الدعم السريع: الخروج من الفاشر متاح    لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟    12 يومًا تحسم أزمة ريال مدريد    تشكيل لجنة تسيير لهيئة البراعم والناشئين بالدامر    البرهان يتفقد مقر متحف السودان القومي    التفاصيل الكاملة لإيقاف الرحلات الجوية بين الإمارات وبورتسودان    بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    "واتساب" تحظر 7 ملايين حساب مُصممة للاحتيال    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالفيديو.. فنان سوداني يعتدي على أحد الحاضرين بعد أن قام بوضع أموال "النقطة" على رأسه أثناء تقديمه وصلة غنائية بأحد المسارح    شاهد بالصورة.. بعد أن أعلنت في وقت سابق رفضها فكرة الزواج والإرتباط بأي رجل.. الناشطة السودانية وئام شوقي تفاجئ الجميع وتحتفل بخطبتها    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كشف المكسوت عنه : المنظمات الوجه القبيح لأمريكا 8
أطردوا المنظمات الانسانية ليعود الإنتصار إلى ساحاتنا الإنقاذ في حماسها إندفعت تعادي الغرب وأمريكا بصورة سافرة قبل أن تثبت أقدامها في الأرض وتقوي الجبهة الداخلية.. إضاءة
نشر في الوطن يوم 27 - 08 - 2014

الزمن المتخثر يمضي ومازال الزيف حقيقة، عاماً خلف عام، والوطن يسقط في التجربة خيطاً من الدماء بين الجرح وحد لسكين يختبئ في صرر المهجرين والمشردين والنازحين والمذبوحين واللاعبين في السياسة بين النار والموت يأتمرون على الناس ضد الناس النازحين والمهاجرين.
من دبّّر من خطط وسحب الارض من تحت خطوات الناس في دارفور ؟ والدفاتر عتيقة لا من الناس من سأل ماذا فعلوا؟ والحرب تحمل الموت تزور القرى والقرية خلف القرية تقتل أسماءها وتنام، واللعبة تكبر تصبح بحجم الكبار من القوات المتعددة الجنسية ... ثم ... ثم... حاول أكامبو تنفيذ سياسة الفوضى الخلاقة ذلك المصطلح الذي رسمته اسرائيل لسياستها الخارجية في بعض الدول التي لم تنجح معها سياسة التهديد والوعيد في الهجوم العسكري والمحاصرة التي تقوم بتنفيذها نيابة عنها أمريكا وكانت تلك أوهام مدعي لاهاي بالاعتماد على الفوضى التي كانت ستزيح البشير ومن خلالها تظهر شخصيات جديدة لنج !!
وقفنا عند إخفاق حكومة الإنقاذ بمعرفة أصول وفن التفاوض في إرباك الخصوم، إذ بتقديمها التنازلات بدون مقابل مما أدخلها في كثير من الورطات والأزمات، ففتحت الثغرات لدخول هذه المنظمات المشبوهة، وفي سردها لم أشأ أن أربط تسلسل الأحداث ببعضها بل جعلت أحياناً فقرة تلج في اختها وتعقب كل منهما الأخرى دون مهلة أو تراخ أو فاصل قلمي، وهذا أروح للنفس، ولهذا نمضي في هذا الطريق، ونقف وقفة قصيرة أو إتكاءة قبل الدخول إلى عش الدبابير مع هذه المنظمات الانسانية المشبوهة فنقول:
لقد جاءت أول حكومة سودانية بعد الاستقلال تحمل في طياتها أسباب الفشل والقصور لكونها ورثت وضعاً حرجاً في الجنوب وجبال النوبة ولا سيما إذا ما عرفنا هدف السياسة البريطانية التي كانت مطبقة في تلك المناطق التي عرفت «بالمقفولة».
