من أهم أهداف تنظيم القاعدة، الدعوة إلى الرجوع إلى الإسلام الذي يريده الله ، وليس الإسلام الذي يريده (الأمريكان) واتخاذ الإسلام منهاجا لحياة إمتنا، ولما كان الأمريكان هم (العقبة الكبرى) في سبيل تحقيق هذا الهدف ، فهم يطالبون بخروج الأمريكان من بلاد المسلمين وعدم موالاتهم، ويدعون إلى قتال القاعدة لأمريكا وإخراجها من بلاد المسلمين ، وهذه الدعوة لقتالهم من أكبر أخطاء القاعدة- ولو كنت عضوا في تنظيم القاعدة لما أطلقت طلقة واحدة ضد الأمريكان (بسبب وجودهم في بلاد المسلمين) بل من يجب أن يقاتلهم تنظيم القاعدة هم من (يأوون الأمريكان) في البلاد الإسلامية، ولو كنت أحد قادة تنظيم القاعدة لأمرت بتوجيه كل أسلحة القاعدة نحو (قصور ومباني) الذين يأوون الأمريكان ويسمحون بوجود الأمريكان في بلادهم، فإن كان هناك شخصا ما (يأوي مجرما) في بيته فمن الذي يجب أن يعاقب؟؟ المجرم، أم الذي يأوي المجرم في بيته؟؟. عليه فإن الذين يأوون الأمريكان في بلادهم الإسلامية هم من يجب أن تطلب منهم القاعدة (طرد الأمريكان من بلادهم)- فإن رفضوا وأصروا على بقائهم في دولهم الإسلامية، فإن من يجب أن يدمره تنظيم القاعدة هو (قصور ومباني) من يأوون الأمريكان ويصرون على بقائهم في بلاد المسلمين- وقد صاروا (منهم) بموالاتهم لهم وقد نهوا عن ذلك في القرآن، وليس تدمير مبنى (التجارة الدولية) في نيو يورك، فإن كانت القاعدة تطالب بخروج الأمريكان من بلاد المسلمين، فما ذنب الأمريكان إن كان هناك من يأويهم ويرحب بهم في بلاده؟؟ فالمذنب والمجرم هو من يأويهم وليس الأمريكان، ومن يجب أن تقاتلهم القاعدة هم المجرمون الذين يأوون الأمريكان وليس الأمريكان، والذي كان يجب أن يضرب على (صلعته) بحذاء الصحافي العراقي ليس هو (بوش) بل هو من سمح بدخول جيوش بوش في العراق وكان يجلس بجوار بوش مما يدل على قبوله بدخول جيوش الأمريكان . إن أصحاب السلطان (الموروث) في البلاد الإسلامية هم الذين يأوون الأمريكان في بلاد المسلمين ليكون سلطانهم (الموروث) تحت حماية الأمريكان الكفرة الفجرة، ولهذافهم مع (أمريكا) ومصالحها وليس مع (الإسلام والمسلمين) ومصالحهم. إن حكام العرب والمسلمين هم الذين تأمرهم أمريكا ويطيعونها وينقادون لها بلا وعي، كما قال د. محمد صالح المسفر، الذي قال في مقال له في صحيفة (الرائد) إن أمريكا تصدر أوامرها للحكام العرب منذ عام 1957م والعرب عليهم تنفيذ أوامر الأمريكان، أمرتهم أمريكا بزيادة إنتاج النفط بزيادة إنتاج النفط وتخفيض أسعاره ففعلوا، وفي عام 1980م أمرت أمريكا حكام العرب بالسكوت على احتلال إسرائيل جنوبلبنان وأطاعوها- أمريكا هي التي أمرت حكام العرب بإخراج المقاومة العربية من لبنان وتوزيعها على العالم ففعلوا ذلك دون قيد أو شرط، وأمريكا هي التي أمرت الحكام العرب بتوريط العراق في حرب ضد (إيران) الإسلامية ففعلوا، وأمريكا هي التي أمرت الحكام العرب بحصار العراق كله لخطأ تأريخي ارتكبه النظام السياسي في حق الكويت وأطاعوا أمريكا، وأمريكا هي التي أمرت الحكام العرب بقتح أراضيهم لجحافل أمريكا وحلفائها 30 (دولة) لتدمير العراق وإبادة شعبه ففعل حكام العرب، وأمريكا هي التي أمرت الحكام العرب بحضور مؤتمر مدريد