أمام عيني قنوات فضائية... تتحرك المشاهد فيها من انفجار إلى حرب وتعود إلى حوار يتناطح فيه اثنان وبينهم محاور يلعب (بالمديدة حرقتني ) وأنا أتأمل .. وأتسأل لأرى أن الأمر عقلاً وعاطفة حرباً على الإسلام وهجوماً ومطامع تستهدف الشعوب المسلمة.. إذاً لماذا ألأنه الخير والخلاص الذي يخرج بهذه الدنيا من الضحالة إلى الأصالة... الشاهد أنه الفكر الذي يحرج الذهن الآسن المتكبر لدى الغرب ويهزم كل جمل الفلاسفة فيه بمنهجية ومنطقية تلغي كل أفكارهم المادية وتعلو بالبشر فوق أشكال المادة فيرى جوهرة روحه وإنسانيته التي تصنع الخير وتكره الظلم ... سوريا .. العراق .. فلسطين .. لبنان .. مصر.. دوائر وإشارات تنتظم المنطقة العربية المسلمة وتشعل النار بداخلها لماذا ...؟ أتأمل حال الأمة المسلمة التي أصبحت أداة يتم توجيهها كيف شاءوا .. لا أجد تبريراً لهذا الصمت الذي لا يطور فكر الدفاع عن الإسلام والدعوة إليه ألم نجد وسيلة تستغل فكر هؤلاء وحبهم للدنيا لنزرع فيها نبتة الخير التي في الإسلام لتنبت وجهاً جديداً لهذه الأمة يخرجها من هذا الظلم والقهر والتسلط .. أين منظمات المجتمع الإسلامي وأين دورها داخل أراضيهم وحواريهم فإن لم يكن بمقدورنا صناعة قوة تردع طمعهم فلنستهدف عبر إمكانيات البعض فينا إنسانهم فهو الذي رغم ادعاءاتهم يموت منتحراً ويعيش مضطرباً ويتجول خائفاً ويأكل دماً ومحرماً ومحروم من الحس الروحي الذي في الإسلام ليصنع به حياه ملؤها الهدوء والسكينة... علينا أن ننتج منظومة من المنظمات داخل أصلهم الذي نجح إعلامهم في إقناعه بأننا الإرهاب وأننا نبعد وننأ عن كل ما هو متحضر ومتطور في نظرهم وأننا الخطر والرعب الذي يهدد حياتهم وهم لا يعلمون وكيف يعلمون ودور أمتنا أضحى لا يبارح الانزواء والأنانية والحرص على المصالح الفردية على مستوى الدول العربية والمسلمة ... لا بد من الخروج على ذهن هؤلاء بفكرة تصحح الانطباع وتجلية الغبار عن جمال وروعة وحضارة وإنسانية الإسلام .. عودوا بنا إلى ما فعله العرب المسلمون في الأندلس عودوا بنا إلى صناعه دور إنساني باسم الإسلام ولينشط الإعلام حوله ليرسل رسالته ويصحح صورته .. فقد انهزم الجيل الحاضر في عقيدته وصارت معرفته بها كما يريدون أن لا تتعدى وظيفتها السلوك التعبدي والانزواء الشخصي وأن لا يتنزل جانبها المجتمعي والإنساني والقانوني داخل المجتمع فيصبح مجتمعاً مثالياً يستقطب البصائر ويسوق النفوس نحو مجتمع تعايش سليم ومسالم ومتكاتف ومتعاون يحس «بحسس» غيره ويلبي حاجة أخيه .. فما عاد لنا غير إيماننا الذي يحتاج إلى وحدة الصف التي تأخذ به نحو سيادة وريادة ليس فيها ظلم ولا بينها مطامع فقد ظنوا أنهم الأقوياء وامتلكوا القوة التي لم نطالب فيها إلا بإعداد ما استطعنا منها .. عودوا بنا إلى الإسلام فعلاً وليس شعاراً داخل مجتمعاتهم عبر السفارات والمنظمات والشخصيات سلوكا نهزمهم بحول الله وقدرته ونقودهم إلى الخير دنيا وأخرى .. فهذه هي الدعوة والرسالة التي علا علماء الأمة حملها نحو الواقع وليكفوا عن صراعات بعضهم .