للراحل المقيم سيد أحمد خليفة، صورة مختلفة عن كل الصور الفوتوغرافية، وهي تحفة تتزين بها صحيفة (الوطن) عند مدخلها وأنا لا أحسبها مجرد صورة وكفى لكنها عبارة عن منارة، وخذ من كلمة منارة ما شئت من جميل الألفاظ والمعاني، صورة معبرة لصحفي مجتهد يجلس على الأرض في جلسة نكهتها سودانية بحتة من طريقة تداخل رجليه ممسكاً بقلمه الصادق ومنهمكاً تماماً فيما يكتب وأمامه فانوس دلالة على انقطاع الكهرباء أو عدم وجودها أصلاً في ذلك المكان، لكنها رسالة عظيمة من صحفي عظيم أراد أن يتواصل مع قراءه بكل صدق وثبات ناقلاً لهم يومياته من ذلك المكان إن كان في قرية نائية أو في ساحة حرب أو غيرهما، المهم في هذه الصورة قيمة القراء لدى الراحل والتي عنده لا تقدر بثمن.. وكذلك قيمته هو والتي اكتسبها من خلال احترامه وتقديره الكبير لهم ومن خلال ما ينقله لهم بكل صدق وتجرد وبعيداً عن الأنا والمصالح الشخصية كونه صحفي احترم نفسه وقلمه مؤسساً (وطناً) للأقلام الحرة الصادقة منذ العام 1988م له منّا صادق الدعاء بأن يجعل الله ذلك في ميزان حسناته. صحيفة (الوطن) وبهذا الوزن لا أدري لماذا تركت الحبل على القارب تماماً للصحفي عبد الرحمن حنين حتى أمسى يبحر على هواه نقداً وتجريحاً ذماً وكذباً في أهل بحر أبيض وواليها الأستاذ/ يوسف الشنبلي متجاوزاً أمانة القلم وشرف المهنة اللذان يمليان عليه وعلى كل صحفي حر أن يتجرد من تبعية القبيلة والمدينة والمنطقة ، ومن وجهة نظري الشخصية أرى إن كان هذا حاله ومنطقه في نقل الأخبار وتناول السياسة فعليهما السلام وأيضاً سوف يكون ذلك خصماً على مصداقية ومهنية هذه الصحيفة الشامخة. ودلالة على ذلك كتاباته وتقاريره عن أهل بحر أبيض وحكومتها وهي تباعاً ثلاثة مقالات في أقل من شهر، جلها إساءات وتلفيق وتجريح إضافة للجهل البائن، التقرير الأول صدر يوم الأحد 12 /1/ 2014م تحت عنوان: الوطني أطاح بكبار قيادات الحزب .. ماذا أنت فاعل يا والي بحر أبيض ب(الكباتن) والثاني صدر يوم الأحد 26 / 1 / 2014م بعنوان : تجاوزات مالية كبيرة بحكومة بحر أبيض سقوط ورقة التوت.. والثالث صدر يوم الأحد 2 / 2 / 2014م تفاقم أزمة الخلافات بحكومة بحر أبيض واستقالات جديدة للوزراء.. وحتى يستفيد القارئ وكذلك إثبات الصفات المنسوبة للصحفي حقيقية أبدأ بالتقرير الأول: يوم الأحد 12/1/2014وتحت عنوان الوطني أطاح بكبار قيادات الحزب... ماذا أنت فاعل يا والي بحر أبيض ب (الكباتن) أولاً كنت سأحترم هذا الكاتب إن تحلى بالشجاعة الكافية وحدد بالأسماء من هم هؤلاء الكباتن وماذا فعلوا؟ حتى صارت المجالس المحلية والإقليمية أيضاً تسخر منهم.. كنت أتمنى أن يكون بالشجاعة التي عهدناها في الإخوة صحفيي الوطن وعلى رأسهم الأخوين الصامدين عادل ويوسف سيد أحمد خليفة، فهؤلاء الأشاوس لا يتحدثون بالألغاز ولا يقولون مثلاً بأن أ.م.