ويستمر البحث السوداني والأمل البسيط، ويتطلع كل الشعب بيأس ملاحظ في الشاشات الممدودة أمامهم علهم يلمحون طرف توب سوداني أو جلابية فوق رأس صاحبها عمامة فيبتهجون لأن في البرازيل شيء ما من السودان ليحتفلون. وهذا بالتحديد هو ما منحته لهم تلك الفتاة الخلاسية ذات الصوت المؤثر والأداء العالي بطلتها الجميلة والبهية، منحتهم سبباً إضافياً لحضور مباريات كأس العالم ومتابعة النشرات الأخبارية، وجعلتهم ينظرون إلى العاصمة البرازيلية وبقية المدن هناك بشيء من الحب والمعرفة، كيف لا وهي تحتضن وسط كل خضرتها ومواسم حسنواتها الفاتنات بت سودانية قادرة على المزاحمة في كل المساحات لتظهر وهي تتحدث بتلك اللكنة السودانية المعروفة وتتحدث عن (ميسي وروبن نيمار وغيرهم من النجوم) حديث المعرفة والأصدقاء وتظهر وهي برفقة من يحبون سيرته جداً قبل تدريبه صاحب «التيكا تاكا» المدرب الفرنسي الشهير (بيب قوارديولا) لتمنحهم سبباً آخر للفرح وتشجيع البايرن. نانسي محجوب .. مذيعة قناة الجزيرة وموفدته إلى البرازيل التي تتابع فعاليات المونديال مراسلة من العاصمة البرازيلية لتنقل للعالم أجمع للناطقين بالعربية وبغيرها كواليس المونديال وكل ما يحدث وراء الكاميرات قبل وبعد وأثناء المباريات وتخبرهم ماذا يحدث في الفنادق حيث تقيم الفرق وتطمئنهم على نجومهم وأخبار عودتهم للملاعب وحكايات المدربين من ذهب ومن تألق ومدد عقده. الشابة المولودة في ثمانينيات القرن الماضي لأب وأم سودانية هما «محمد محجوب عبد الرحيم» والذي غادر السودان باكراً صوب العاصمة القطريةالدوحة باحثاً عن مستقبل أفضل، عمل هناك ولمدة طويلة واشتهر بالجد والاجتهاد والسلوك الحسن حتى أن السلطات القطرية منحته لأكثر من مرة جائزة أفضل مقيم في دولة قطر (أداء وسلوكاً)، أما والدتها فهي المعلمة «انتصار» التي تعمل مدربة للسباحة في كل مدارس قطر ومقيدة في وزارة التربية والتعليم فيها. تلقت نانسي تعليمها الأولي في الدوحة وكذا الثانوي، قبل أن تنتقل إلى العاصمة الأردنية عمان لتلتحق بجامعة العلوم التطبيقية الخاصة حيث تم قبولها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وتفوقت الشابة في كل سنين دراستها واشتهرت بين زميلاتها وأقرانها بالتفوق والمعرفة العالمية والاجتهاد وحب الرياضة والثقافة الرياضية العالمية والمحلية المرتفعة والعالية، كما أنها امتازت بالشجاعة الأدبية التي تميزت فيها وسطع نجمها هناك وجها له القدرة العالية على الأداء الإعلامي والتعبير والتحدث وإدارة الحوارت في المناشط الثقافية والفكرية التي تقيمها الجامعة خاصةً تلك المرتبطة بالنشاطات الرياضية المختلفة ومن ثم عادت بعد التخرج وتزوجت من الباشمهندس «سامي الحاج» الذي يعمل في مجال الهندسة في دولة قطر ومقيم فيها ورزق من زوجته بابنة وبنت هما «يوسف وأسماء» في مراحل الدراسة الأولية. بدأت حياتها العملية كما توقع لها الكثيرون من حيث إنها تمتلك ناصية القدرة والاستعداد الفطري الذي صقلته بالدراسة والثقافة العالية، فالتحقت بتلفزيون قطر وعملت فيه عامين أو أكثر قليلاً محررة للأخبار ثم ولجت الأستديوهات لتقرأ نشرات الأخبار وتشربت الخبرات الأدائية والعملية قبل أن تغادره إلى العمل الإذاعي في إحدى الإذاعات هناك والمعروف عن الإذاعة أنها تعطيك كامل القدرة الأدائية لقراءة النشرة الإخبارية ومنها سطع نجم الشابة السودانية التي اشتهرت ب(نانسي السودانية) ووضحت قدراتها العالية في الأخبار فالتقطتها قناة الجزيرة التي رأت فيها الإمكانية اللازمة للعمل فيها حيث بدأت هناك محررة أخبار رياضية في القسم الرياضي ثم انتقلت إلى وظيفة معدة تقارير وهي فترة لم تمتد طويلاً قبل أن تتمكن نانسي من أن تحجز لنفسها مكاناً داخل أستديوهات قناة الجزيرة الإخبارية كقارئة للنشرة الرياضية وسط أسماء إعلامية عربية كبيرة ووجه لا يشق لها غبار في قراءة الأخبار. في شهر يوليو العام 2013 اتحفت نانسي محجوب العالم بتقديمها واحداً من أجمل وأفضل التقارير الإخبارية الرياضية على مستوى العالم حينما أبدعت في نقل فعاليات المباراة الختامية لبطولة قطر المفتوحة للتنس (أكسن موبيل)- الحادية والعشرين رجال- تلك المباراة التي أقيمت في ملعب مجمع خليفة للتنس والأسكواش وفاز بها الفرنسي «ريشار غاسكيه» على نظيره الروسي «نيكولاي دافيدينكو» بمجموعتين لواحدة. اختارتها قناة الجزيرة لتكون موفدتها لتغطية فعاليات مباريات نهائي كأس العالم في البرازيل وهي الآن في قلب العاصمة تتنقل بين المدن والملاعب والميادين تتابع وتنقل وتحلل وترسل الأخبار والتقارير التي كان آخرها عن لقاء أمس الأول فرنسا وسويسرا التي أقيمت على ملعب (أرينا فونتي نوفا) في مدينة سلفادور البرازيلية . نانسي محجوب تعد الوجه النسائي السوداني الأول ظهوراً على شاشة الجزيرة، وهي في رأي النقاد والمختصين صاحبة صوت قوي وأداء واثق ومتفرد من حيث اللغة والصياغة وطريقة القراءة والتقديم. وهو ما أكدته مذيعة قناة (إسكاي نيوز) رفيدة ياسين التي وصفت أداءها بالمتميز والمتقدم، وقالت: إنها تتوقع لها مستقبلا باهرا وناجحا في هذا المجال الجديد على السودانيات. الخبير الإعلامي السوداني والمهتم بكرة القدم العالمية مأمون الطاهر أشار إلى التجربة بوصفها نادرة ومشرفة، وقال: إن نانسي تقدم تقارير ذات مستوى عالي ومليئة بالمعلومة والمادة الخبرية الجيدة. والآن يتوقع الجميع بعد انتهاء فعاليات نهائيات كأس العالم أن تسلط الأضواء على الشابة السودانية بقوة وكثافة وذلك بعد التألق اللافت والأداء المتميز والمختلف الذي قدمته في البرازيل، ونتمنى لها نحن بدورنا ليس فقط من باب أخوة الدم والوطن بل من باب حب الإبداع والموهبة أن تتقدم إلى الأمام وتصبح من الأسماء العالمية الواثقة التي نستطيع من خلالها كإعلام وكمجتمع وشعب أن نوثق ونحتفل ونبتهج بما حققته لنا ولوطنها الأول السودان.