فورثت أول حكومة وطنية حرباً أهلية استمرت لعقود متتالية، وهي نفس الحرب التي أفرزت الإحتلال البريطاني للسودان، ثم اتجهت بريطانيا لمجابهة مؤتمر الخريجين الذي اعتبرته ذراعاً مصرياً يهدف إلى مصرنة السودان.
كانت المصالح الأمريكية في تلك الفترة تتركز على إحتواء وإيقاف المد الشيوعي من التمدد في القارة البكر، فتحول الهم الأمريكي إلى إحتواء الاتحاد السوفيتي وتدميره فدخلت معه في سباق تسلح إلى أن انهار عام 9891م، وبالتالي لم يعد يواجهها عدو أو يواجه مخططاتها وسياساتها. فاتبعت لتحقيق أهداف متنوعة أهمها القضاء على أي نظام يعادي واشنطن، اما بإقتلاعه أو بالقضاء عليه بتغيير سلوكه من خلال فتح الباب للشركات الأمريكية لتصل إلى أي موقع وتستثمر وتربح وخاصة في مجال النفط.
والهدف الثالث أن تكون الأسواق العالمية مفتوحة أمام السلع الأمريكية وأمريكا نفسها لم يكن لديها اهتمام كبير بأفريقيا طوال فترة الخمسينيات والستينيات، لأن هدفها الأساسي كان إحتواء الاتحاد السوفيتي وتأمين إعادة أوروبا الغربية وتأمين دول جنوب شرق آسيا، فأفريقيا كانت خارج أجندة السياسة الخارجية، وكان أول اهتمام أمريكي بأفريقيا في السبعينيات نتيجة لدخول الاتحاد السوفيتي منطقة البحر الأحمر، وبعد انهيار السوفيتي وانهيار حائط برلين بدأت افريقيا تكسب أهمية لدى الولايات المتحدة والغرب لأسباب متعددة منها الثروات الطبيعية وعلى رأسها النفط.
وكان من أهم الاستراتيجيات الأمريكية في ذلك الوقت أن تعمل على تسوية الصراعات في افريقيا وأن تحرك ذلك لخدمة مصالحها، فكانت تسوية الفصل العنصري في جنوب افريقيا، ولعبت دوراً بارزاً في احداث التسوية في يوغندا منطقة البحيرات والسودان وليبيريا.
وكان مفهوم محاربة الإرهاب أهم مداخلها للسيطرة على بعض الدول التي ترى فيها مهدداً لمصالحها وتقف عائقاً في وجه بسط نفوذها وتحقيق أهدافها، وكان أهمها السودان على الإطلاق وكانت عينها على بترول السودان الذي ادخرته لهذا الوقت عن طريق شركة شيفرون التي أقرت أن بترول السودان ليس بكميات تجارية وتم ردم الآبار بالخرسانة، ووضعت خطة للاستفادة منه بداته من عام 5002م بإعتبار أن بترول الخليج يمكن أن يستعمل في تهديدها وتهديد سياساتها وسياسة حليفها الأول اسرائيل..
وكان للوجود الصيني في افريقيا واتجاهها للاستثمار فيها عامل من عوامل الإهتمام الأمريكي المتزايد بافريقيا ولا سيما بعد أن انشأت الصيني منتدى التعاون الصيني الافريقي وأصبحت الصين بالتالي نصيرة لعدد كبير من الدول الافريقية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية التي تخدم الأجندة الأمريكية في وقت اهتمت الولايات المتحدة بالحرب ضد الارهاب وتنفيذ هجمات استباقية في أماكن محتملة أن تمثل ارهاباً على زعمها ، وذلك أن واشنطن انجرفت مع السياسة الاسرائيلية وللوبي اليهودي المسيطر عليها، فكان أن تجنبت الدول الاسلامية الدخول في مواجهة مباشرة ضدها وبعضها أحنت رأسها للعاصفة إلا حكومة الخرطوم .. بسبب النظرات التجزيئية والتلفيقية فأخذت تعادي واشنطن بصورة سافرة مستفزة قبل أن تثبت أقدامها في الارض وتأمن جبهتها الداخلية الأمر الذي أدى إلى السقوط والاحباط وتأزيم المشكلة أكثر وأكثر تحت وطأة هيمنة أمريكا بالمشروع الحضاري الغربي، فاندفعت تكبر وتصرخ وتهلل امريكا روسيا دنا عذابها.. ولم تعط عالم الأفكار القدر الذي يستحقه مما أفقد المشروعات المطروحة التخطيط المطلوب دون بناء عالم معرفي وثقافي صحيح.. فالتوهم بان حقن الامة بشحنة من الحماس والخطب ومزيد من التوثب الروحي والتذكير بالأمجاد المشرقة للواقع التاريخي الإسلامي كفيل بانطلاقها من جديد.
