الطنبور صديقنا وعزنا وملجأنا نسمع فيهو من ماقمنا لا ملينا لا ملانا.. لا شك أن أغنية الطنبور لها وقع خاص عند قبيلة الشايقية «تحديداً» باعتبار أن أغنية الطنبور هي إرث وتاريخ وشعور حميد وراسخ في النفوس.. ولا أحد لا يطرب عندما «يرن» الطنبور ويصعد صوت «الدليب».. نعم طرب لا شعوري حتى لو حاول الإنسان يخفيه لا يستطيع.. أذكر.. كنا في رحلة للولاية الشمالية بصحبة النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق الاستاذ علي عثمان محمد طه لافتتاح طريق «ناوا كريمة» وكبري أرقي دنقلا .. بعد انتهاء مراسم الاحتفال كان الغداء بقرية الكرفاب مسقط رأس «شيخ علي». أذكر عند وصولنا «لصيوان المناسبة» كان «ثنائي العمراب» وصوت الغناء عالياً عبر مكبرات الصوت.. «شيخ علي» وبدون ما يشعر بالطبع «بشر» و«هزة» بعصاته على ايقاع الطنبور وصوت الدليب.. حتى بعدما جلس.. كنت متابعاً له.. ولم يستطع يخفي هذا الطرب وكان ذلك واضحاً من تحريك جسمه.. وتحديداً تقاسيم وجهه وكفيه.. أنا شخصياً ربما الوقار يمنعني حضور مثل هذه الحفلات إلا في النطاق الأسري الضيق.. ولكن.. إذا في حفلة في الجيران.. عندما «ترن» الأسلاك.. وينبعث صوت الفنان وصفقة الكورس.. وايقاع «الطبلة».. «أطير واندق» فوق سريري ولا أنام الليل أبداً. أذكر.. سافرت بصحبة شيخنا وحبيبنا حافظ القرآن والداعية المعروف الشيخ حامد أحمد علي حامد.. بعد أن عاد من الاردن معافى بعد العملية الجراحية التي اجريت له بقلبه العامر بالايمان.. سافرنا الى الزومة قريتنا الحبيبة بالولاية الشمالية الوفد كان كبيراً والفرحة أكبر.. وقد تكفل «شيخ علي» جزاه الله خير الجزاء.. بتكاليف اجراء هذه العملية تقريباً.. وكان كل الوفد في ضيافة «بيت القرآن» منزل الراحل المقيم الشيخ أحمد علي حامد.. والد حفظة كتاب الله.. الفقير.. حامد .. عوض.. عبدالباقي.. عبدالباري «حفظهم الله». أتذكر.. كانت هناك مناسبة زواج «بفنان طنبور» بالطبع.. داخل نفسي أرغب في حضور هذه المناسبة.. والاستماع والاستمتاع بفن الطنبور.. ولكن كيف ذلك وأنا داخل بيت محاط بالعلماء وحافظي كتاب الله. جلس بجواري شيخ حامد «الصديق» و«هذا هو الاسم في قرية الزومة» قوم أمشي أحضر الحفلة دي .. رديت عليه مستنكراً لا يا شيخ حامد «معقوله دي» أنا في بيت قرآن.. «فعاجلني» ما فيها حاجة ودي برضو مشاركة «بعدين» انت ليك زمن يكون ما حضرت حفلة طنبور قوم قوم.. بالفعل «قمت» ومشيت وحضرت.. وشاركت.. وعدت بعد منتصف الليل لذات بيت القرآن.. وأين نحن من علماء السلطان الذين يفتون في كل شيء هذا حرام وذاك حلال .. يفترون على الله الكذب وإن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون.. وأغنية الطنبور الآن انتقلت من المحلية الى القومية وانتشرت وتوسعت وخرجت حتى الى خارج السودان.. وذلك يرجع الفضل للقامات الفنية السامقه من فناني الطنبور الأحياء منهم نسأل الله لهم طول العمر والصحة والعافية.. والذين رحلوا للآخرة نسأل الله لهم المغفرة والرحمة.. آخرهم القامة الفنان الراحل عثمان اليمني.. والحمد لله تواصل الأجيال مازال مستمراً بذلاً وعطاءً.. فنانو الطنبور الشباب مواصلون المسيرة.. كل هذه المحاور التي تناولتها بأن أغنية الطنبور.. وفن الطنبور رقم كبير لا يمكن تجاوزه. ولكن لابد لأغنية الطنبور أن تتطور وطبيعة الاشياء التطور نحو الأفضل والأحسن. كيف ذلك.. نخرج في فاصل ونواصل تقليب صحيفة (الوطن) ماذا قالت؟؟!!.