من هو حسن هذا الذي تناديه خادمته الرحمة قائلة: بصوتها الرخيم في الدلوكة قائلة: وكت الصح يجي والفرسان تتلاث قولوا لي حسن تومي الحرابة دارت إنه ذلك الفارس المغوار العمدة الحسن ود ضبعة عمدة الجوير مركز شندي ذلك في العهد القديم حين كان السيف أصدق أنباء من الكتب وكما قيل في الليلة الظلماء يتفقد البدر قالت الأخبار إن جيران ود ضبعة بالضفة الشرقية لنهر النيل غاروا بالسيوف وعصاياتهم على جزيرة ناس ود ضبعة وكان غائباً وفي معركة لمعت فيها السيوف والعكاز غار أولئك على أبناءهم ود ضبعة واخوانه في الجزيرة وضربوه بل ونقلوا للقرية وهم مكسرين ومضربين وفي نفس اليوم حضر العمدة ود ضبعة، وكان غائباً وحضر والليل أرخى سدوله والناس نيام وجاءت إليه خادمته بالعشاء والماد وبعد أن أخذ راحته سأل الخادمة عن خبر البلد كيف في غيابه ، وقالت له ودموها تجري يا أبوي العمدة ناس الشرق غاروا على أهلك في الجزيرة وضربوهم ضرباً مبرحاً وأغلبهم الآن مكسورين في منازلهم، وقد فقدنا يا أبوي الحسن ثم انخرطت في البكاء بصوت عالٍ سمعه الجيران واهل بيته وجاءوا لمعرفة الخبر، ولما رأوا الخادمة تبكي والحسن جالس ينظف سيفه الذي طالت مدته ولم يشهد معركة وقال للخادم كفاية وللجيران أذهبوا أخذوا راحتكم وغداً سيفعل هذا السيف والعكاز في ناس الشرق فعلا يتحدث بذكره الركبان ولما أشرقت الشمس بنورها تفقد ود ضبعة اهله المضروبين وبشرهم بأن هذا الضحى سيشهد معركة بيني وبين جماعة الشرق وسيكون الثمن الذي يدفعونه غالباً، وفي الضحى امتطى جواده التي تصهل ونحن إلى تلك المعركة ومنع أي شخص يذهب معه وقال لهم الحقوني لتحملوا أجسادهم إلى بيتهم وجاءت الجواد تثير الغبار وأولئك الأعداء كانوا يزرعون في أرض الجزيرة التي يقلعوها عنوة بالأمس ونادى فيهم صائحاً الغوار رجال اناه وضبعة جيتكم محارباً ومقاتلاً لتار اهلي بالأمس ودوّر فيهم يضرب بالسيوف حيناً وبالعكاز حيناً آخر وهرب أغلبهم وبعضهم وقع على الأرض وهنا جاء جماعته وقال لهم أحملوا هؤلاء المكسرين إلى منازلهم وقولوا لأهلم إذا كان فيكم عقاب رجال تعالوا غدا وسوف مرابطاً بهذه الأرض وهكذا هو العمدة الحسن ود ضبعة تغنى بذكره الركبان لشجاعته ومواقفه التاريخية وغنت في الدلوكة قالت: يا الوافر ضراعو برد دارك أبوك وانهم لي سراعوا وتقول وكت الصح يجي والفرسان تتلات نادوا لي حسن قلوا الحرابة دارت انت اللهم الما بحمشوك يامرض يومين تنزل فوق عدوك هلا هلا يا الحسن ود ضبعة خربان العبوس ما بتحسب زول سيداتي سادتي إذا سمعتم علي ابراهيم اللحو يتغنى بعمدة كلي ابو جديري في تلك القصيدة التاريخية، وهو ذاك عمدة كلي الفارس المغوار وهو صن والعمدة ود ضبعة جيران اهل بعض في العموديات ذاك عمدة كلي وهذا عمدة الجدير كذلك تسمعون الحسن تومي الحرابة دارت هذا التاريخ ربما يعود لاوائل الثلاثينيات وكان ناظر الجعليين ابراهيم بك فرح صاحب المواقف وهو والد حاج محمد ود البي ناظر الجعليين انه ذهب الى لندن وشاهد في المتحف البريطاني صورة تاريخية للعمدة الحسن ود ضبعة وهو يلبس ثوباً من الدبلان ويحمل عكازه الشهيد وشاهد مع تلك الصورة ايضا صورة ابو جديري عمدة كلي هكذا كانت تلك الشخصيات في الادارة الاهلية وزعامات العشائر الذين كانوا حماة للارض والعرض وكما قال له اولئك آبائي فجيئني بمثلهم.. اذا جمعتنا يا جرير المجامع سيداتي هل تتكرر صورة اولئك الفرسان والزعماء الأقوياء سلام علي الحسن ود ضبعة عمدة الجوير وسلام علي ابو جديري عمدة كلي وسلام وتقدير للزعيم ابراهيم بك فرح ناظر دار جعل عزاها الله وسلام علي ود البي الناظر والى أبنائهم من بعده وهكذا كما جاء في التنزيل: ( تلك الايام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون) صدق الله العظيم هكذا نسأل الله لهم الرحمة والرضوان. ولكم الشكر