فالتخطيط السليم والإعداد النفسي أمران مطلوبان في الحرب لتحمي القضية من الفشل وآفات الرفض والاحباط وعدم التسديد وسيطرة ذهنية السهولة ، هذا المفهوم يتصل بمفهوم أعمق لمعنى الحياة حتى ولو لم يوضع ضمن صيغة أو سياق واضح وبعض الأحيان دون إدراك واع لان الزمن في هذه الحالة ليس زمناً قادماً أو حتى ممكناً إنما هو الاتصال بالحياة والاشتباك فيها ومعها الآن وليس في أي وقت آخر.
في لحظات الزهو يكون هذا المفهوم مقنعاً للذات وكافياً ايضاً لأنه يخلق الرضا والإشباع لكن في لحظة أخرى أو في لحظات مختلفة يصبح هذا المفهوم عبئاً وسبباً لتأنيب الضمير وربما الشعور الخواء مما يدفع إلى مواقف معاكسة.
اما العود الثاني فهو غدر الايام فلا حاجة للحديث عنه إذ بمقدار ماهو بعيد فانه شديد القرب ملاصق للروح وهذا ماحصل تماماًَ للحكومة.
إن توقيع نيفاشا وتقديم تنازلات كبيرة طمعاً في وعود واشنطن الزائفة في الزمن الخطأ، مثل هذه النظرة إلى الزمن تخرجه من دائرة التعامل أية ضرورة حضارة ومحاولة السيطرة عليه دون جدوى وتنتهي بمجرد وقوعها وتصبح في التو لحظة ماضية بدون حسد نفسها وتهيئة أفكارها وموضوعاتها مما يصقل أدواتها وأشياءها للوقت الذي يبدأ رحلته ولعل من الأخطاء الذاتية وهي الخطر الحقيقي الذي يهدد المواقع الاسلامية ومنها الموقع الفكري والثقافي غياب عمليات التخطيط والنقد والمراجعة والتقويم، وهو وراء تكريس هذه الأخطاء وتكرارها وتمكين المؤثرات الخارجية للتحكم في مسار الأمة وعدم الإعتبار والإفادة الصحيحة من دعوات الصلاح السابقة التي لم تخرج همومها من الإحساس بالمشكلة دون تلمس الحل ومحاولة، معالجة الأمور بعقلية ذرائعية تعفي الذات وتلقي التبعة على الآخر، وهذا مجاف لمنهج القران (قل هو من عند أنفسكم) هذه الأخطاء الداخلية من أكبر المعوقات لنهضة الأمة.