ع فاسد بل يقولونه بالاسم طالما هو فاسد.. وحتى نصدقك القول سمي لنا هؤلاء الكباتن الذين سيطروا على الولاية وحتى على الوالي نفسه، يا سبحان الله، هؤلاء الكباتن الذين قدموا إلى محلية كوستي من أطرافها وأصقاعها كما تقول بحثاً عن بيع الألبان. والذي خلقك ألا تستحي من نفسك مع نفسك قبل الآخرين؟ رجال أتوا بالألبان لبيعها، أنت تقول ذلك ألا يستحقون منك ومنّا التقدير والإحترام، كونها مهنة شريفة هم لم يأتوا إلى محلية كوستي للنهب أو السرقة فلماذا تستكتر عليهم من بيع الألبان أن يمتلكوا في المدينة ما يمتلكون، اللهم إلا إذا جردتهم من حقوق المواطنة والتملك، وكذلك ليس عيباً أن تكون أنت من مدينة كوستي المحببة إلى قلوبنا، لكن العيب نفسه أن تتعنصر لكوستي وتتجاهل باقي مدن الولاية في مطالباتك وإنتقاداتك للسيد الوالي بصفتك صحفي قومي وليس صحفي كوستاوي وظهر ذلك جلياً وأنت مذكراً الشنبلي بأنه ومنذ عهد الجيلي أحمد شريف لم ترَ في كوستى غير الأطلال وأن الجيلي استطاع تنظيم الأسواق وإزالة الكمبو الذي كان يعكس بؤس إنسان المنطقة، فسؤالي لك هل بإزالة هذا الكمبو إنداح البؤس عن سكان المنطقة؟ وهل صارت المنطقة ملائكية مطهرة من كل رجس ودنس؟. والأدهى والأمر من ذلك وفي مقارنة لا وجود لها ما بين الوالي الشنبلي والمحافظ الجيلي يقول قاصداً الوالي وانت طوال فترة وجودك في السلطة لم تستطع إزالة قرية اللّيه من الوجود وللذين لا يعرفون ( اللّيه) أقول هي قرية يرتبط تاريخها بتاريخ المنطقة نفسها من حيث المكانة والقدم، أهلها يعملون في الزراعة والرعي لكنها تشتهر أكثر بجودة رمالها التي تستخدم في بناء المنازل (رملة اللّيه) ولها الفضل الكبير من بعد الله في إعمار كوستي نفسها بفضل تلك الرمال ويا ليت هذا الصحفي رد الحسنة بأحسن منها لقرية اللّيه بدلاً من التهديد بالتدمير والإزالة. قرية قائمة بذاتها وليست حي يتبع لكوستي يسكنها بشر كرمهم المولى عز وجلّ، وأمانة قلمه وضميره تفرضان عليه بأن يطلب من السيد الوالي لأهلها البسطاء مناخ صحي معافى تتوافر فيه جميع الخدمات من مياه وكهرباء وصحة وتعليم.. لكنه طلب عكس ذلك إزالتها من الوجود وإذا سألته عن سبب إزالتها من الوجود تأتي الإجابة من الصحفي نفسه وباستخفاف باين لأنها تشوه واجهة مدينة كوستي حتى تصبح كوستى جميلة فقط قرية كاملة برجالها ونسائها وأطفالها تزال من الوجود، يا سبحان الله ما لكم كيف تحكمون، وسؤالي لهذا الصحفي العبقري أين البديل؟ وهل في كوستي موقع يأوي كل هذا العدد من أهلنا في قرية اللّيه؟. والسؤال الأهم هو هل رجالات وأهالي اللّية سيرفعون الراية البيضاء مستسلمين لهذا الإزالة؟. أرجو أن تترك أهل اللّيه الما عندهم صحفي في حالهم، وكذلك أن تعلم بأن السيد الوالي قد أتى لتعمير بحر أبيض وحفظ كرامة إنسانها، لم يأتِ لتشريد أهلها وإزالتهم من الوجود. والفاجعة الكبرى والتي تنم عن جهل تام لهذا الكاتب بمكونات الولاية وإنسانها هي معاتبته للسيد الوالي ومستنكراً وجود تسع محليات بالولاية، يا ليت ابن الولاية كما يصف نفسه بذلك أن يعرف أولاً حدود ولايته من أين تبدأ وإلى أين تنتهي، وكذلك