سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس حزب اتحاد قوى الأمة ل«الوطن» تجربة قوى الإجماع المعارض فاشلة وهم غير متفقين على شيء
المؤتمر الوطني يتعامل باستعلاء ولسنا في حاجة لمشاركة مثل هذه
لسنا أحزاب «فكة» والحجم يقدر بما يطرح من أفكار وبرامج
الأُستاذ محمود عبد الجبار رئيس حزب اتحاد قوى الأمة من القيادات التي تجهر برأي واضح بشأن الوضع السياسي وينتقد الحكومة والأحزاب المعارضة في هذا الحوار شن هجوماً على تحالف قوى الإجماع ووصفه بالضعف وعدم الاتفاق على موقف في الوقت الذي وصف فيه المؤتمر الوطني بالسيطرة على أجهزة الإعلام ومنع الأحزاب من ممارسة نشاطها السياسي وترافع على اتهاماتنا لهم بأنهم أحزاب صغيرة الحجم وليس لها رصيد وعمل جماهيري وعدّ أن الأحزاب تقاس بعطائها وأفكارها وليس بالسنوات وأكد عزمهم المشاركة في الانتخابات القادمة وطالب المؤتمر الوطني بالحوار مع القوى السياسية وتغيير أفكاره بعد أن غير من جلده وخلاياه طالعوا التفاصيل : ٭٭ كيف تنظرون إلى التغيير الذي أجراه المؤتمر الوطني وتحديات ذلك على المعارضة؟ نحن ننظر إلى التعديلات هذه من زاويتين الشق الأول يتعلق بالتغيير داخل الحزب ومغادرة قيادات تأريخية لموقعها وإفساح المجال لوجوه وقيادات جديدة من هذه الناحية نراها محمدة وأن الحزب بدأ يشعر بضرورة تجديد الدماء والاستماع لأصوات الإصلاح التي أصبحت تتعالى وهي ناحية إيجابية تصب في مصلحة المؤتمر الوطني وتطوره، أما الشق الثاني فهو ما تأثير هذه التعديلات على مشكلات السودان، فحسب ما كان دائراً في الإعلام الرسمي أنه ستكون هناك تغييرات جذرية ستقود لحل المشكلات القائمة في الدولة وعلى رأسها حل مشكلة الصراعات المسلحة في المناطق الملتهبة مثل دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق إضافة إلى استيعاب القوى السياسية المعارضة لأن استيعاب هذه المكونات يفتح الطريق أمام حل سياسي وتتحول الحركات المسلحة إلى مؤسسات مدنية تنبذ العنف وتتبنى العمل السلمي لأن جوهر الأزمة السودانية الآن في استمرار العمل المسلح ضد الدولة وهو نهج يضر بالدرجة الأولى بكل البلد ويساعد في تناقصها من أطرافها وتأزيم وصفها الاقتصادي ولذلك كان لا بد أن يكون أي حل وأية مبادرة لحل المشكلة السودانية تأخذ في الحسبان هذا العمل المسلح القائم والمؤسف أن التغيير الذي حدث يخص المؤتمر الوطني فقط ولذلك الأزمة السودانية لم تجد فرص للحل في التغيير. ٭٭ ولكن التغيير يمكن في أحد أوجهه قد استجاب لمطالب الشارع؟ هذا يتعلق بالمؤتمر الوطني تغيير الوجوه ليس مطلب الشارع العام، إنها مثل مطلب شارع الإنقاذ والمؤتمر الوطني الذي طالب بتغيير الوجوه لأنه في رأيهم أن الأشخاص لم يقدموا ما يلبي الطموحات فالحكومة لو كانت نجحت في حلّ المشاكل فلن تجد معارضة ولو عارضها البعض لن تكون معارضة ذات بال، والآن نحن إذا نظرنا إلى المشهد السودني نجد تراجعا عاما في كل شيء بدءاً من الاقتصاد الذي أحسب أنه لا يحتاج إلى دليل لمعرفة تراجعه فمعاش الناس الآن فوق الصعوبة مثلاً السودان بدون مماحكة سياسية نقول إن الركن الأساس في اقتصاده يتمثل في الزراعة بشقيقها النباتي والحيواني كل شيء خلاف ذلك يعدّ نافلة ونحن لا نقول أُهمل بل دمر وتم تحطيم البنى التحتية الأساسية للزراعة وعند ذهاب النفط بعد الانفصال أصبحت الحالة الاقتصادية شبه منهارة وألقي فشل السياسيات الاقتصادية على كاهل المواطن وقبل عام تم رفع الدعم عن المحروقات جزئياً وقلنا إنه إذا كان هناك ضوء في آخر النفق لا مشكلة لأن أي علاج يحتاج صبر وعنده آثاره الجانبية ولكن المشكلة رغم هذا ما زالت الأوضاع كما هي. ٭٭ ما هو الحل في نظرك؟ الحل في الزراعة والثروة الحيوانية نحن مثلاً نرى أنه لو تم شق ترعة من النيل الأبيض إلى كردفان وزرعت هناك الفول السوداني والسمسم فقط سيحدث ذلك نقلة لأنها محاصيل مرغوبة عالمياً وتجلب لنا عملة صعبة ونتمنى فيها ويمكن أن يدفع لنا مقدماً في هذه المحاصيل، أنا عن نفسي مستغرب ما الذي يجري وهل هذا عمى بصيرة؟. ٭٭ هذه المشاريع التي تتحدث عنها هي نفسها تحتاج إلى تمويل وموارد؟ أبداً ليست هذه هي المشكلة نحن نصرف المليارات في احتفالات ومشاريع فاشلة ومثل المشروع المشار إليه سيجد التمويل حتى من الخارج وأية دولة الآن تتمنى الاستثمار الزراعي في السودان وتقييم منظمة الفاو أن العالم مقبل على فجوة اقتصادية وحلها في السودان وكندا وأُستراليا وهذا رأي أهل الدراسات والتخطيط. نحن مشكلتنا في العقلية التي لا تنظر إلى المستقبل بل تدمر المشاريع القائمة. - حزبكم لا نرى فيه نشاطا مع المعارضة ولا أنتم جزء من السلطة؟ والله طبعاً نحن ليس لدينا قطيعة مع المعارضة وقدمت لنا الدعوة للانضمام مع كل الكتل المعارضة ولكن الأولوية عندنا الآن لبناء حزبنا داخلياً ثم ثانياً تجربة القوى السياسية خصوصاً قوى الإجماع الوطني تجربة مريرة بالنسبة للشعب السوداني وهم أنفسهم غير متفقين على شيء يقولون لك يسقط النظام ولكن ليست لديهم إجابة عن ما بعد إسقاط النظام وآلية الإسقاط نفسها حولها خلاف فيهم من يرى التغيير بالعنف ومنهم من يرى بغير العنف ونحن قراءتنا للواقع نقول إن التغيير بالعنف بالنسبة لنا في السودان يمثل مشكلة كبيرة يمكن تذهب بسببه الدولة بكاملها وليس المؤتمر الوطني والبعض منهم لهم مرارات شخصية وغبن ممزوج بأحقاد يقول بعضهم فليسقط النظام وليذهب السودان. ٭٭ هل يوجد حوار بينكم والمؤتمر الوطني حول المشاركة أو القضايا القومية؟ على المستوى السياسي لا توجد ولكن هناك حوار على المستوى الأمني نحن عملنا مبادرة الأمل والتغيير وسلمناها للمؤتمر الوطني ولكن كعادتهم تعاملوا معها بنوع من الاستكبار مع أنهم الآن يكتبوا ما جاء فيها ويتداولونه في الإعلام منها الحكومة القومية العريضة والدستور والفترة الانتقالية ومعظم القوى السياسية التي التقيناها متفقة مع مبادرة الأمل للبناء والتغيير والحكومة ومن خلال رؤيتنا لمن يشارك فيها نجد أنها مشاركة ديكورية وليست فاعلة في رسم السياسات ولا أعتقد أننا في حاجة لمشاركة من هذا النوع فهي لا تقوينا ولا تصلح البلد ولذلك نحتفظ بعلاقة طيبة مع كل أطياف المعارضة وما عندنا قطيعة حادة مع المؤتمر الوطني ونرفض بعض السياسات ونوجه النقد هنا وهناك للحكومة والقوى المعارضة ولكن نرفض رفضا باتا استخدام القوى والعنف. يقال إنكم أحزاب ضعيفة وأحزاب «فكة» ليس لها حضور وسط الجماهير؟ طبعاً أي إنسان من حقه أن يقول ما يشاء ولكن افتكر أن حزبا استطاع عقد مؤتمره وجمع عدد من الناس ليس حزباً صغيراً فالصغر ليس بعدد المنضوين تحت لواء الحزب وإنما الحزب الصغير والكبير بما يطرح من أفكار وبرامج وما نطرحه تهتم به قطاعات كبيرة من الشعب السوداني والآن عندنا حضور كبير في الولايات الجزيرة وكسلا والخرطوم وغيرها صحيح نحن حزب حديث التكوين وإذا جئت تقارن حزبنا بأحزاب عمرها أكثر من «05» سنة تجدنا قفزنا قفزة كبيرة وحضورنا في العمل الاجتماعي أكثر من السياسي. ٭٭ هل ينتمي حزبكم إلى مدرسة الإسلام السياسي وقد طرحتم شعارات ذات صبغة دينية؟ نحن مصطلح الإسلام السياسي ده عندنا فيه أشكال وعندما نقول إسلام سياسي هذا يعني هناك إسلام آخر وهذه مشكلة أنا أعني ممارسة السياسية من منظور إسلامي واستصحاب الشريعة طريق حكم؟ المسلم بالأصالة إذا كان ينتمي لهذا التنظيم أو ذاك ينبغي أن تكون حياته مرتبة حسب الإسلام ٭٭ ولكن هناك مسلمين يرفضون ربط الإسلام والشريعة بالدولة والسياسة؟ هؤلاء لديهم مشكلة في إسلامهم وخلل في الإيمان أذا أنت قلت إن الإسلام ما عنده علاقة بتفاصيل حياتي هذا خلل في الجانب الإيماني بالنسبة لك وهذا أنك إما لا تفهم الإسلام أو تضمر غير الإسلام وتظهر أنك مسلم ولكن أنت مسلم فذلك يعني أن الإسلام هو حياتك كلها وعلى مستوى الممارسة العامة الشعب السوداني كله يحكم بالشريعة الإسلامية يتزوج بها ويطلق بها وحتى السلام سنة الإسلام فهذه هي الثقافة الغالبة ولكن بعبض عتاة الشيوعية والملاحدة المسألة دي ما عايزنها ولكنهم يمارسونها بالقهر الاجتماعي. فهم يتزوجون بالمأذون والشهود وإن كانوا يرون ذلك نوعا من السخف ولذلك أنا ما بقول أن يمثل الإسلام السياسي بل أنا مسلم وبعبّر عن ذلك بخطاب سياسي يحل المشاكل التي تواجه البلاد و بالضرورة لا يخرج هذا الخطاب من مضمون الإسلام. الانتخابات على الأبواب هل ستشاركون فيها؟ الانتخابات تعدّ هي الوسيلة الوحيدة المضمونة والمطلوبة للتبادل السلمي للسلطة وغيرها إما انقلابا أو ثورة مسلحة وهذا عندنا مرفوض وتعدّ الانتخابات المقابل للشورى المنصوص عليها في القرآن ولكن الإشكالية كيف تكون الفرص متكافئة للمنافسين على أساس أني أخاطب الشعب السوداني وأقدم رؤيتي وبرنامجي من أجل أن يخيروا بيني والآخرين والآن هذا غير متاح. - في الانتخابات الماضية كانت الفرص موزعة في كل وسائل الإعلام للجميع؟ هذا موسمي الآن المؤتمر الوطني يسيطر على كل أجهزة الإعلام واللجان الشعبية ومؤسسات الدولة ويعمل بمال الدولة ونحن اذا أردنا عمل ندوة فقط نعاني معاناة كبيرة في الحصول على التصديق ومحظور العمل السياسي إلا داخل دور الأحزاب وتسع الدور لمن لكي أقدم له خطابا ولذلك إذا أرادوا انتخابات حقيقية وحرة ونزيهة فلتكن هناك فترة انتقالية. اليس هناك حلول غير الفترة الانتقالية يمكنكم المطالبة بفرص متكافئة في ظل هذه المرحلة قبل الانتخابات؟ لو صدر قرار اليوم بفك حظر النشاط السياسي وفتح الإعلام سيكون ذلك مقبولاً ويكون ذلك حق للجميع وليس فضلاً من المؤتمر الوطني وبعد ذلك إذا لم يعطنا الشعب صوته نقبل بذلك ونحن نقول إن الفرصة الآن مواتية فما دام المؤتمر الوطني في تجديد خلاياه فليجدد في أفكاره الآن المؤتمر الوطني خطابه تغير تجاه المعارضة هذا أمر جيد وصحيح ولكن القضية ليست في الملك والرعايا وإنما وطن نشارك فيه جميعنا فهم ليسوا رعاة ونحن رعية وإذا كان المؤتمر قد حقق ولكن الواقع أنه فشل ولذلك عليه إتاحة الفرصة للآخرين. ٭٭ هل ستشاركون في الانتخابات أم لا؟ نشارك هذا حق من حقوقنا وسنسعى لمخاطبة الشعب عبر محاور مختلفة منها العمل الاجتماعي الذي نقدمه للناس ونطالب المؤتمر بإعطاء الفرصة نمارس عملنا السياسي.