وقد فطنت دولة مثل ماليزيا لم تستعمل البطاقة الإسلامية شعاراً بكثافة ضد أمريكا رغم انها أكثر تديناً من الانقاذ.. فقد وعد أحد كبار مسؤولي حزب ماليزيا المعارض الناخبين بانهم سيذهبون إلى الجنة إذا ما صوتوا للحزب الاسلامي المعارض الذي يسيطر على ولايتين شماليتين وله 62 مقعداً في البرلمان وطالب زعيمه (هادي أوانغ) بتعديل الدستور بحيث لا يحتل منصب رئاسة الوزراء إلا مسلم ويثير أوانغ تساؤلات عن الأسباب التي دفعت برئيس الوزراء عبدالله بدويإلى عدم امامة الصلاة على روح أمه التي توفيت أخيراً وتساءل كيف يمكنه أن يكون مسلماً جيداً ؟
والمثير للنظر هنا انه بالإهتمام إلى الطريقة الخامته التي رد بها زعماء اندونيسيا المجاورة على إطلاق سراح الزعيم الارهابي المزعوم أبوبكر باعشير خشية استعداء الغالبية المسلمة في البلاد فان عبدالله بدوي لم يقع في الفخ ذاته مع طرح المعارضة المتطرفة المسلمة في ماليزيا إذ يقول متشاروه الكبار إن استراتيجية تقوم على تجاهل دعوات مسئولي الحزب الاسلامي المعارض فهو تجاهل هذا الحزب كلية وسار قدماً مركزاً أكثر على الاسلام العصري المعتدل لذلك فاز بالأغلبية الاسلامية في الانتخابات ولم يتطرف أو يعادي واشنطن عداءً سافراً مثل الانقاذ في بدايتها فكان يمكنها أن تطبق السياسة الناعمة وتترك التشدد للشعب والمعارضة الدينية لأن أمريكا لا يمكن أن تعادي الشعوب ولكنها تركز على الحكام فلو كانت الانقاذ يوم تفجرها مضت في مشروعها الحضاري بصمت وبدون ضجة واستعراض كبيرين لما لفتت إليها الأنظار بالتكبير والتهليل بمكبرات الصوت السادة الأمريكان ليكم تدربنا؟!
قال المحاسبي رحمه الله في الوصايا :"" اذا أعلن الناس بالدعاء فأسروا دعاكم فيما بينكم وبين ربكم فإن ذلك أبلغ وأوفق لمحبة الله عز وجل وأجزل للثواب ، لقد كان المسلمون يجتهدون في الدعاء ما يسمع لهم صوت وإن كان منهم.. إلا همس بينهم وبين ربهم وذلك أن الله عز وجل ذكر عبداً صالحاً ورضى قوله ، فقال عز وجل (وزكريا إذ نادى ربه نداءً خفياً) فهذا فضل مابين الرجلين أحدهما يجهر بدعائه فان كان في ملأ تعرض للفتنة ورضي بأقل الثواب والآخر يخفي ويتضرع.
وذكر أين قتيبة في عيون الاخبار عن الأوزاعي قال.. قال عبثة بن ربيعة يوم بدر لاصحابه به( ألا ترونهم بعين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جثياً على الركب كأنه فرس يتلمظون تلمظ الحبات).
فهلا التفتت الحكومة لتأمين جبهتها الداخلية كما فعل عبدالله بدوي في ماليزيا، وأوردغان في تركيا، وحزب النهضة في تونس..
لكانت ضربت عصفورين بحجر واحد (المعارضة والغرب) وسمعتهم السيدة عائشة رضي الله عنها يكبرون يوم الجحل فقالت (لا تكثروا الصياح فان كثرة الصياح عند اللقاء من الفشل).
فسياسة العرب تؤكد نظرية اسحق رابين فتجدهم دائماً ما يعتبرون الخروج عن الاعتدال إلى التطرف تجديداً بين انك لا تجد هذا الاعتدال موجوداً في قاموسهم إلا عند التفاوض مع العدو وهو مذوم في هذا المواطن فتركوا المواجهة مع العدو التي هي الرصيد المهم في الفقه السياسي المعاصر، ثم استعجالهم النتائج قبل نضج العملية التفاوضية وعدم الاستفادة من الرصيد الناجح للآخرين ولا الاتعاز بالتجارب الماضية.