تقاطعات الولاية الأمنية منها والسياسية، حينها سيتوارى خجلاً من هكذا إستنكار. والمؤسف له حقاً ومن أصل تسع محليات استثنى ابن الولاية أربع محليات فقط، وهي التي تستحق اسم محلية في نظره، وفي مقدمتها طبعاً محليته كوستي، وكذلك الدويم والجبلين وتندلتي، أما باقي المحليات الخمس وهي ربك ، القطينة ، أم رمتة ،السلام وقلي. وفي تجني صارخ على أهلها الكرماء إعتبر هذه المحليات إهدار للمال العام، ووصل تخلف حالته حينما إعتبرها هي السبب المباشر في وضع السودان في الترتيب الثاني في قائمة الدول الفاشلة.. فاشلة في ماذا؟.. ليته يوضح لنا، اللهم إلا إذا كانت فاشلة في الصحافة، والسبب معروف، وذهب لأبعد من ذلك حينما أقسم بالله بأن هذه المحليات الخمس إنسانها يستخدم روث الحيوانات في الطهي، لا فض الله فوهه، خمس محليات عظيمة بعظمة رجالها حبلى بخيراتها هي في نظره إهدار للمال العام، وعليه أرد بالآتي: أولاً: محلية ربك وربك هي عاصمة الولاية، شئت أم أبيت، وبالتالي فهي عاصمتك تحتضن في جوفها أسمنت ربك وكل أشكال الصناعات الغذائية وغير الغذائية ومحلج للأقطان، والمحلية الاولى من ناحيه الايرادات في الولاية وتمتلك أكبر سوق تجاري بالولاية، وبها أثنى عشر فرع من كبريات البنوك في السودان، وهذه دلالة على حركتها التجارية الكبيرة والمالية، وتتلألأ على أطرافها شرقاً غلال ربك المعطاة وغرباً النفط ومستودعاته، وشمالاً سكر عسلاية الابي ، وجنوباً سكر كنانة العملاق ولا ننسى عسلاية المدينة الجزيرة أبا، المرابيع ود اللبيح، الملاحة ، الشوال، والقائمة تطول، محلية بهذا الحجم إهداراً للمال العام. ثانياً: محلية القطينة: القطينة ورجالاتها وما أدراك ما القطينة.. أهل الخير رجالات ومدن في قامة القطينة أولاً وود الزاكي ونعيمة والجمّالاب ، والقرّاصة، الكنوز، الكريل، ود شلعي، منو الما بيعرف ود النجومي والدرادر شبونات، الشيخ الصديق، المنجرة ، أم ضحيكة، ود سلمان، الدمبو وإيد الحمرا والقائمة تطول أيضاً. كما نذكرك بمشروع الهشابة، ناس القطن وناس الذرة، ومشروع استزراع الأسماك، وخيرات كثيرة لا يمكن حصرها. محلية بهذا الحجم إهدار للمال العام!!. ثالثاً: محلية أم رمته: أهلها الأشاوس، أهل الصوفي وقوز البيض، ود نمر ، الشقيق ، العلقة ، شكيري ، المراخة ، طيبة ، ود نوار ، الحسين ، العشرة ، الشاطئ ، وحلة العبيد ، حلة الشيخ، ألم تسمع بمشاريعها الزراعية؟ مشروع أبقر للإعاشة ، ومشاريع العبيد ، وقوز البيض الزراعية، عباد الشمس والقطن حتى الخضروات، كل هذا هي إهدار للمال العام؟؟. محليتا القطينة وأم رمتة.. إني والله لفي قناعة تامة بأنك لم تحل ضيفاً على رجالات هذه المنطقة الكرماء، حتى تعرف إمكانياتهم وتعي مكانتهم، تلك المكانة المعروفة على نطاق السودان، لكن لمن يريد أن يعرف ويستفيد وليس لمن يريد أن يسئ ويقلل من مكانة الرجال وديارهم، وحينما أقسمت بالله يا ابن الولاية مخاطباً السيد الوالي بأن روث الحيوانات واستعماله دلالة على تخلف هذه