مع عدوهم الأول إسرائيل ففعلوا ذلك دون قيد أو شرط، سلم الحكام العرب بكل ما طلبت إسرائيل وتحولت السلطة الفلسطينية إلى حراس لأمن إسرائيل، وأصبح رجال إسرائيل ودبلماسيوها يجوبون معظم العواصم (العربية) دون قيد أو شرط، والحكام العرب هم الذين فتحوا مجالاتهم الثلاثة (الجو، والبحر، والبر) لغزو العراق واحتلاله من قبل أمريكا وبريطانيا، واجهت أمريكا أزمة مالية في تسعينيات القرن الماضي، فأمرت الحكام العرب بالنجدة فأطاعوا وسمعوا ونفذوا دون قيد أو شرط أو نقاش- أمريكا هي التي أمرت الحكام العرب بإدخال تعديلات جوهرية في مناهج تعليم أبناء العرب المسلمين خاصة ما يتعلق (بالدين والتأريخ) وكلف الحكام العرب في الأقطار العربية شركات أمريكية للصياغة والإشراف على مناهج التربية والتعليم لأبناء المسلمين وأجيالهم القادمة، وأمريكا هي التي أمرت الحكام العرب بموجب فتاوى مشايخ أمريكا وهم من أصول (عربية) بأن لا يقال على منابر المساجد إلا نواقض الوضوء والمحرمات مثل الزنا واللواط وشرب الخمر. هذا ما يحدث من حكام العرب والمسلمين ، ونحن نسأل قادة تنظيم القاعدة لماذا تقاتلون أمريكا وتطالبون بخروجها ورحولها من بلاد العرب وتتركون من يوالون أمريكا ويأوونها ويسمحون بوجودها في بلادهم؟؟ وما ذنب أمريكا حتى تقاتلونها إذا كان حكام العرب هم الذين يسمعون ويطيعون وينفذون كل ما تأمر به أمريكا دون قيد أو شرط؟؟ من الذي يجب أن تقاتلوه؟؟ إن عدالة الإسلام تقتضي أن تقاتلوا من يوالونهم (ومن يتولهم منكم فإنه منهم) ويأوونهم في بلادهم ومن يسمعون ويطيعون أمريكا في تدخلها حتى في كيفية عبادتنا لله لنعبد الله بالطريقة التي تريدها (أمريكا) وليس بالطريقة التي أمرنا بها الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم- وجهوا أسلحتكم كلها نحو (قصور) حكام العرب والمسلمين الذين يوالونهم ويسمحون بوجودهم في بلادهم وطالبوا بحكام لا يوالون أمريكا ويطردونها من بلادهم ولا تكون طاعتهم وانقيادهم إلا لله وحده حتى يكون الله وحده هو المعبود في أرض المسلمين كما هو في سمائهم، هذا هو المطلوب منكم ، وجهوا أسلحتكم نحو قصور من يأوونهم ويسمعون ويطيعون كل ما تأمر به أمريكا، وهؤلاء هم من يجب قتالهم. إن أمريكا التي أبادت شعبا كاملا من على وجه الأرض وهم الهنود الحمر، وجاءت إلى شواطيء أفريقيا وأسرت أجدادنا الأفارقة بقوة السلاح وذهبوا بهم إلى أمريكا ليعملوا عبيدا في أراضي الهنود الحمر الذين أبيدوا- أمريكا التي أبادت المسلمين إبادة جماعية في أفغانستانوالعراق وما زالت الإبادة مستمرة يوميا بسبب دخول الأمريكان في العراق، أمريكا التي تعين إسرائيل على إبادة المسلمين في فلسطين وتمد إسرائيل بالسلاح لتبيد المسلمين وبالمال لتقيم مستوطناتها على أراضي المسلمين الذين أبيدوا، أمريكا التي تفعل كل هذا بالمسلمين لا يراها أصحاب السلطان الموروث في بلاد المسلمين من حكام العرب والمسلمين (دولة إرهابية) بل الإرهابيين هم أولئك المسلمون الذين يطالبون بتطبيق شرع الله وإقامة مملكة الله في أرض الله حتى يكون الله وحده هو المعبود في الأرض كما هو في السماء، إذا فمن هم الإرهابيون؟؟ ومن هم الذين يجب أن يقاتلهم تنظيم القاعدة؟؟.