مشهدٌ تتباهى به الملائكة الأبرار، والرسل الكرام ، والصالحون الأخيار ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .... يعجب زُراع الحق ، ويغيظ الكافرين ، وجنود الباطل، وكتائب الأشرار... وكأني بالشاعر الكبير ، والمجاهد المحتسب والداعية المُحسن المرحوم الأستاذ عبد الحكيم عابدين- طيب الله ثراه - ينشد بصوته الجهور ، وكلماته الناصعة وهو يردد أمام الحشد الدعوي» أفراح الدعوة « بالساحة الغربية للمقر القومي للمعسكرات بسوبا، وأمام مراكز مؤسسة تأهيل وتدريب الدعاة» الفاروق وعائشة « الخميس13/ ربيع الثاني من العام الهجري 1435ه الموافق 13/فبراير 2014م هو الحقُّ يحشُد أجنادَه ***** ويعتدُّ للموقف الفاصلِ فَصُفّوا الكتائبَ آسادَه ***** ودُكّوا به دولةَ الباطلِ نبيَّ الهُدى قد جَفوْنا الكرى **** وعِفْنا الشَّهيَّ من المَطْعمِ نهضْنَا إلى اللهِ نجلو السُّرى ***** بروعةِ قرآنِه المُحكَمِ ونُشهد من دبَّ فوقَ الثَّرى ***** وتحتَ السَّما عِزَّةَ المسلمِ دعاةً إلى الحق لسنا نرى ****** له فديةً دون بذل الدَّمِ هو الحقُّ يحشُد أجنادَه ***** ويعتدُّ للموقفِ الفاصلِ فصُفّوا الكتائبَ آسادَه ***** ودُكّوا به دولة الباطلِ تآخت على الله أرواحُنا ****** إخاءً يروعُ بناءَ الزَمنْ وباتت فدى الحقِّ آجالُنا ****** بتوجيهِ مرشدِنا المُؤتمَنْ رقاقٌ إذا ما الدُّجى زارنا ****** غمرنا محاريبَنا بالحزنْ وجندٌ شداد إذا رامنا ****** عدو رأى أُسدنا لا تُهَنْ هو الحقُّ يحشُد أجنادَه ****** ويعتدُّ للموقف الفاصل فصُفّوا الكتائب آسادَه ******* ودُكّوا به دولة الباطل أخا الكفر إِمّا تبعتَ الهدى ****** فأصبحت فينا الأخَ المُفتَدى وإِمّا جهلت فنحن الكماهْ ****** نقاضي إلى الرَّوْع من هدّدا إذًا لأذقناك ضِعفَ الحياهْ ****** وضِعفَ المماتِ ولن تُنجدا فإنّا نصول بروحِ الإله ****** و نقفو ركابَ نبيِّ الهُدى إلى النصر في الموقف الفاصلِ إلى النصر في الموقف الفاصلِ .... درجت مؤسسة تدريب وتأهيل الدعاة على إقامة مهرجاناتها المباركة لتخريج الدعاة كل ثلاثة أشهر ، وهم نسيج متماسك من أبناء وبنات السودان ومن بعض الدول الإسلامية الشقيقة - من الذين آمنوا بالله رباً وبالإسلام ديناً ، وبالدعوة إلى الله طريقاً موصل إلى غايات الإسلام ، ونشر الفضيلة وتهذيب النفوس - الدورة الحالية بها 421 داعية ، وهي الدورة رقم «51» ، وهذه المؤسسة العريقة التابعة لمنظمة الدعوة الإسلامية ، التي هي كالشجرة الطيبة المباركة تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها ، ومن روائع هذا الاحتفال تزامنه مع انعقاد مجلس الأمناء رقم « 25» بدولة المقر « السودان الحبيب»، حيث حضره عدد مُقدر من العلماء والقادة في مجالات الدعوية والإدارية، فكان السرور والبهجة والبِشر على الوجوه الناصعة ، ومنهم من ذرف الدمع الهتون فرحاً بهذا المشهد الرباني العزيز ... أجل مشهدٌ رباني ٌ عزيز ؛ جنود الباطل يمرحون ويسرحون في كل أرجاء الدنيا - براً وبحراً وجواً- لهدم القيم الإنسانية السمحة ، وتدمير الأخلاق النبيلة ، ولا عزة لأمة الإسلام إلا بهذا الدين ، والدعوة إلى الله على بصيرة ... والله سبحانه وتعالى يقيض للأمة كل حين من يحمل هم الدعوة ، ويُعِدُ الدعاة لمواجهة تيارات الباطل .... وسنة التدافع ماضيةٌ حتى يرث الله الأرض ومن عليها ... سُميتْ هذه الدفعة « بالجيل الرسالي « تيمناً بالمصطفى-صلى الله عليه وسلم وصحبه الأطهار الأخيار - الذين وصفهم المولى عز وجل...» بأنهم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر وتؤمن بالله ...» الكل أثنى على الشيخ كمال الدين عثمان رزق إمام وخطيب المسجد العتيق بالخرطوم ، ومدير مؤسسة تأهيل الأئمة والدعاة ، والعلماء الذين معه في هذه المؤسسة الكبيرة على هذه الجهد المتواصل في تعبيد الطريق أمام الدعاة ، وتيسير أمر الدعوة ، حيث ذكر الشيخ كمال أثناء حديثه في الاحتفال أننا لا نأخذ من الدعاة رسوا ؛ لأننا نؤمن أن الدعوة إلى الله لا تُقدر بثمن!!! ... وأمّن المتحدثون على أن الأمة لا تخرج من هذا التخلف والاستضعاف أمام الأمم الأخرى إلا بالعلم ... وكما قال الفاروق- رضي الله عنه- «نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتقينا العزة في غيره أزلنا الله ..» والأمة الإسلامية عندما تنكبت الطريق وسلكت طريق الاشتراكية ، واللبرالية والعلمانية ، أصابها صَغَار في الدنيا قبل الآخرة ، وصارت في ذيل الأمم الأخرى سياسياً واقتصادياً وحضارياً ، رغم أن لها تراث حضاري يجعلها تقود الآخرين إذا تمسكت به وعضت علية بالنواجز ... الحضارات لا تبنيها إلاّ العقول المشبعة بالقيم الإيمانية ، وحضارة الإسلام كالشجرة الطيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن الله ، وبجهد الأبرار من أهل الله وخاصته ... فالمحافظة على مثل هذه الدورات الدعوية يجعل الأمة في نورٍ متواصل ، وتذكرةٍ دائمةٍ وتربية مستدامة.... لماذا لا تكون هذه الدورات حتمية لكل الناس ولكل العاملين في الحقل العام والحقل الخاص؟؟ وتكون مربوطةٌ بالترقي الوظيفي ؛ لأننا نحتاج إلى الطبيب الداعية والمدرس الداعية والمهندس الداعية والمشرفة الداعية وربة المنزل الداعية ... ولماذا لا تقوم كل ولايات السودان بتنفيذ مثل هذه الدورات الدعوية ، وتكون هنالك أفرع لمؤسسة تأهيل وتدريب الدعاة في كل ولاية ، ويقوم الوالي وحكومته ، ومنظمات المجتمع المدني بدعم هذه المؤسسة المهمة ... جنود الباطل يجوسون خلال الديار ، ومجتمعات الفساد تحيط بالأمة المسلمة من كل الجهات فلا بد من تجنيد جيوش الحق وكتائب الفضيلة ... ولا فلاح لنا في الدنيا بغير العمل الدعوي ، ولا نجاة لنا يوم القيامة إلاّ بإتباع صراط الله المستقيم ...