أبقى الحكم الإستعماري الإنجليزي مشائخ القبائل والعمد على مناطقهم يديرون حكمها تحت ارشادهم ومتابعتهم اللصيقة لحكمهم كما أمدوهم بالمساندة الإدارية والشرطية والمالية مما جعل حكمهم لجميع اقصاء البلاد النائية مستتباً من الدرجة الأولى رغم البعد الشائع ووسائل المواصلات التي كانت أغلبها بالدواب في ذلك الزمان ولم يحدث طيلة حكمهم تمرداً أو خروجاً على القانون بفضل حكم مشائخ القبائل والعمد.. ولكن المؤتمر الوطني سار على نهج نميري الذي رسمه له الشيوعيون المتسرعون.. فكانت «كبوة حمقاءة» أدت الى الخروج عن الطاعة كما أدت الى تمرد قبائل الغرب والشرق وأنفلت زمان الأمن الذي كان يؤمنه مشائخ القبائل والعمد للدولة الذي فطنه له الإنجليز سابقاً ولم يفطن له المؤتمر الوطني حالياً. ٭ الخدمة المدنية عندما استلم المؤتمر الوطني الحكم وجد على رأس إدارة البلاد موظفي الخدمة المدنية المتمرسين يسيرون أعمال الدولة، فبدلاً من ان يبقيهم المؤتمر الوطني في وظائفهم لإلمامهم بالتدرج في العمل ويكون المؤتمر عليهم مرشداً ومراقباً لصيقاً لتجويد العمل ولكنه قام بإعفاء الكفاءات واستبدلهم بموالين غير متمرسين في إدارة العمل مما أدى إلى فشل الخطط الإسعافية الثلاثية والخماسية فكانت «كبوة قاصمة» أدت الى إضعاف الدولة والتنمية وظهور المحسوبية.
٭ الولاة عندما استلم المؤتمر الوطني الحكم كان الولاة يتم تعيينهم وظيفياً في سلك الخدمة المدنية الاتحادية من الخرطوم تعييناً لا ترشيحاً.. ولكن عند إستلام المؤتمر الوطني للحكم سن قانوناً بموجبه يعين الوالي بالترشيح فكانت «كبوة شديدة» ادت الى ظهور التكتلات القبلية والجهوية والشللية في ترشيح الوالي ونواب مجلس مما جعل الولاة يكيلون بمكيالين في توزيع التنمية فيخصون بالتنمية من والأهم قبلياً وجهوياً وشللياً مما زاد فتق وحدة الدولة تمزقاً وتمرداً. ٭ فتح باب المؤتمر الوطني في التسعينيات عُمّم منشور من اللجنة العليا للمؤتمر الوطني لجميع تنظيماته بأمرهم بفتح 06% لأعضاء جدد من غير المنتمين تنظيمياً للمؤتمر الوطني فوجد الشيوعيون وسدنة مايو والمنتفعون ضالتهم فدخلوا في المؤتمر الوطني زرافات ووحدانا وصاروا ينحتون كالسوس في تفرقه رؤوس المؤتمر الوطني في المحليات والولايات وهم أصحاب خبرة في ذلك حتى تمكنوا بضرب قدام المنظمين المخلصين من المؤتمر الوطني بعضهم ببعض فخلا لهم مكانهم ثم استولوا على أهم المناصب في الحزب لابسين جلد الحرباء وجعلوا ما بقي من شرفاء المؤتمر الوطني دمية في ايديهم وهذه «كبوة صاقعة» غيرت الأهداف التي قام المؤتمر الوطني من اجلها وهي دولة الإسلام العادلة المزدهرة مما جعل الشرفاء يخرجون منه سخطاً «ولم أجد لهم عزماً» بعد تمركز الشيوعيين وسدنة مايو والنفعيين على المؤتمر الوطني ومن آثاره السالبة نجد عندما قام مؤتمر اوروبي في الولاية الشمالية ادى الى عراك مات فيه احد المواطنين وايضاً في مؤتمر آخر في كردفان قام فيه عراك بين اعضاء المؤتمر الوطني كما وصل نار هشيمها للإتحادية مما جعل حامد صديق يصرح«لدينا خطوات محددة للحد من ظاهرة اللوبيات التي تحدث اثناء المؤتمرات التنظيمية للمؤتمر الوطني وان اللجنة المركزية لا تتردد في تطبيق لائحة المحاسبة ولعمري مثل هذا الأمر لا يعالج بالتصريح لأن أمرهم بالتمكن في المؤتمر الوطني قطع شوطاً بعيداً وقد استفحل وإنما يعالج مثل هذا الأمر بالرجوع الى قدام رجال المؤتمر الوطني المخلصين الذين بنوا المؤتمر الوطني بمالهم ودمائهم في الستينيات والسبعينات قبل تولي المؤتمر الوطني الحكم فهم أهل العقيدة والتضحية والجهاد فيجب الرجوع اليهم والسير بتخطيطهم وتوجيهاتهم وحمل الحزب بتعيين ما يرشحونهم لانهم هم اهل الشيلة والأهداف كما انهم ازهد الناس على مسألة الدنيا. ٭ الهيبة الرادعة عند قيام حكومة المؤتمر الوطني استلمت البلاد فوضى من الأحزاب لا أمن فيها وخصوصاً العاصمة الخرطوم وتفشي في عهد الأحزاب سلب المغتربين وقتلهم بين مطار الخرطوم ومكان سكنهم فقامت حكومة المؤتمر الوطني بمحاربة الجناة بحزم وشدة حتى استتب الأمن على أحسن ما يكون فكانت خطوة عظيمة كتبت من الإنجازات الباهرة للمؤتمر الوطني ويثني عليها وللأسف اصاب الهيبة الرادعة للمؤتمر الوطني «كبوة طامة» نسفت كل حميد وجميل لها واقصد قيام عصابات النيقرز في دار السلام ومايو وأطراف أم درمان فجاست في العاصمة رعباً وخوفاً بل تجرأت بالسطو على النساء في الحدائق العامة والأسواق والطرق وتجد معظم افرادها من دول الجوار ويشجعهم على ذلك الأحكام الباهتة التي تصدرها المحاكم على الجناة بالسجن اقصاها بين ثلاثة اشهر وخمسة مما جعلهم لا يهابون العقوبة الهينة وهم يسببون الأذى الجسيم لضحاياهم والموت ويمرغون هيبة الدولة ايماء تمريغ توطئة لقيام العصابات المافية الخارجة على القانون على قرار عصابات الدول الإفريقية الجنوبية ومما يزيد الطينة بله تماد الدول على الأحكام الهينة غير الرادعة للجناة وينطبق على هؤلاء قانون الحرابة وهو إما أن يقتلوا او ينفعوا من الأرض او تقطع ارجلهم وايديهم من خلاف بما أفسدوا في الأرض وبما سلبوا الناس وارهبوهم واعلموا«إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن» واخيراً ليست شعري ان يفطن المؤتمر الوطني لهذه الكبوات المهلكات لحكمه، وينهض واقفاً برجاله المخلصين حازماً خصره متقلداً سيفه مصححاً لجميع الكبوات بكل حزم وجسارة وإصرار مثل عهده الأول عند قيامه «اللهم لا تجعلنا من الذين ضربت عليهم الذلة والمسكنة» معلم بالمعاش (الشمالية)