في خطوة مفاجئة وحين غفلة من الزمان خطط لها بإقصاء خفي متعمد تمحور الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل وقلبت المرحلة موازينه وفعلت به مثلما تفعل الرياح بمجرى السفن تحول بغتة من حزب إلى امبراطورية خاصة -أي- إلى آل الدقير، لا شك أن جدارة المرحلة كفيلة بانتزاعه هذا إذا ما استبعد الاحتمال الذي ظلت تردده قيادات الحزب واتهامهم لقيادته الحالية المتمثلة في أمينه العام د. جلال يوسف الدقير وشقيقه الأمين العام لولاية الخرطوم بسرقة الحزب من آل الشريف وتكوين امبراطورية (دقيرية) خاصة ، على الرغم من أن الشريف زين العابدين الهندي هو من قدم د. جلال للقواعد الاتحادية، لكن ثمة شيء ما دفع بالقيادة أن تجمد المؤسسات الحزبية وأن ترفض حذو الشريف زين العابدين الهندي وتحيله من حزب ذات قاعدة جماهيرية عريضة واسهام فاعل إلى كيان أشخاص تتصدرهم أسرة بعينها حسبما ترى القيادات الاتحادية.. نعي حزب ابنة الشريف زين العابدين الهندي (سلافة) حزمت حقائبها لتنصب خيماً لمأتم حزب كان ميلاده النضال نعته دون تردد وبعد صمت طويل ومواقف أجبرتها لتجميد نشاطها الحزبي مؤكدة في تصريحها ل(الوطن) أن قيادة الحزب تعمدت إقصاء كل من ينضم من أسرة الشريف الهندي إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي على الرغم من اننا لا نعمل تحت مسمى آل الشريف ورغم الإدراك الجيد للقيادة والقواعد بانه الحزب الاتحادي الديمقراطي حزباً جماهيرياً وليس ملكاً لأسرة، وأضافت أن الانقسامات والتكتلات التي عصفت بالحزب الاتحادي الديمقراطي إضافة إلى تجميد الأمين العام للمؤسسات الحزبية كانت جديرة بتجميد نشاطي وانسحابي من الحزب، وأبانت أن التنظيم في الحزب لا يسير بالصورة الصحيحة، وهنالك من يتمتع بكفاءة تفوق من هم في قيادته الآن وتابعت (ادارته لم ترضيني ) وفي سياق ذي صلة اتهمت مريم ابراهيم الشريف ابراهيم الهندي الأمين العام المركزي د. جلال والأمين الولائي محمد يوسف الدقير بالسعي لايراث الحزب الاتحادي وتحويله إلى امبراطورية خاصة بعد أن كان ملكاً للجماهير، وأضافت أن القدر هو من حول الحزب إلى آل الدقير لأن عباءة آل الهندي وطنية وليست حزبية على الرغم من وجودهم العميق في الحزب الاتحادي واسهامهم ودورهم الفاعل الذي كان ولا زال حافلا بالنضال. وأرجأت اقصاء آل الهندي من قبل قيادة الحزب لتخوفهم من الكفاءة الفطرية التي يتمتع بها الأشراف مستنكرة بشدة أن يكون آل الدقير سرقوا الحزب، قائلة: لا أحداً يستطيع سرقته كحزب وإنما كمؤسسات فقط وتابعت في كلتا الحالات لا توجد مسابقة بين الأسرتين لأن ممارسة آل الهندي في الحزب فردية وليست كأسرة ولا يوجد تفويضاً من آل الشريف على الحزب الاتحادي. اختطاف ومملكة خاصة القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي عبد الحميد جبريل اتهم قيادة الحزب باختطافه من قواعده وجماهيره وأضاف ل(الوطن) أن الدقير ومن معه اختطفوا الحزب ويريدون أن يرثوه وعملوا على تحويله إلى اتجاه مخالف لما يجري في الساحة والواقع السوداني وأصبح يدور عكس عقارب الساعة وفي ذات الاتجاه اتفق القيادي بالحزب سليمان خالد مع سابقه في الحديث مؤكداً بان الحزب تحول إلى مملكة خاصة أوقفت بموجبها كل الهياكل واللجان المؤسسية، مردفاً أن د. جلال يسير في تكوين امبراطورية شخصية على حساب الحزب ونضالات الأشخاص في تاريخ الحركة الاتحادية وعليه أن يتحمل هذا الوزر التاريخي، مضيفاً أن الساحة السياسية الاتحادية الآن تطالب د. جلال بتقديم استقالته، وتابع أن الدقير ومن معه زجت بهم ظروف المرحلة ولان الشريف كان يدرك تقاربه مع شخصيات المؤتمر الوطني استخدمه كمرحلة والآن انتهت مرحلة ولا عاد يقدم شيئاً للحزب ولم يحقق تطلعات الحركة الاتحادية، وتابع أن جلال ومن معه حاولوا اقصاء آل الهندي ونجحوا في ذلك بتأليب الناس ضد الشريف صديق الهندي إلى أن ذهب به الفصل من الحزب والآن يتكرر نفس السيناريو مع الشريف حسين.. ومن جانبه أقر القيادي بالحزب الاتحادي عبدالكريم عبدالله عوض الكريم بالممارسات المدمرة التي تمارس من قبل القيادة على الحزب الاتحادي، واصفاً إياها بممارسات أناس يفتقرون للتأهيل وليس آل الدقير فحسب وإنما كل القيادات الأخرى جازماً بان آل الشريف لا أحداً يجرؤ على اقصائهم من الحزب، وذلك لاسهامهم الممتد عبر مراحل الحزب منذ نشأته وإلى يومنا هذا ونحن لسنا عبده أشخاص لكن هؤلاء أسرة يشهد لها نضالها والحزب الاتحادي على الرغم من انه ليس ملكهم ولكن لا يسوى شيئاً دونهم. على الرغم من ذلك إلا انه لا زال السؤال يتصدر أذهان الكثير من المراقبين ، تحول الحزب الاتحادي من آل الشريف إلى آل الدقير سرقة أم انتزاع أم تمحور مرحلة؟