قال حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)، على لسان ناطقه الرسمي، محمد ضياء الدين: إن حركة الإصلاح الآن بزعامة الدكتور غازي صلاح الدين، تتلقى دعما من حزب المؤتمر الوطني الحزب الحاكم، ورفض التسليم بكون أن غازي أصبح أحد قيادات المعارضة، وعدّه مجرد (إصلاحي) على أن حركة الإصلاح الآن نفت هذه الاتهامات وعدّتها مجرد حديث لا قيمة له، وقالت: إن اشتراكات العضوية تتيح لها تسيير شؤون الحركة. مساحات واسعة هذا الاتهام- حسب مصدر عليم- تحدث ل (الوطن) أمس، لم يكن الأول، فعدد من قيادات المعارضة يرون أن حركة الإصلاح الآن تتحرك في مساحات واسعة، دون أن تتعرض لأية مضايقات من الحكومة، واستشهد بندوات الحركة التي أقامتها داخل وخارج العاصمة، وهذا ما دعا ضياء الدين للقول إن الإصلاح الآن لم تتعرض لما تعرضت له أحزاب المعارضة في السودان، في إشارة منه لتضييق الخناق على أحزاب المعارضة من قبل السلطة الحاكمة، قبل أن يصدر رئيس الجمهورية قراراً أعطى فيه الضوء الأخضر للأحزاب بممارسة أنشطتها بحرية. المتابع لنشاط الحركة يجد أنها كثفت من نشاطها الجماهيري، فلا يمر أسبوع دون أن تكون للحركة ندوة، في غياب تام لأنشطة بقية الأحزاب المعارضة لا سيما ذات الثقل الجماهيري مثل (الأمة)، (الاتحادي)، (الشعبي)، و(الشيوعي)، بجانب أحزاب (البعث)، (حق) و(الناصريين). لم تصادف حركة الإصلاح الآن أي عراقيل أو مطبات، باستثناء ما حدث داخل أسوار جامعة أم درمان الأهلية، حيث تم منع الحركة من إقامة ندوة، بجانب تعرض أمين شؤون الطلاب بالحركة للاعتقال- حسب ما تناقلته الوسائط الإعلامية. دولة العدل بعيداً عن هذه الاتهامات، فمطالبات الدكتور غازي، بإصلاح النظام السياسي، وسعيه لإقامة نظام ديمقراطي فاعل يصب في خانة الدولة المحايدة أو دولة العدل وهي- حسب تصريحات سابقة لغازي (الدولة التي يطمئن لها المواطن والتي يسكن إليها ولا يحمل فيها السلاح)، مثل هذه الدعوات فسرها البعض على أنها تهدف إلى إصلاح الحزب الحاكم من خلال وجوده القوي وإمساكه بمفاتيح اللعبة السياسية، على اعتبار أن إصلاح الدولة إذا ما تم فإن ذلك يكون في صالح المؤتمر الوطني. إصلاح الدولة الأستاذ محمود الجمل، عضو حركة الإصلاح الآن، أكد في تصريحات ل (الوطن) أمس، أن الإصلاح هدف رئيسي من أهداف الحركة، وأن إصلاح الدولة فيه إصلاح لكل الواقع المعيشي، وأن ذلك يقود بدوره إلى الإصلاح السياسي، (ناس البعث لو عندهم حل لمشاكل البلد خلاف عمليات الإصلاح فليقدموا لنا هذا الحل.. أقولها بصوت عال.. الإصلاح هو هدف الحركة)، وذكر محمود أنهم هم الوحيدون في الساحة السياسية الذين تبنوا مبدأ الإصلاح. وفيما يتعلق باتهامات حزب البعث، حول تلقي الحركة لدعم من حزب المؤتمر الوطني، نفى محمود ذلك، وقال إن حزبه لا يمت للنظام بأية صلة، مؤكداً أن أعضاء الحزب يدعمون كل أنشطته، وأن اشتراكات العضوية تفي بكل التزامات الحزب، (حديثهم مردود عليهم، هذا مجرد كلام لا قيمة له).. قبل أن يشير إلى أن عضوية الحركة من المنشقين عن المؤتمر الوطني لا تزيد عن ال (20) %.. تسيد الساحة وقال محمود: إن الإصلاح الآن استطاعت أن تفرض وجودها في الساحة، وقدمت أطروحات عديدة، وأن إسهامها كان فاعلاً في المشهد السياسي، خلاف عدد من أحزاب المعارضة، وقال: (ما هو مفهوم المعارضة لدى حزب البعث الاشتراكي، هل يعارضون النظام القائم من أجل الوطن أم من أجل شيء آخر..؟)، وطلب الجمل توضيحات من كل من يدعي أن الإصلاح الآن تعد تيارا داخل الوطني، مبيناً أن صحة هذه الفرضية لا تدعم حقيقة تكوين الحركة، وتسيدها للساحة عبر أنشطتها وندواتها العديدة. خصوم الحركة الفرضية الأخيرة التي تذهب للقول إن الإصلاح الآن جزء أو حتى تيار تابع للوطني، بُنيت على مشاهدات، قد تكون مقبولة لدى خصوم الحركة، من هذه الفرضيات ظهور دكتور غازي في التلفزيون القومي، وعدد من القنوات والوسائط المملوكة للدولة، منها استضافته في برنامج مؤتمر إذاعي حيث قال غازي في البرنامج: إن إصلاح السلطة سيصلح جميع المؤسسات، قبل أن يشير إلى تواصل حزبه مع بقية الأحزاب.. (نحن نتصل دون تفضيل بالقوى السياسية المعارضة، وطرحنا لهم وجهة نظرنا من الحوار وفي اعتقادنا أننا قد نتوصل معهم إلى اتفاق موحد في مسألة الحوار). أهمية الحوار محمود، عدّ أن ظهور الأخير في هذه القنوات أمر طبيعي، وأنه حق من حقوق أي مواطن، وتسنده التشريعات والقوانين، وقال: إن قيادات من أحزاب المعارضة يتم استضافها في القنوات الرسمية مثل إبراهيم الشيخ، وأبو حسبو. وأكدا ما ذهب إليه غازي حول أهمية الحوار حيث أشار إلى أنه لا بديل للحوار إلا الحوار، (حوار لا يستنثي أحدا.. أيا كان ومهما كان)، ولأهمية هذه النقطة شدد محمود على أن للحركة اتصالات وتفاهمات مع أحزاب المعارضة. ثم انتقل محمود الجمل بحديثه إلى محور آخر، حينما أوضح أن الحركة تقدم لمسؤولي المحليات التي تقام فيها ندوات أو أية أنشطة تتعلق بالحزب، تقدم لهم أذونات لتصديق النشاط الذي تهدف الحركة لإقامته. (شغلنا واضح.. لا نملك أية أجندة نخفيها عن الناس). واختتم الجمل حديثه مستغرباً أن تكون اتهامات حزب البعث.. خطاً للمعارضة، موضحاً أن البعث يخدم بذلك خط المؤتمر الوطني.