الرائحة التي تجعل دكتور مالك حسين يفكر في إصدار صحيفة تحمل اسم «المستقلون» دونما شك هي لقناعات ربما أفرزتها صيحات الإصلاح التي أتت «بالصيحة والتغيير» وأطلقت سراح «التيار» وغيرت بعض الشيء في شكل التناول الصحفي هذه الأيام .. دكتور مالك بعمقه وبعده السياسي وفكره الصوفي من المؤكد حمل أمره نحو صحيفته بألوان شخصيته التي تهضم المجتمع السوداني وتملك من الشجاعة ما يؤهلها لقيادة الرأي والرؤى الصحفية لذلك تأتي «المستقلون» وعلى خلفية دكتور «مالك» الذي يعرفه الشعب السوداني واحدا من القيادات السياسية التي ظلت دائماً تحمل المبادرات وتناشد بالحريات وتتمنى أن يطول السودان مواطن التقدم والنماء.. فحيثيات الزراعة والحصاد داخل «المستقلون» وحسب معرفتنا بالدكتور تعني «صحافة يعني صحافة» ووجه حقيقي لإحداث الإصلاح الذي ينادي به الحزب الحاكم في ظل الوثبة التي عبر عنها خطاب الرئيس الأخير هدفاً وراء إخراج الأفق السياسي وكافة مناحي الحياة السودانية إلى واقع مواجهة العلل بموضوعية ووطنية تصنع أجواء سياسية تسع الجميع وتقود البلد إلى حيث الاستقرار والنهوض فصدور الصحيفة هذه وفي هذا التوقيت بالذات يحمل إشارة ورسالة تحسن الظن وترجو الخير وتؤمن بحقيقة الدور الذي يترجمه اسمها ومدى مساهمته الفاعلة في إحداث هذا الإصلاح فالأقلام التي تأتي عبر «المستقلون» دونما شك تعي دورها الذي يربطها بإيجابيات وسلبيات العمل الصحفي إلا إنه لن يعيقها عن استفادتها من ذلك وإسقاط الإصلاح على الدور الصحفي فهناك صحوة وتوجه حقيقي داخل الذهن الصحفي ليمثل سلطته وسطوته ومدى فاعلية دوره وإحداث الإصلاح بصورة عامة فسوق الصحافة الذي يقتله الخبر الواحد والشخص الواحد والزج بالسياسة في كل صغيرة وكبيرة فيه يحتاج من الإصلاح الذي يدركه صاحب «المستقلون» فجميعنا نمتليء سياسة ولا نعرف غيرها ويغيب عنا دورنا في التعامل مع الكثير من الأشياء عموماً لذلك لا بد لنا من وجود صحافة ثقافة تخرجنا من هذا السمن والأدب السياسي العالي جداً والذي بدوره أصاب الشعب السوداني بالتخمة السياسية والتنظير.. نحن في حاجة ماسة لوعي نتعلمه لنعمل به من خلال الصحف اليومية وهو ما يوصلنا إلى وعي سياسي واجتماعي ورياضي يقود البلد نحو استقرار وانشغال فيما يسعد به إنسانها لذلك حملت «المستقلون» شعار لكل السودانيين عبر المعني الكبير الذي تستشفه من خلال معرفتنا بدكتور «مالك» الذي أراد أن يأتي بصحافة ضد الرتابة والمحاكاة والنمطية وأكذوبة الأقلام الصحفية شريطة أن لا يتبادر لذهن المتلقي أن هم الصحيفة سياسي إنما هو جزء لا يتجزأ منها ولا تنفصل عن واقع السودان الاجتماعي والرياضي والثقافي وكل أنواع التنوع والتداخل فيه الأستاذ أسامة عوض الله اختيار صادف محله من خلال خبرته ونهجه الصحفي وبحثه عن الجديد المفيد عبر القلم والأفكار وهو جدير بأن يصنع من «المستقلون» وجها فريدا للصحافة السودانية ليكون دورها الذي يوجه جمهورها ووجودها عبر ما يميزها استناداً على شخصية صاحبها ورئيس تحريرها نأمل أن يأتي اللون مع الشعار وأن تكون الأقلام كالسنان وكذلك كالأنسام هدفاً وراء تقديم إصدارة صحفية بمعنى الكلمة وحجم العقل الذي أنشأ أول بنك للمعلومات في السودان.