المحليات تجدني مرغماً بالرد عليك في أنك تجهل تماماً بتركيبة هذا السودان وأهله. فأهلنا الأعزاء في هذه المحليات وقد خرجت من أصلابهم رجالات كانت ولا زالت وستظل بإذن الله أرقاماً يصعب على الزمان تجاوزها، هؤلاء الرجال علي درجة من الثقافة والتحضّر نالوا أعلى الدرجات العلمية وأعلى المراتب العملية وعلى الرغم من هذا فإن هذه الحيوانات وما تخلفه من روث هي بلا شك وأؤكد لك هي مصدر إعتزاز وافتخار لهم ولنا جميعاً في عموم السودان، اللهم إلا إذا كنت ( أنت ما سوداني) وهي نعمة من الله سبحانه وتعالى، يهبها لمن يحب من عباده، أصحاب القلوب البيضاء والنفوس الطاهرة وكفى. رابعاً: محلية قلي: ناس الألبان، الما فيهم جبان، أو رجل خان. ديل ناس قلي والفشاشوية والطويلة، ود شمام، العليقة ، الشوّافة ، الشور ، الروضة ، الوساع، والتبرات ، أبو فريوة، أهل الثروة الحيوانية وكذلك السمكية ، أهل الزراعة والطلمبات، والخير الوفير من الخضروات، وبرضو هي محلية إهدار للمال العام. خامساً: محلية السلام: ومعتمدها إسماعيل نواي.. والذي نشرت عنه بأنه رفض أداء القسم، فماذا أنت قائل بعد ذلك؟ واسمها يرد عليك، لماذا استحقت أن تكون محلية؟ وهي تجاور جنوب السودان مباشرة من الناحية الغربية، وهي من محليات بحر أبيض المهمة جداً لنشر ثقافة السلام والمحبة بين أهل المنطقة،، وأهلها الكرماء أهل النعيم والظليط والمقينص والراوات، وأم جلالة وكريكرة وأم هاني ود دكونة والرديس وجوري الصفيراء وسبعة والقليعة، والسليك وأم القرى ومحبوبة وتوكلنا، بكل مشاريعها الزراعية، كمشروع الشايقي الزراعي والذي سميت القرية باسمه وكذلك ثروتها الحيوانية، وكل مواردها هي أيضاً إهدار للمال العام. ولا حول ولا قوة إلا بالله. لكل ما ذكر أقدم إعتذاري لأهلي بهذا المحليات الخمسة لجهة إني تحدثت باسمهم بغير تفويض، وعذراً إن سقط سهواً عدم ذكر بعض مدن وقرى تلك المحليات العظيمة.. ولهم العبتى حتى يرضوا ويرضى الله عنّا جميعاً. وأخيراً وليس آخراً وأنت تقول للسيد الوالي: ليتك أبعدت كل جيوش الكتكو والمصائب والنصائب من سدة حكم بحر أبيض، وللإستفادة فإن الكتكو هم العمال الذي يقطعون القصب ولا أدري ما المقارنة ما بين مسؤولي حكومة بحر أبيض والكتكو؟؟!!. وأتمنى أن يرد عليه الإخوة المسؤولين، أما المصائب والله يا أخي.. ما عندنا مصائب في بحر أبيض، اللهم إلا أمثالكم، وأما النصائب وهي جمع النصيبة، فإن بحر أبيض تفتخر دوماً بأسرة العمدة النصيبة، وهي أسرة عريقة من قبيلة عريقة ارتبط اسمها دوماً ببحر أبيض والسودان عموماً، ولها ابن في واجهة ومسؤولية الولاية، تعرفه جيداً (الصادق النصيبة) لم يأتِ من دول الجوار، أو نازحاً حتى يبعده الوالي، بل ابن بحر أبيض والسودان بلده، وكما قلت أنت للوالي: (انظر يا الشنبلي إلى حولك فالطوفان تحت رجيلك) أقول لك وعلى نفس الوزن أنظر أولاً يا حنين لنفسك فالطوفان سوف يبتلعك. ولنا عودة بإذن الله لمواصلة الموضوع إن كان في العمر بقية. ابن الولاية/