وأذكر انني تعرضت لتجربة تصلح كمثال ذا دهمتني عربة تاكسي قادمة بسرعة وسببت لي الأذى الجسيم وكنت يومها في مأمورية بالخرطوم وأنا موظف بهيئة السكة الحديد عام 6791م وكنت أهم بعبور الشارع من الشرق إلى الغرب يتقاطع شارع الإرسالية مع شارع البلدية فصدمتني العربة فلم استفق إلا وأنا بالمستشفى الملكي بأمدرمان وكان الحادث قد سبب لي الأذى الجسيم ولشقيقي الأذى البسيط فمكثت بعدها عشرة أيام تحت العلاج وعدت إلى عملي بعطبرة بعدها فرفعت شرطة قضية ضد صاحب العربة بتهمة السواقة باهمال وتسبب الأذى الجسيم والبسيط وتم استدعاؤنا فجأني الرجل ومعه عمه قبيل إنعقاد المحكمة وطلبا مني أن أتنازل لهما فأخبرته بانني لم أرفع عليه هذه القضية إنما كان ذلك من ناس المرور وتحت الحاحهما، قدمت التنازل ولما حانت الفرصة للمثول أمام القاضي قال لي رجل الشرطة المتحري في القضية.
تنازل إليه هل أعطاك شيئاً؟ فأجبته بالنفي ولكن سؤاله استفزني فيما بعد كوني قدمت لهما تنازل بدون مقابل، وشرعت في رفع قضية مدينة أخرى ضد سائق العربة وشركة التأمين وكسبت القضية بعد أن حكم القاضي لي بتعويض قدره 0063 جنيها وكان آنذاك مبلغ محترم يكفي لنفقات سفرك للحج فاستفدت من التجربة.
اما حكومتنا والعرب عموماً فحدث ولا حرج..
فعندنا صاغ اللورد كاردون مشروع القرار 242 بعد هزيمة يونيو 7691م وكانت الفقرة الأساسية في القرار هي الانسحاب من أراضي بدون أداة التعريف فقال المسؤول العربي للورد : أضف الالف واللام ولكنه رفض بعناد وقال له ياتقبلوا به او ترفضوه فوقع العرب ببلاهة كثيفة ووقعوا في الفخ لانه كان في نظرهم (كل عند العرب صابون) وهو أقوى سلاح إذا رفضوا وينطبق نفس الشئ على السيد ياسر عرفات بعد توقيعه اتفاقية أوسلو التي قدم فيها ايضاً تنازلات مهينة، وكان قبلها محتفظاً بهالة من البطولة والنضال مع جيشه المقاتل القوي يستقبل في كل العالم مثل استقبال رؤساء الدول رغم النكبات والهزائم والجراح، فقد قال الرئيس اللبناني صائب سلام:( أي رئيس عربي لا يضع عرفات في حسابه يسقط لا محالة لانه رمز القضية الاولى وهي القدس) كان ذلك قبل أوسلو وبعدها أصبح عرفات محصوراً بغرفة ضيقة لا يستطيع أن يخرج لقضاء حاجتة ولا أن يتنفس الهواء النقي وتمت تصفيته بالسم بواسطة عملاء اسرائيل بتعليمات من السفاح شارون وإذا قارنا موقفه قبل التوقيع بعد خروجه من طرابلس بلبنان ومعه المقاتلين وأبناء الشهداء حيث توجه بعد خروجه من لبنان إلى القاهرة، ودخلت السفينة اليونانية التي تقله ومن خلفها سفينتان يونانيتان تحمل كل منهما ثلاثة الاف وخمسمائة مقاتل فلسطيني وعلى رأسهم ابوعمار إلي المياه الاقليمية المصرية، ونتحدث عن اللحظات الفاصلة التي سبقت الزيارة التاريخية وأسرار الاتصالات التي تمت بين القاهرة وكل من طرابلس وقبرص وأثينا..
