاستثمار العربي المشترك. وأضاف أن القطاع الخاص يهدف إلى تحويل المبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية للأمن الغذائي العربي، في قمة الرياض في يناير من العام الماضي وتبنتها الجامعة العربية، إلى واقع ملموس يساهم في تقليص حجم الفجوة الغذائية في الوطن العربي، مشيرا إلى أن الفرصة ما زالت متاحة لتحقيق الأمن الغذائي العربي بطرح مشاريع جديدة والتعاون بين الدول العربية لإنجاحها.