وفي 02\2\2891م سئل الرئيس المصري حسني مبارك فقال بصريح العبارة أن مصر ترحب بزعيم الشعب الفلسطيني لزيارة القاهرة في الوقت الذي يختاره فاهلا به بين اهله في مصر واتصل أسامة الباز لينقل رسالة عاجلة من القاهرة إلى ابوعمار يبلغه فيها أن مصر قررت أن تجري له استقبالا يليق بمكانته كزعيم لشعب فلسطين عند مروره على مدن القناة بعد ذلك أجرى المسؤول الفلسطيني اتصالا من القاهرة مع اثينا حيث يوجد ممثل فتح في اليونان ليبلغ رسالة مصر إلى عرفات مبحراً فوق ظهر السفينة اليونانية.
هذه اللفتة الكريمة أضفت بعد أوسلو سحابة قاتمة من المأساة فهو نفس حسني مبارك الذي أغلق معبر رفح في وجه الفلسطين اما عرفات نفسه فقد رأيناه بعد حصار شارون مثل جرذ صغير وقع في أيدي هر جنيب وهو يحتضر بعد أن بدأ منهكاً شاحب الوجه في مؤتمر صحافي له فذكرت وسائل الاعلام في اسرائيل:
وفي الخارج أن الزعيم الفلسطيني أصيب بنوبة قلبية أو بسرطان في المعدة وفي ظل واقع أن رئيس وزرائه الثاني يهدد خلال أربعة أشهر بالاستقالة ومن دون خليفة واضح له فانه لابد أن يكون لدى عرفات حافز قوي للتقليل من أهمية التقارير التي تشير إل مرضه، وحاول طبيبه الاردني أشرف الكردي أن يخفي الحقيقة عندما أبلغ مراسل النيوزيك أن عرفات بخير وهي محاولة انكشف زيفها فيما بعد فقال :- إن عرفات يتمتع بصحة جيدة لقد قالوا انه يعاني كل الأورام الموجودة في العالم ولكن ما يعانيه هو التهاب في المعدة ولم يدر هذا الطبيب الجاهل إن عرفات يبحر بزروق الموت إلى الآخرة.
وسئل الطبيب عن صحة عرفات بالمقارنة مع صحة رجال في عمره فقال انه يتمتع بصحة طبيعية انه منهك فقط ولا ألومه فهو يعيش ظروف غير طبيعية غرفته صغيرة ولا نوافذ لها مستوى الاوكسجين منخفض في تلك الغرفة وهو لا يرى الشمس ولكنه يتمتع بمعنويات مرتفعة، كلما أحس أنا بهبوط معنوياتي صدقني انني اتصل به.. عن أية معنويات يتكلم هذا الطبيب وعرفات لا يرى الشمس؟؟
ولا حياة بدون شمس وعن التقارير التي أشارت إلى انه تم تسميمه قصداً بمادة يصعب اكتشافها..
قال هذا الطبيب الزائف الذي يكذب كما يتنفس اصطحبت معي خبيراً في الدم أخذنا عينات من دمه وفحصناها على مدى أيام وقال الخبير انه لم يستطع العثور على أي شئ غير طبيعي..
وعما إذا كانت ارتجافة شفتيه هي مرض الباركنسون قال مسيلمة الكذاب الاردني هذا لا انها ارتجافة موضوعية حميدة ولكنه لم يعان مرض الباركنسون أبداً وعن نوعية المريض الذي هو عرفات قال انه يحب أكل الخضروات بصورة أساسية وأحياناً السمك والدجاج وهو يسلم نفسه لله ويقول وليفعل الله ما يشاء ولا مخاوف لديه ؟؟؟!! فتأمل عرفات أرسل إلى الآخرة وطبيبه يقول عرفات بخير وانه يحب السمك ؟!!
اما الانقاذ فسنتحدث عن تنازلاتها بالمقال القادم عند تسليم الارهابي كارلوس لفرنسا وبدون مقابل ؟؟
نواصل


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.